أصبحت الهند في السنوات الأخيرة واحدة من اسواق السفر النشطة بفضل النمو الكبير في شركات الخطوط الجوية الرخيصة.. ولكن هذه الشركات تعاني من الفوضي في مطارات الهند المزدحمة قليلة الامكانات كما انها لا تحقق اية ارباح.. ويقول جي. آر. جوبيناث المدير العام لشركة ديكان افياشن مالكة شركة اير ديكان كبري شركات السفريات الجوية الرخيصة في الهند ان كل رحلة تتأخر ما بين 30 و45 دقيقة وان هناك زحاما في المطارات قبل الهبوط وقبل الاقلاع كما لا توجد اماكن كافية لمبيت الطائرات. وفي تصريح لمجلة "فورتشن" يقول فيجاي ماللايا رئيس مجلس الادارة والمدير العام لشركة كينجفيشر ايرلاينز التي بدأت سفرياتها في ابريل 2005 ان ربع الوقود المستخدم في اية رحلة يضيع بسبب التأخيرات وهذا يمثل 8% من اجمالي تكاليف التشغيل وبعبارة اخري فان التأخير لمدة 3 دقائق يكلف الشركة ايرادات مقعدين من مقاعد طائرتها المستخدمة. وليس من الصعب علي اية حال ان تعرف سر التأخير فأكثر مطارات الهند ازدحاما وهما مطارا مومباي ومطار دلهي ليس في كل منهما سوي ممر واحد فقط صالح للعمل.. كما لا توجد في اي منهما اعداد كافية من بوابات الوصول والمغادرة او اماكن مبيت الطائرات وقد تم طرد طائرات اير ديكان من اماكن المبيت في مطار بنجالور وستضطر الشركة الي توزيع طائراتها الثلاثين الجديدة علي اماكن مبيت في مطارات اخري. وهناك ايضا نقص في الطيارين ومهندسي الطيران والمراقبين الجويين.. ويعترف بارفول باتيل وزير الطيران المدني الهندي بانه لم يتم تعيين اي مراقبين جويين جدد خلال الشهور الستة الاخيرة وان نسبة النقص فيهم تصل الي 30% في معظم المطارات. والغريب ان معدل نمو حركة الطيران قد بلغت 25% في العام الماضي وينتظر ان تصل الي 100% هذا العام حيث لاتزال شركات السفريات الجوية الرخيصة توسع نشاطها.. ويقول باتيل ان مطار بنجالور يعاني من الازدحام رغم توسعاته الكثيرة حيث انجز خطط التوسعات المقررة لعام 2010 قبل موعدها بخمس سنوات. والطريف ان التوسع في السفريات الجوية الرخيصة لا يحقق للشركات جميعا اية ارباح وعلي سبيل المثال فان اير ديكان خسرت في الشهور الستة حتي سبتمبر الماضي 15.4 مليون دولار.. ويقول بالا ديشباند مدير الاستثمار في شركة (ICICI) في مومباي والتي تملك حصة 13% في اير ديكان ان الامر يحتاج الي عامين او ثلاثة اعوام من العمل قبل ان تبدأ شركات السفريات الجوية الرخيصة في تحقيق ارباح وخاصة في بلد مثل الهند. وتقول مجلة "فورتشن" ان نقص اماكن مبيت الطائرات يضر شركات السفريات الجوية الرخيصة من عدة نواح.. فالشركات لا يمكنها تنظيم رحلات من المطارات الكبري في الوقت المناسب.. كما ان الطائرات تبيت في المطارات الاقل ازدحاما وتضطر الي عمل رحلات لا تغطي تكاليفها ولذلك يقول اجاي سينج مدير شركة السفريات الجوية الرخيصة سبايسي جيت التي بدأت العمل في العام الماضي ان تحسين البنية الاساسية في المطارات بوجه خاص سيمكن الشركات من استخدام طائراتها لمدة ساعة زيادة يوميا وهو ما يعني زيادة الايرادات ما بين 7 و8% وتوفير ما بين 4 و5% من التكاليف الكلية عن كل راكب. ومن المشاكل الاخري التي تعانيها شركات السفريات الجوية الرخيصة كما تقول احدي الدراسات الحكومية ارتفاع قيمة الرسوم التي تتقاضاها المطارات بنسبة 78% عن المتوسط العالمي.. ونقص وقود الطائرات وارتفاع تكلفته ونقص المطارات الثانوية. ويقول كابيل كاول رئيس قسم الهند والشرق الاوسط في مركز الطيران المدني لمنطقة آسيا الباسيفيك في مدينة سيدني الاسترالية انه من السهل ان تصبح اي شركة طيران شركة للسفريات الجوية الرخيصة ولكن ذلك صعب في السوق الهندي بوجه خاص. وهكذا فان كل المؤشرات تدفع شركات السفريات الجوية الرخيصة الي زيادة قيمة تذاكرها ويري دينيش كيسكار نائب الرئيس في قسم الطائرات التجارية في شركة بوينج ان شركات الهند تبيع التذكرة التي يتعين ان يكون ثمنها 60 دولارا مقابل 20 دولارا فقط واذا ظل سعر التذكرة علي حاله ولم تتحسن اوضاع المطارات فان شركات السفريات الجوية الرخيصة في الهند ستواجه كارثة لاشك فيها.