\r\n لكن لسوء الحظ فان هذه العولمة لم تقلص العواطف المتأججة للنزعات القومية . فاليابان وكوريا الجنوبية يكدر علاقتهما حالة من الغضب ونزاع تتزايد بشاعته حول ادعاءين متصارعين بالاحقية في موقعين صخريين في البحر يقعان بين البلدين .وتلعب السفن الحربية اليابانية والصينية لعبة القط والفأر مع بعضهما في مجموعة من الجزر المتنازع عليها . \r\n وقد تصاعدت التوترات مؤخرا عندما وافق وزير التعليم في اليابان على سلسلة مثيرة للجدل من كتب التاريخ المدرسية التي يرى المنتقدون انها تغطي على جرائم ارتكبتها اليابان في وقت الحرب. واعلن المسئولون الصينيون والكوريون احتجاجاتهم في الوقت الذي اندلعت فيه مظاهرات عنيفة في كلا البلدين .وطالبت مجموعة تجارية لسلسلة محلات صينية من اعضائها وقف بيع منتجات يابانية احتجاجا. كما علقت شركة هوندا للسيارات زيارة مسئوليها للصين . \r\n ومع ذلك فان اليابانيين ليسوا في حالة مزاجية تسمح لهم بالرضوخ لهذا الغضب بشأن الماضي .ففي اجتماع سنوي عقد مؤخرا لخبراء امن اميركيين ويابانيين حضرته عبر مسئولون وخبراء يابانيون عن سخطهم بل غضبهم حول طلب الصين الذي لايتوقف على ما يبدو لهم بالاعتذار عن الحرب العالمية الثانية.ويدافعون عن الزيارات السنوية لرئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي لياسوكوني وضريح شينتو قتيل الحرب الياباني . \r\n في نفس الوقت كان المشاركون اليابانيون متلهفين للاشارة لصعود الصين كتهديد متصاعد ليس لهم فقط بل للولايات المتحدة ايضا .وفي اجتماع قريب بين وزراء الدفاع والخارجية الاميركيين واليابانيين استخدم اليابانيون للمرة الاولى لغة تلمح الى ان الدفاع عن مضيق تايوان هو جزء من مهمة امنية مشتركة لهم مع الولاياتالمتحدة . \r\n النزعة القومية في شرق اسيا ليست بالأمر الجديد غير ان القوى الجديدة تضفي عليها عنفا اضافيا .فالصين تندفع جراء احساسها الخاص بالقوة . واليابان تحرر نفسها من قيود فترة ما بعد الحرب في لعب دور عسكري فيما وراء حدودها حتى الان كقوات حفظ سلام فقط. وكوريا الجنوبية تبحث عن هويتها بين التفكير مليا في تحالفها مع الولاياتالمتحدة وبين ميلها الى الصين مع الخوف من الهيمنة وبين الاشتياق الى اعادة توحيد شبه الجزيرة المقسمة . \r\n ان الولاياتالمتحدة هي القوة المهيمنة في منطقة المحيط الهادي وذلك بميراثها الحربي وبشبكة معقدة من العلاقات مع القوميات الثلاث في شرق اسيا.فهي حليفة لاثنتين منها - اليابان وكوريا الجنوبية- ومنافس واحيانا شريك للقومية الثالثة وهي الصين. \r\n ان الولاياتالمتحدة هي الميزان الاساسي في هذه المنطقة وان كانت يمكن ان تكون ايضا هدفا للنزعة القومية المتصاعدة. حيث ان كل تصرف حتى وان كان غير مقصود قد يتم تفسيره على انه اشارة الى ان الولاياتالمتحدة تقف بجانب هذا او ذاك. على سبيل المثال فان الكوريين الجنوبيين يثير غضبهم تأييد الادارة الاميركية لليابان للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن. \r\n لادارة بوش رؤية جيوبوليتيكية واضحة وان كانت مبسطة عن شمال شرق اسيا .فطوكيو محقة في الافتخار بوضعها كأهم حليف استراتيجي لاميركا .وسيئول المتزعزعة تأتي في المرتبة الثانية شريطة ان تظل قريبة من الاهداف الاميركية . \r\n وتم اصدار دعوة وتحذير لبكين . فقد اعلن نائب وزير الدفاع دوغلاس فيث في فبراير الماضي ان الصين في مفترق طرق استراتيجية . فاذا كانت تريد الاستمرار في الصعود كقوة فإنه يتعين عليها ان تختار الانضمام الى النظام الدولي الذي شكلته الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الاخرى . \r\n ولايوجد اي شئ خطأ في هذه الرؤية وتلك الرسالة .بيد انه يجب على واشنطن ايضا ان تتجنب ان تجبر على اتخاذ اختيار غير ضروري لليابان على جيرانها. ففي الوقت الذي نؤكد فيه تحالفنا فاننا ايضا بحاجة الى عرض فعال لخدماتنا في تشجيع المصالحة بين اليابان والصين وكوريا الشمالية . \r\n ومن اجل مصلحتهم يجب على اليابانيين تسوية الماضي .كما يجب على الصينيين والكوريين الجنوبيين وقف استخدام الماضي للعب السياسة في \r\n وطنهما .اذا حدث هذا يمكن بل ويجب علينا ان نركز جميعا على مستقبل هذه المنطقة المتذبذبة والحيوية. \r\n \r\n دانيال سنيدر \r\n كاتب مختص بالشئون الخارجية في سان خوسيه ميركوري نيوز.خدمة كيه آر تي خاص ب(الوطن)