فقد تم التوصل الى معاهدة سلام سان فرانسيسكو دون مشاركة جمهورية الصين الشعبية وادى اعتراف طوكيو بشين كاي - شيك الزعيم الوطني لتايوان الى تجميد العلاقات بين البلدين . وان كان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طوكيو وبكين في سبتمبر 1972 شكل بداية عقدين مما يطلق عليه المحللون الصينيون واليابانيون بالعصر الذهبي للعلاقة الثنائية بين البلدين.حيث نمت الاتصالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بسرعة .كما عززت الصين واليابان برعاية الجيل القديم من الزعماء من تنظيم قوتهما وتنسيق مواقفهما ضد التهديدات السوفيتية المدركة.ومع ذلك ومنذ منتصف التسعينيات تتعرض العلاقة الثنائية لتوترات متزايدة.حيث ان التاريخ والنزاعات الاقليمية والاصرارات المتزايدة على الحقوق والجغرافيا السياسية يبدو انكل ذلك يسير باكبر قوتين اسيوتين في طريق الصدام .الصين مستاءة بشكل خاص من الزيارات السنوية التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي لضريح ياسوكوني حيث يدفن فيه 14 من مجرمي الحرب ومن كتب التاريخ الدراسية التي تنكر مسئوليات اليابان في حرب المحيط الهادئ.على الجانب الاخر فان طوكيو سئمت من تقديم اعتذارات وتسعى الى العيش فيما وراء ذكريات النزعة العسكرية اليابانية من خلال تقديم نفسها كعضو مسالم ومسئول في المجتمع الدولي. تصاعدت النزاعات الاقليمية بين البلدين في السنوات الاخيرة: حيث تدعي كل من بكين وطوكيو احقيتها بالمناطق الاقتصادية الخالصة في بحر الصين الشرقي وتتهم بعضهما البعض بالقيام بعمليات غزو غير مشروعة في تنافسهما على موارد الطاقة .كما غدا كل منهما اكثر تصلبا في مواقفها بشكل متزايد : الصين جراء نموها الاقتصادي القوي ونفوذها السياسي المتزايد وتحديثها المتواصل لجيشها واليابان تحركها رغباتها في ان ينظر اليها على انها دولة طبيعية وتحصل على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي.الشكوك المتبادلة قوية وواضحة بين البلدين.فبكين تنظر بعين القلق للدور المتزايد لقوات الدفاع الذاتي اليابانية ولم تعد طوكيو تستحي من الاعلان صراحة عن قلقها من برامج تحديث الصين لجيشها .اخيرا فان الصين قلقة من التحالف الامني الاميركي- الياباني وتأثيره على المشهد الجغرافي السياسي الاقليمي.ان نسخة اسيوية من التقارب الفرنسي الالماني في فترة ما بعد الحرب يمكن ان تجتاز شوطا طويلا صوب ضمان السلام والرخاء وتجنب علاقة عدائية يمكن ان تهدد استقرار المنطقة.اولا يتعين على الصين واليابان ان يتعلمان التعايش مع بعضهما البعض.فعل كل واحدة منهما ان تتكيف مع صعود الاخرى وتختار التوافق والتكيف بدلا من المواجهة.ثانيا يجب على بكين وطوكيو ان تطورا آليات من اجل تبادل زيارات بشكل منتظم على اعلى مستوى فيما يتعلق بالقضايا محل الاهتمام المشترك.ولسوء الحظ انه منذ اكتوبر 2001 لاتوجد اجتماعات قمة بين الحكومتين.وينتج ذلك اوضاع يسمح فيها للراي العام باملاء شروط حوار دبلوماسي.ضف على ذلك ان نقص الحوار يسمح ايضا بتقديرات سيناريوهات الحالة الأسوأ ان تهيمن على الشكل السياسي وتركز الضوء بشكل اكبر على الشكوك المتبادلة وتؤدي الى الحدة فيما يتعلق بالقضايا مثل التحالف الاميركي- الياباني وتايوان وتحديث الجيش الصيني .ثالثا يجب على وسائل الاعلام الاخبارية بذل جهود اكبر في تشجيع تبادل الزيارات والتفاهم بدلا من اثارة النزعة القومية والكراهية .رابعا ثمة حاجات بان يكون هناك مزيد من الاتصال على مستوى القاعدة.في الثمانينات تبادل الزيارات من اشخاص لاشخاص شجع بشكل كبير على تفاهم وصداقة اكبر.فيجب القيام بجهود متجددة بغية تعميق هذه الاتصالات لاسيما بين الشباب.ان العلاقات بين الصين واليابان هي في مفترق طرق .فقد طور البلدان اعتماد متبادل اقتصادي وثيق وهما لاعبان اساسيان في تطوير مؤسسات مالية مستقرة وتجارة حرة واندماج اكبر في المنطقة.ويعتبر اعادة العلاقة الثنائية بين البلدين الى المسار الايجابي هو التحدي الاكبر الذي يواجه بكين وطوكيو الآن. \r\n \r\n جينغ - دونغ يوان \r\n استاذ مساعد لدراسات السياسة الدولية في معهد مونتري للدراسات الدولية. خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون -نيويورك تايمز خاص ب(الوطن).