\r\n فقد خرجت عن رايس عدة تصريحات كان الهدف منها تشجيع كيم يونغ ايل باستئناف المحادثات السداسية التي بدأت في عام 2003 بشكل جدي. وحرصت رايس في تصريحاتها على الاعتراف بسيادة كوريا الشمالية ووعدت بضمانات أمنية ومساعدات اقتصادية حال تخلي بوينغ يانغ عن أسلحتها النووية. وعلى الرغم من ذلك فقد أشارت رايس إلى كوريا الشمالية على أنها مركز للاستبداد. وتمادت رايس في التلميح بتهديدات مفادها أن الولاياتالمتحدة ربما تعمل على حل مشكلة كوريا الشمالية بعيدا عن المحادثات السداسية وربما تقصد بذلك أن واشنطن ربما تطلب من مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية. \r\n الحقيقة أننا نتفهم الاسلوب الذي تفكر به رايس بيد أن كلماتها تثير نوعا من القلق. فالولاياتالمتحدة لا تحظى بمصداقية لدى كوريا الشمالية والصين وكذا كوريا الجنوبية في جهودها الرامية إلى حل مشكلة بوينغ يانغ النووية بطرق دبلوماسية. \r\n وهناك أربعة تصورات رئيسية خاطئة لدى إدارة بوش في سياستها نحو كوريا الشمالية. أول هذه التصورات أن المحادثات السداسية التي أنشأتها الإدارة الأميركية عام 2001 تعمل بشكل تلقائي لكي تصب في المصلحة الأميركية. وهناك كثير مما يمكن قوله عن المفاوضات التي تشارك فيها الصين واليابان وروسيا والكوريتان بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة للتعامل مع المشكلة التي تهم الجميع غير أن المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه تلك المفاوضات لعزل كوريا الشمالية لم يثمر عن شئ . وعلى الرغم من وجود اجماع بضرورة اخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية إلا أنه لا يوجد ثمة اتفاق على كيفية تحقيق هذا الهدف. \r\n وفيما عدا اليابان فلا تعتقد باقي الدول المشاركة في المباحثات أن الولاياتالمتحدة تقدم لكوريا الشمالية حوافز كافية، كما أن هذه الدول تشعر ولو على نحو طفيف بشئ من التعاطف مع موقف كوريا الشمالية الإستراتيجي على ضوء التوجه الذي تعتنقه الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتوجيه ضربات استباقية. وعلى الرغم من عدم تماديهم إلى القول بغض الطرف عن ترسانة كوريا الشمالية النووية إلا أنهم يتفهمون لماذا تنظر بوينغ يانغ إلى تملكها السلاح النووي على أنه ميزة تتمتع بها لأنها تمثل أحد أضلاع ما اسمته واشنطن بمحور الشر وخاصة بالإستفادة من الدرس العراقي. \r\n أما التصور الخاطئ الثاني فيتعلق بالثقة التي توليها الأطراف الاخرى المشاركة في المحادثات في الاستخبارات الأميركية فيما يتعلق ببرنامج كوريا الشمالية النووي. فتجربة العراق قد أوجدت نوعا من التشكك إلى جانب أن الولاياتالمتحدة قد بالغت بالفعل في تقارير حديثة زودت بها المسؤولين في الصين وكوريا الجنوبية حول الدور السابق الذي لعبته كوريا الشمالية في السابق بتزويد ليبيا بغاز اليورانيوم. ولسوء الحظ فإن مصداقية الولاياتالمتحدة قد تضررت كثيرا عندما ظهر أن ما قامت به كوريا الشمالية كان يصب في مصلحة كوريا الشمالية. \r\n والتصور الخاطئ الثالث هو أن الصين يمكنها أن تجد توازنا على أساس مبدأ (العصا والجزرة) لكي تدفع كوريا الشمالية إلى التفاوض الجاد. وعلى الرغم من أن الصين يمكنها بالفعل القيام بدور أكبر في هذه المحادثات وربما من الناحية النظرية تهدد بكين بقطع المساعدات عن بوينغ يانغ، بيد أن تلك الإفتراضات لا تجدي في ظل رؤية بكين أن واشنطن لم تتفاوض مع بوينغ يانغ بنية طيبة وإخلاص جيد يمكن أن يدفع الآثار الخطيرة التي قد تتعرض لها جارتها. \r\n وفي المقابل يمكن للولايات المتحدة أن تعرض تقديم مزيد من المساعدات لكوريا الشمالية وأن ترفع العقوبات التجارية وتوافق على قروض يمنحها البنك الدولي وصندوق النقد لبوينغ يانغ وأن توقع على اتفاق أمني إلى جانب توطيد الروابط الدبلوماسية ، ويجب ألا تفعل ذلك بطريقة غير مشروطة. \r\n والشئ الأخير أن إدارة بوش يبدو أنها قد افترضت أن تثير الإطاحة بنظام صدام حسين نوعا من الرعب لدى كوريا الشمالية يحملها على التصرف بطريقة أفضل إلا أن قادة بوينغ يانغ يدركون جيدا حجم الأعباء الملقاة على كاهل الجيش الأميركي إلى جانب تأكدها أن كوريا الجنوبية ستعارض شن أي هجوم على شبه الجزيرة الكورية في ظل الظروف الراهنة. \r\n فالإدارة الأميركية في حاجة فعلية إلى استراتيجية جديدة تجاه كوريا الشمالية تتصف بالمرونة التي أظهرتها في تعاملها مع إيران مؤخرا وأن تعرض على بوينغ يانغ نتائج حقيقية ملموسة يمكن أن تجنيها إذا ما انهت برنامجها النووي. وفي حال فشل المحادثات بعد ذلك فربما تكسب دعما اقليميا جوهريا للتصدي لكوريا الشمالية وإجبارها على دفع ثمن تعنتها. \r\n \r\n مايكل هانلون وجاك بريتشارد \r\n أستاذان في معهد بروكينغز \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن