\r\n وقد انعكست المنافسة القوية الجيدة التي يشهدها كثير من القطاعات في الحقل الاقتصادي على المستهلكين . فالبضائع المعمرة على سبيل المثال أصبحت متوفرة أمام شريحة كبيرة من السكان حيث يمكنهم الآن الحصول عليها بأسعار معقولة تناسب دخولهم . فجهاز الحاسوب الذي كان سعره يتجاوز 1500 دولار قبل خمسة اعوام أصبح الآن دون ال 250 دولارا كما أن سعر الحاسب المفكرة ينخفض حوالي250 دولارا سنويا. \r\n وانخفضت أيضا أسعار الهواتف الخلوية ، فبعد ان كان متوسط سعر الهاتف الخلوي 250 دولارا قبل عامين تقريبا أصبح الآن أقل من 50 دولارا مع توفر الكثير من المواصفات الجيدة والتقنية الحديثة والأداء المتميز. وبالطبع فإن المنافسة بين الشركات المنتجة للهواتف قد انعكست إيجابيا على المستهلك فهناك إلى جانب شركات نوكيا وموتورلا وإل جي نجد بيرد وساغيم . \r\n وفي الوقت نفسه انخفضت أسعار مكالمات الهاتف العادي مع تنافس شركات الهواتف بهارتي ورليانس وتاتا حيث تعرض كل شركة المزيد والمزيد من الخدمات كي تستميل المشتركين. \r\n أما أجهزة التكييف والميكرويف وغسالات الملابس وأجهزة التلفاز فقد اصبحت تكلف اليوم نصف ما كانت تكلفه قبل عدة اعوام قليلة . فجهاز التكييف عالي الاداء كان يكلف أكثر من 700 دولار أصبح اليوم رقميا ومزودا بمتحكم عن بعد ويباع ب 400 دولار مع عروض هدايا مجانية معه تصل إلى 100 دولار. \r\n وما تزال القائمة في تزايد مستمر . فقد أعلنت شركة تاتا وهي شركة رائدة في تصنيع السيارات أنها بصدد طرح سيارة بسعر 2500 دولار العام القادم أو الذي يليه، كما أن شركة هيونداي أعلنت عن تخفيضات قدرها 1250 دولارا على سيارتها (كومباكت ) وقد امتدت مظلة خفض الأسعار لتشمل شركات النقل الجوي التي تشهد اليوم طفرة كبيرة . فقبل أربعة او خمسة أعوام كانت شركة (إنديان إيرلاين ) المملوكة للحكومة تحتكر رحلات الطيران الداخلية وكانت معروفة بعدم انتظام مواعيد رحلاتها . والآن في ظل وجود منافسة قوية من سهارا وجيت إيرويز ثم لحقت بهم سبايس جيت وإير ديكان وكينغفيشر . وكانت المحصلة النهائية تحطيم للأسعار وتقديم بعض هذه الشركات تذاكر سفر بأسعار زهيدة للغاية . واصبح السفر جوا متاحا أمام قطاع كبير من الأفراد. \r\n وكانت الرحلة ما بين نيودلهي ومومباي تكلف حوالي 150 دولارا واليوم أصبح بإمكان الأشخاص الذين يبادرون بالشراء قبل غيرهم الحصول على مثل تلك التذاكر مقابل 5 دولارات فقط شاملة الضرائب الحكومية على أساس مبدأ من يأتي أولا يحظى بالخدمة أولا . كما أن شركة ديكان تعرض تذاكر سفر إلى أي جهة داخل الهند مقابل 20 دولارا فقط وهو ما جعل الأسر متوسطة الدخل التي لم تكن تفكر مطلقا في التنقل جوا تقضي الآن أجازاتها متنقلة في الاجواء الهندية. \r\n وفي الوقت نفسه أقامت الحكومة شراكة مع الشركات الخاصة لتنفيذ مشروعات كإنشاء طرق جديدة وهو ما انعكس في زيادة أرباح قطاع السياحة الداخلية . \r\n كما شهدت أسعار المواد الغذائية تحسنا واضحا وشمل ذلك أيضا أسعار الوجبات السريعة المشهورة . \r\n ورغم كل هذه الأخبار الجيدة إلا أن هناك جانبا آخر ينعكس في ارتفاع نسبة الاستهلاك مع تلك الطفرات التي طرأت على نظام الحياة هناك ، وربما يظهر ذلك بجلاء على الجيل الجديد من الهنود . يواكب تلك التغييرات اشتداد حدة التوترات الاجتماعية مرتبطة بالتحول غير المنظم الى حياة المدنية الحديثة ناهيك عن اتساع الهوة بين طبقة الأغنياء والفقراء. كما أن النظام البيروقراطي وأطر العمل السياسي لم تستطع مواكبة تلك التغييرات المتلاحقة . وعلى سبيل المثال لا يزال نظام السكك الحديدية الذي يخضع لإدارة الحكومة يعاني من حالة من التدهور مع انخفاض كبير لمعدلات الأمان. \r\n ومع أن مقارنة أسلوب الحياة حاليا بين مومباي مثلا وشنغهاي أو سنغافورة لا يصب بحال في صالح الطرف الاول بيد أنه وبفضل احتدام المنافسة يظل التوجه العام في الهند في طريقه الصحيح . \r\n سيدهارث سريفاستافا \r\n صحفي مقيم في نيودلهي متخصص في الشئون الاقتصادية والأمن الوطني \r\n خدمة كيه آر تي خاص بالوطن
