وكلتاهما تبديان قصورات خطيرة في الالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي‚ فالمعاهدة تسمح للدول غير المالكة للاسلحة النووية بتطوير دورات الوقود النووي الخاص بكل منها وتتيح لها شرعيا الوصول الى نقطة تصبح فيها قادرة على التسلح النووي‚ فإذا لم يتم اقناع ايران وكوريا الشمالية بالتراجع عن الاقدام على الخطوة النهائية‚ فعندئذ سيكون هناك شلال خطر في شمال شرق آسيا والشرق الاوسط جراء انتشار التسلح النووي‚ ومن هنا تأتي أهمية من العرض النهائي المقدم من الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) الذي سلمته لايران مؤخرا‚ \r\n \r\n الى جانب ايران وكوريا الشمالية هناك خوف ينبع من احتمال وقوع اسلحة نووية في ايدي جماعات ارهابية‚ التي ليست مثل ما يسمى بالدول المارقة لا يمكن ردعها بتهديدها بردود فعل انتقامية‚ \r\n \r\n لكن نظام حظر الانتشار النووي يجري تقويضه ايضا بطريقة ذكية اكثر من خلال فشل الدول المالكة للاسلحة النووية بالالتزام بتعهداتها لتقليص ترساناتها النووية وتقاسم التكنولوجيا النووية مع الدول الأخرى للاغراض السلمية‚ فالولاياتالمتحدة تحديدا مذنبة باتباعها معايير مزدوجة‚ ففي الشهر الماضي اعلنت عن نيتها لتقديم تعاون نووي كامل مع الهند رغم انها دولة نووية وغير موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي‚ \r\n \r\n هذا لا يعني ان بلدا مثل ايران ينبغي ان تسعى لامتلاك اسلحة نووية كرد فعل أو نتيجة لاحساسها بالاحباط من عدم التزام الولاياتالمتحدة بتعهداتها الدولية‚ ولكن بغض النظر عن الدوافع كلما بدت الولاياتالمتحدة اكثر التزاما بالتعهدات الدولية كانت الفرص افضل لاقناع الدول الأخرى للتراجع عن مساعيها لامتلاك الاسلحة النووية وكذلك تصبح قدرة المجتمع الدولي اكبر على إحداث هذا التغيير في التوجهات‚ \r\n \r\n يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين ان معاهدة حظر الانتشار النووي لم تعد ذات جدوى في التعامل مع تحدي الانتشار النووي وهم يرون المستقبل في التحكم بالصادرات من قبل مجموعة الدول الموردة والحظر المتبادل بموجب ما اطلق عليه مبادرة الأمن النووي‚ \r\n \r\n لكن رغم ان معاهدة حظر الانتشار النووي بصورتها الحالية غير كافية لمنع انتشار الاسلحة النووية الا انه ينبغي تطويرها وليس تجاهلها‚ فالحظر المتبادل لا يصلح الا في اطار اجهزة المخابرات واما القدرة على تطبيق قيود على الصادرات وفق أسس عالمية ولتحشيد الدعم الدولي بفرض عقوبات ضد الدول الساعية للتسلح نوويا‚ يعتمد على مفهوم يتطلب من الولاياتالمتحدة ان تتصرف بنزاهة وانصاف‚ هناك حاجة لوجود منزل في منتصف الطريق خاص لكل من الهند وباكستان واسرائيل ولكن هذا البيت يجب الا يكون محفزا ومشجعا للدول الأخرى لإعادة النظر في تكاليف ومنافع التسلح النووي‚ فسيكون من الجنون الافتراض بأن التحريم العام للانتشار النووي يمكن ان يتعزز بمعاهدة حظر الانتشار النووي ويستمر الى الابد‚ كما ان الفكرة القائلة ان هناك انتشارا نوويا حميدا وآخر خبيثا وثالثا بين المنزلتين فكرة خاطئة ايضا فالعدو هو الانتشار النووي في حد ذاته‚ فالولاياتالمتحدة لا تستطيع ان تعتمد على طبيعة الانظمة: فايران كانت ذات يوم حليفا للولايات المتحدة‚ \r\n \r\n فإيران حاليا تمر في وقت عصيب وكوريا الشمالية ليست في وضع افضل‚ وعليه فإنه كلما كانت الولاياتالمتحدة اكثر سخاء مع الدول غير النووية واكثر استعدادا للالتزام بالاتفاقيات الدولية بوضع نهاية للتجارب النووية والتوقف عن انتاج المواد المشعة وتجميد بناء وتطوير اسلحة نووية جديدة‚ اصبح الدعم لها أقوى في مساعيها لمواجهة الدول الساعية للتسلح النووي‚ هذه ليست مسؤولية الولاياتالمتحدة الوحيدة ولكن اذا فشل عرض الترويكا الأوروبية لايران فيجب عليها ان تقيم القول إن هناك تكاليف لتجاهل الرأي العام العالمي حول مشكلة الانتشار النووي والتوجه نحو الأممالمتحدة لفرض عقوبات أشد‚ \r\n