\r\n هل هذا يعني انه لن يكون هناك مكان لليهود في هذه الدولة؟ يبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون يؤمن بهذا وعليه اعلن انه لن يترك اي يهودي في قطاع غزة بمجرد ان تكمل اسرائيل انسحابها مع اخذ 7500 مستوطن من هناك في أغسطس القادم‚ المستوطنون الذين يقفون ضد هذا الاخلاء بقوة وصفوا شارون بأقذع الصفات ووصل الامر بهم الى نعته بمصطلحات نازية باعتباره يقف ضد اليهود ومصالحهم‚ \r\n \r\n من الواضح ان شارون وليس الفلسطينيين هو الذي يصر من خلال خطته أحادية الجانب على فك الارتباط مع الفلسطينيين باخراج اليهود مما يعتبرونه أرضا توراتية لهم‚ \r\n \r\n والولايات المتحدة وشركاؤها في الاسرة الدولية الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة يرون في السابقة الحالية بالتخلص من المستوطنات اليهودية وسيلة وحيدة لتنشيط العملية السلمية وبعث الحياة فيها من جديد واعطاء الفرصة للفلسطينيين لاظهار قدرتهم على ادارة شؤونهم في دويلة فلسطينية تقام في غزة‚ \r\n \r\n على اية حال فان التفاؤل الحذر بشأن فك الارتباط لا يرقى الا الى مستوى التمنيات لا اكثر‚ وهو تفاؤل يقوم على اساس الاعتقاد بأن تجربة غزة ستخلق ضغوطا في المستقبل لاجراء المزيد من الانسحابات من الضفة الغربية‚ \r\n \r\n الاشارات الفورية غير مشجعة على الاطلاق‚ ففي مقابلة صحفية اجريت معه في ذكرى يوم «الاستقلال» ذكر شارون ان مناطق الاستيطان الكبرى ستبقى جزءا من دولة اسرائيل كما ستبقى مرتبطة جغرافيا باسرائيل وسيكون هناك اعداد اكبر من المستوطنين مما هو موجود اليوم‚ ان دهاء شارون عبر عنه في استراتيجيته التي تمكن بها من قلب القضية الفلسطينية وجعلها تقف على رأسها وليس على رجليها‚ فلقد رد على مطالبة العرب باعادة جميع الاراضي التي احتلت في عام 1967 بخطة تقوم على الفصل العرقي حيث تقوم بتحديد الارض الاسرائيلية في اي مكان يشكل فيه اليهود الاغلبية سواء غرب أو شرق ما سمي ب «الخط الاخضر»‚ ما يتبقى من أرض على قلته بعد ذلك يمكن ان يصبح فلسطين‚ \r\n \r\n واذا ما أراد عباس رئيس السلطة الفلسطينية اعادة كسب المبادرة في العملية السلمية التي احتكرها شارون خلال العام ونصف العام الماضي فما عليه سوى اعادة تأكيد المطالب الفلسطينية بالسيادة على الارض وليس القبول بالفصل العرقي الذي يعيدنا للاستيطان والمستوطنين‚ عباس الذي سيعقد أول لقاء قمة له مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن الاسبوع القادم يمكن ان يصرح بوضوح انه ليس هناك ما يمنع بقاء يهود في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة مادام خضع هؤلاء للقوانين الفلسطينية ودفعوا ما عليهم من ضرائب‚ \r\n \r\n هذه الفكرة تبدو خيالية بعض الشيء ولكنها تلقى قبولا حتى بالنسبة لبعض المستوطنين‚ آفي فرحان وهو يهودي ليبي من مواليد غزة ظهر على شبكات التلفزة العربية وقال انه مستعد للبقاء حيث هو خلف عملية فك الارتباط‚ واضاف «ان هذا اختبار للفلسطينيين وأنا على استعداد لأن أكون حقل تجارب في هذا الشأن»‚ \r\n \r\n ان الجدل الرئيسي ضد المستوطنات هو ليس كونها يهودية بل كون المقيمين فيها يتمتعون بحقوق وامتيازات لا يتمتع بها السكان الفلسطينيون ويحتكرون الموارد التي يجب ان ينتفع بها الجميع‚ \r\n \r\n أي صفقة لترك بعض أو كل المستوطنين في أماكنهم سينظر اليها من قبل الكثيرين على أنها مكافأة لاسرائيل على احتلالها المستمر منذ 38 عاما‚ \r\n \r\n النتيجة لهذا المنطق هي ان حوالي 250 ألف مستوطن في الضفة الغربية ومثلهم في القدسالشرقية التي ضمت لاسرائيل أي حوالي 10% من السكان اليهود في فلسطين سيتم إلزامهم بمنطق العدالة في الحقوق والواجبات مع الفلسطينيين وليس التميز عليهم في كل شيء كما هو الحال الآن‚ \r\n \r\n ان على عباس ان يذكر اسرائيل والعالم بأن الصراع ليس عرقيا‚ انه حول الارض التي يحلم الفلسطينيون باقامة دولتهم عليها على ان تكون هذه الدولة دولة حقيقية ذات سيادة‚ \r\n \r\n واذا دعا الفلسطينيون اليهود للبقاء في منازلهم كمواطنين متساوي الحقوق مع الفلسطينيين‚ فأين عدم العدالة في هذا؟ \r\n