\r\n ربما لاتكون سمعت سوى عن واحد فقط منهم. وهو هوغو شافيز الرئيس الثوري لفنزويلا الذي قام بجولات في نيويورك وهارليم وبرونكس والذي حظي بتصفيق كبير خلال كلمته في الجمعية العامة جراء ادانته البلاغية القوية وتنديده بالامبريالية والرأسمالية الاميركية.\r\n على العكس فان الفارو يوريب رئيس كولومبيا واليخاندرو توليدو رئيس بيرو مرا عبر نيويوركوواشنطن بدون اي جلبة. وهما لم يريدا بالفعل ان يتم التركيز عليهما. حقيقة ان كليهما وافق على الالتقاء بالمحررين والمراسلين في الواشنطن بوست، لكن ايا منهما لم يكن يرغب في الحديث علانية عن التطور الاكبر في اميركا اللاتينية في السنوات الاخيرة. وهذا التطور بالطبع هو الظهور المتزايد لشافيز بوصفه خليفة سياسي ومذهبي لفيدل كاسترو ومحاولاته التقدمية في النجاح بينما فشل كاسترو في بناء تحالف معاد لاميركا. \r\n ولكن يوريب او توليدو ليسا على غرار القادة اليساريين في البرازيل والارجنتين الذين يتعاطفون سرا مع شافيز. حيث يمكن لتوليدو الذي كان في يوم ما ضحية لديكتاتورية البيرتو فوجيموري التي كانت مغلفة بغلاف الديمقراطية ان يعجب لكن بشيء اخر وهو التدمير المشابه لشافيز للنظام السياسي في فنزويلا. يحارب يوريب حركة التمرد اليسارية التي قامت بمساعدة كاسترو قبل عقود والتي يدعمها الان شافيز الذي منح اعضاءها حق اللجوء السياسي بل وحتى الجنسية لاحد ابرز قادتها. \r\n مع ذلك رفض يوريب الحديث عن اي شيء للنشر بشان شافيز. وقصر توليدو نفسه على الشكل الجديد لمنظمة الدولة الاميركية حيث قال ليس كافيا ان يتم الانتخاب فيها بشكل ديمقراطي بل الاهم هو ان يتم الحكم بشكل ديمقراطي. واضاف بانه لو لديه وفرة من العائدات النفطية مثل الرئيس شافيز فان الامر كان سيكون مختلفا. \r\n واللافت للنظر في هذا الامر هو الصمت حيال هذين الزعيمين اللذين يشاركان واشنطن في الاهتمام بالاسواق الحرة والاحزاب الديمقراطية. حيث باي مقياس معقول فان كلا من يوريب وتوليدو قد نجحا: حيث تنمو اقتصادياتهما بشكل سريع والصادرات والاستثمار الاجنبي تسير في طريقها المنشود والفقر المدقع في تراجع. \r\n وفي بيرو وكولومبيا عدد الاشخاص الذين يعيشون على اقل من دولارين في اليوم تحت حكم توليدو ويوريب يستقر عند نسبة 54و52% على التوالي. اما فنزويلا شافيز فان المعدل ارتفع من 43% عام 1999 السنة التي تولى فيها السلطة الى 53% العام الماضي حسب الاحصاءات الحكومية. خلال نفس هذه الفترة تضاعفت تقريبا العائدات النفطية لفنزويلا التي تشكل غالبية دخلها. مع ذلك فان ادعاء شافيز بانه نصير المحرومين في اميركا اللاتينية تمر بدون تحد من أقرانه. \r\n كيف يكون ذلك؟ بالطبع بشكل جزئي فان شافيز قد عبأ بشكل ناجح المشاعر المعادية لاميركا والتي تظهر بقوة في سياسات اميركا اللاتينية والتي تكون عمياء الى حد كبير عن النتائج. فهو كسياسي افضل من يوريب الرزين الصارم وبالطبع احسن من توليدو حيث ان تصرفات توليدو غير الرئاسية الكثيرة والتي قد تكون مضرة قد جعلته يحظى بادنى شعبية يمكن ان يحظى بها اي زعيم في اميركا اللاتينية. \r\n والجانب المتذمر لتوليدو يشير ايضا الى اختلاف واضح حيث ان شافيز يشتري بكل ما في الكلمة من معنى التأييد من جيرانه. فمع كل قفزة في اسعار النفط تزداد مكرماته التي كانت مقصورة في الاول على كوبا. فهو يقدم نفطا مدعما ل13 دولة من دول منطقة الكاريبي ويعد البرازيل بمصفاة جديدة واشترى 538 مليون دولار من الدين الخارجي المعدوم للارجنتين. ويسد حاجة الاكوادور المنتجة للنفط عندما تعجز عن التصدير لبضعة ايام. وفازت مدرسة سامبا في ريو دي جانيرو برعايته. باختصار فان اي واحد في اميركا اللاتينية يسعى الى معونة في هذه الايام عليه التوجه الى كراكاس. \r\n وهذا هو السبب في رفض يوريب وتوليدو الحديث عن فنزويلا اثناء لقاءاتهما في الكونغرس او مع ادارة بوش حيث ان الرسالة واضحة وهي توقفوا عن الحديث عن شافيز وابدأوا في المنافسة معه. والتحميل الشديد على شافيز سواء من قبل القس بات روبيرتسون او دونالد رامسفيلد وزير الدفاع ليس لها من مردود سوى زيادة عدد منتخبيه في صناديق الاقتراع وفي غضون ذلك يتساءل الرؤساء اللاتينيون والزعماء المعرضون لضغط كبير عما اذا كان لدى واشنطن اي شيء يمكن ان يضاهي الهبات السخية لشافيز. والفرص للمنافسة متوفرة وجاهزة. فهناك على سبيل المثال اتفاقية انديان لتحرير التجارة مع الولاياتالمتحدة التي يمكن ان ينتهي منها الرئيسان بحلول نهاية اكتوبر المقبل. \r\n ويمكن ان تكون خطوتهم هذه اكثر اقناعا اذا كانا عازمين على الوقوف في وجه خرق شافيز للاعراف الديمقراطية والتدخل في شئون الدول الاخرى وهو ما يتناقض تماما مع المواثيق الاقليمية. وان كان لديهما ايضا نقطة اخرى وهي ان ادارة بوش يمكن ان يكون لديها الكثير من التأثير اذا تصرفت على انها الولاياتالمتحدة وليست فنزويلا هي القائد الاقتصادي لنصف الكرة الغربي. \r\n جاكسون ديل \r\n عضو هيئة التحرير في الواشنطن بوست \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص ب(الوطن)