انها قصة حول تحقيق رسمي يجرى لمعرفة الشخص الذي سرب اسم احد عملاء السي ‚ آي‚ايه لوسائل الاعلام‚ حسبما ينص عليه القانون الصادر في 1982 فان هذا النوع من التسريب قد يعتبر غير قانوني‚ \r\n \r\n ظهر اسمان لشخصين مشهورين في التحقيقات التي اجريت بخصوص التسريب وهما كارل روف نائب رئيس طاقم موظفي البيت الابيض ولويس ليبي رئيس طاقم موظفي نائب الرئيس ديك تشيني‚ \r\n \r\n ويبدو ان التحقيقات تتجه نحو خاتمة محدودة‚ فإذا توصل المدعي العام باتريك فتزغيرالد الى ان روف او ليبي او كليهما خرقا القانون فانه ستوجه اليهما تهم جنائية وستجد ادارة بوش نفسها في فضيحة ذات ابعاد يمكن مقارنتها بفضيحة ووترغيت في عهد نيكسون‚ \r\n \r\n حسبما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة بما فيها استطلاع مجلة «نيوزويك» فإن الشعب الأميركي يرى بصورة متزايدة ان روف وصفه الرئيس بوش بأنه مهندس حملة اعادة انتخابه في عام 2004 قد يكون مذنبا بارتكاب تصرف لا أخلاقي أو غير قانوني له ارتباط بعملية التسريب‚ \r\n \r\n ولا يعرف الكثير حول تحقيقات فيتزغيرالد سبب اصراره على الأخذ بمبدأ السرية المطلقة ولكن ما يعرف يشير إلى ان ادارة بوش تجد نفسها الآن مشغولة على جبهتي حرب‚ \r\n \r\n الجبهة الأولى هي التستر على الأعمال الخرقاء التي قادت إلى حرب العراق بناء على فرضية خاطئة أفادت ان صدام حسين يمتلك أسلحة للدمار الشامل‚ والجبهة الثانية العمل على حماية من قام بالتسريب وليس هناك شك ان كلتا الجبهتين مرتبطتان مع بعضهما البعض‚ \r\n \r\n ظهر لاحقا وبصورة مؤلمة ان العراق لم يكن يمتلك مثل تلك الأسلحة وان تبرير بوش للغزو كان خاطئا مما دفع جوزيف ويلسون وهو سفير أميركي سابق لأن يكتب مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» في 6 يوليو 2003 اتهم فيه الإدارة الأميركية بتحريف التقارير الاستخبارية لتبرير الحرب مما أغضب البيت الأبيض ودفعه للرد‚ \r\n \r\n وخلال أيام بدأت القصص تطارد ويلسون وتنتقده ويتم الكشف بصورة مفاجئة وغريبة عن اسم زوجته فاليري بليم على أنها عميلة ل «سي‚ آي‚ إيه» والبيت الأبيض أنكر بالصوت العالي تورط روف في هذا التسريب‚ \r\n \r\n في واشنطن ينظر إلى الكشف عن اسم أي عميل ل «سي‚ آي‚ إيه» على أنه مسألة خطيرة لا يمكن التساهل تجاهها بغض النظر عن الانتماءات الحزبية‚ بعدها بعدة أشهر عينت وزارة العدل مدعيا عاما هو فيتزغيرالد وهو من شيكاغو للتحقيق في الموضوع‚ ويعرف عن هذا المدعي العام انه يدس أنفه في كل شيء من أجل إظهار الحقيقة‚ \r\n \r\n بدأ فيتزغيرالد باجراء سلسلة من المقابلات مع كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس‚ كذلك تم استجواب كل من روف وليبي بعدها استدعي روف للإدلاء بشهادته ثلاث مرات أمام هيئة محلفين كبرى كما استجوب مرتين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي المعروف باسم «اف‚بي‚آي»‚ \r\n \r\n وخلال الأسابيع الأخيرة سرت هناك تكهنات بأن فيتزغيرالد لا يحقق فقط من أجل معرفة شخصية من قام بالتسريب بل يحقق أيضا باتهامات خطيرة تتعلق بالكذب تحت القسم وباعاقة العدالة‚ \r\n \r\n كان ينظر اليه على أنه سري بدأ يظهر الى السطح فجأة وبدأ يحتل عناوين الصحف وهو بالتأكيد سيسبب الكثير من الحرج للإدارة الأميركية‚ \r\n \r\n لقد ظهر أن روف وليبي «تورطا» في عملية التسريب وبدأت استطلاعات الرأي التي تنظم تعكس الشكوك المتنامية للرأي العام الأميركي تجاه إدارة بوش‚ وبدا أن هناك خيطا رفيعا بين الخرق الأمني الذي هو في حد ذاته مشكلة وبين الحرب في العراق التي تحولت الى كارثة‚ \r\n \r\n إن الدرس الأساسي من فضيحة ووترغيت هو أن عملية التستر في بعض الأحيان قد تكون أسوأ من الجريمة نفسها‚ لكن الأفضل بكثير للبيت الأبيض لو أنه اعترف بخطئه واعتذر وكان الشعب الأميركي سيتفهم ذلك بالتأكيد‚ \r\n