ويشبه الاتفاق المبدئي الذي تم الاتفاق عليه مع كوريا الشمالية في بكين هذا الاسبوع والذي وافقت بيونغ يانغ من خلاله على نزع ترسانتها من الاسلحة النووية مقابل الحصول على العديد من الفوائد، الاتفاق الذي ابرمته ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون مع بيونغ يانغ قبل 11 عاما، طبقا لمحللين مطلعين على المسالة. \r\n وكان بوش قد تخلى عن ذلك الاتفاق الذي ابرم عام 1994 بعد عامين من توليه رئاسة البلاد نتيجة ما يعتقد الكثيرون انه اسباب ايديولوجية رغم ان بيونغ يانغ انتهكت الاتفاق بتشغيل برنامج سري لتخصيب اليورانيوم. \r\n وكان المحافظون الجدد يهيمنون على السياسة الخارجية لادارة بوش خلال فترة رئاسة الاولى حيث رفضوا تماما فكرة التفاوض مع الدول التي وصفوها بانها جزء من \"محور الشر\"، كما يقول جوزف كرينيكوين المدير المسؤول عن الحد من الانتشار النووي في معهد كارنيغي انداومنت الدولي للسلام. \r\n ويقول كرينيكوين الخبير الاميركي البارز في مجال التسلح \"لقد كانت الفكرة: انهم دكتاتوريون ونحن لا نتعامل معهم. وقد قاد ذلك التوجه مباشرة الى الحرب في العراق وكانت الفكرة هي ان العراق هو اول الانظمة التي يجب ازالتها\". \r\n وكان \"محور الشر\" يضم كوريا الشمالية وايران والعراق، الا انه لم يبق فيه سوى دولتين بعد الاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003. \r\n ويؤكد كرينيكوين على ان \"تلك السياسة اثبتت انها مكلفة للغاية وغير مثمرة، وبناء عليه نشهد حاليا اعادة النظر في الافكار داخل الادارة الاميركية والاتجاه نحو البراغماتية\". \r\n واوضح ان هذا التغير يعكس \"نصرا كبيرا\" لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس \"التي ادركت ان السياسة التي اتبعتها الولاياتالمتحدة خلال السنوات الاربع الماضية غير ناجحة\". \r\n وقال ان رايس \"غيرت ببطء تلك السياسة للسماح لاجراء مفاوضات حقيقية مع كوريا الشمالية، ونفت بمهارة حدوث اي تغيير في السياسة الاميركية. وبذلك فقد حافظت على ثقة الرئيس فيما حولت سياسته من المواجهة الى الحوار البناء\". \r\n واوضح جو بيدن السناتور الديموقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية ان تغيير سياسة ادارة بوش بشأن كوريا الشمالية هو دليل على ان \"الحوار الصارم يوفر فرصة لكبح جماح تطلعات كوريا الشمالية النووية الخطيرة اكبر من تلك التي توفرها سياسة الشلل التي مورست على مدى السنوات الماضية\". \r\n وقال تشارلز بريتكارد المفاوض الاميركي الرئيسي في المحادثات مع الكوريين الشماليين ابان فترة الرئيس كلينتون، ان الادارة الاميركية الحالية \"غيرت الكثير من الامور حول تعاملها مع كوريا الشمالية\". \r\n وضرب مثالا على ذلك التحول من الرفض المبدئي لاجراء محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية الى عقد اللقاءات الثنائية معها بهدف اجراء حوار مستمر في اطار المحادثات السداسية التي تستضيفها الصين. \r\n ويشارك في تلك المحادثات الى جانب الصين وكوريا الشمالية والولاياتالمتحدة، كل من روسيا واليابان وكوريا الجنوبية. \r\n ويقول المحللون ان \"اعلان المبادئ\" التي تم تبنيه في ختام الجولة الرابعة من المحادثات في بيونغ يانغ و\"الاطار المتفق عليه\"، يناقشان تزويد بيونغ يانغ بمفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيفة، وهو الطريق لتطبيع العلاقات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية مقابل تخلي الدولة الستالينية عن قدراتها النووية. \r\n ولا توجد علاقات دبلوماسية حاليا بين واشنطن وبيونغ يانغ. \r\n وقال برتيكارد \"هناك عدد من الامور الواردة في اعلان المبادئ التي تشير الى ان الادارة الاميركية تحاول تحقيق النجاح في المجالات التي عانت فيها من عدة اخفاقات في السابق\". \r\n ويوضح دانييل بينكستون من مركز \"مونيتري انستيتيوت\" للدراسات الدولية حول الحد من الانتشار النووي انه رغم الانتقادات التي وجهتها ادارة بوش لسياسة الادارة الاميركية التي سبقتها بشان كوريا الشمالية \"فقد رأينا تغيرا شاملا في الامور منذ كانون الثاني/يناير\" عندما تولت رايس وزارة الخارجية. \r\n وقال انه من وجهة نظر كوريا الشمالية فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه مؤخرا يعد \"افضل من الاتفاق السابق\" لان الولاياتالمتحدة تعهدت بعدم مهاجمتها باسلحة نووية او تقليدية. \r\n واضاف انه بموجب الاتفاق السابق، قدمت الولاياتالمتحدة ضمانات بعدم شن هجمات نووية. \r\n وفيما يعد اتفاق بكين خطوة اولى باتجاه نزاع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، يتوقع بعض المحللين ان يقف بعض المتشددين المعارضين للاتفاق في ادارة بوش، ضد تقديم اية تنازلات من قبل واشنطن لكوريا الشمالية في اية مفاوضات مستقبلية. \r\n وراى كرينيكوين \"ستنشأ حروب عصابات داخل الادارة الاميركية (...) لان فلسفة المتشددين تقضي بان الولاياتالمتحدة هي المهيمن على كوكب الارض وبالتالي عليها استخدام قوتها العسكرية لتغير العلاقات الدولية\". \r\n وتابع ان \"حقيقة ان ذلك لم ينجح في العراق لا يثنيهم اطلاقا عن رغبتهم في محاولة تطبيق تلك السياسة في مناطق اخرى من العالم\".