\r\n وقد جاء في تقرير الصحيفة ان مسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية »ان الادلة التي قدمها شارون والتي تضمنت صورا فوتغرافية لمنشآت في ايران لم تكن جديدة ولا مثيرة بالنسبة للرئيس بوش«. \r\n \r\n \r\n وكانت الصحيفة نفسها قد نشرت ان »رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون بسط امام الرئيس بوش وعلى طاولة الغذاء في مزرعة الاخير بتكساس صورا فوتغرافية لمواقع نووية ايرانية« من اجل تدعيم حجته بأن ايران »تقترب من نقطة اللاعودة« في مجال اكتساب الخبرة اللازمة لتطوير سلاح نووي. \r\n \r\n ومع ذلك, فان محاججة شارون المطولة والمدعومة بالصور والمعلومات الاستخبارية التي قدمها كبير مساعديه العسكريين الجنرال يعقوف غالانت قد اظهرت وجود توتر بين اسرائيل وحليفتها الامريكية الكبرى حول تحديد المدة الزمنية اللازمة لمعالجة هذه القضية. \r\n \r\n ايران, بدورها, تصر على ان مشروعها النووي ذو طبيعة سلمية فقط وان من حقها القيام بتخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. في حين تتبع اسرائيل سياسة »الغموض النووي« فيما يتعلق بأسلحتها النووية متجنبة التورط في انكار حيازتها لبرنامج نووي او الاقرار به. \r\n \r\n الا ان ثمة دلائل توفرت مؤخرا تفيد بأن الولاياتالمتحدة قد تكسر صمتها الطويل ازاء هذه القضية. واذ ظل المسؤولون والدبلوماسيون الامريكيون يمتنعون عن الاشارة الى اسرائيل بصفتها دولة نووية, فان الاسابيع القليلة الماضية شهدت نداءات غير مباشرة صادرة عن مسؤولين امريكيين دعوا فيها اسرائيل الى وضع جدول زمني للتخلص من مشروعها النووي الذي ينتج الاسلحة النووية. \r\n \r\n ومن بين اولئك المسؤولين جاكي ساندرز, الممثلة الخاصة لرئيس برنامج حظر انتشار الاسلحة النووية, التي كتبت مقالة في الموقع الالكتروني التابع لوزارة الخارجية الامريكية, قالت فيها ان من الضروري التأكيد على ان الهند واسرائيل وباكستان لا يستطيعون الانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية الا كدول غير نووية. ومضت ساندرز الى القول: »وكما فعلت جنوب افريقيا و اوكرانيا في مطلع التسعينات, فان على هذه الدول الثلاث ان تتخلى عن اسلحتها النووية وتقبل بجميع الضوابط التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشروط للانضمام الى المعاهدة المذكورة. وفي هذه الاثناء تواصل الولاياتالمتحدة تأييدها للقرار الذي اتخذ في مؤتمر المراجعة الذي عقد عام 1995 لمراجعة تنفيذ معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية والذي نص على ضرورة ان تكون منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل«. \r\n \r\n وكان مسؤول آخر في وزارة الخارجية الامريكية هو مارك فيتز باتريك, نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون انتشار الاسلحة النووية, قد اطلق تصريحات مماثلة في مؤتمر الامن الذي عقدته منظمة الدول الامريكية. وكان فيتز باتريك قد قال بأن على المؤتمر ان يدعم هدف الالتزام العالمي بشروط معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وان يتأكد من ان الهند واسرائيل وباكستان لا يمكنهم الانضمام الى المعاهدة المذكورة الا كدول غير نووية. \r\n \r\n وقد التقطت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية هذه الاشارات وعلقت عليها بالقول:»ان استخدام هذه المصطلحات, وان كان نادرا, الا انه يتعارض مع ما اعتاد عليه كبار مسؤولي الادارة الامريكية من تجنب اي تأكيد على حيازة اسرائيل للاسلحة النووية«. \r\n \r\n وفي مقالة نشرتها مجلة »غلوبال بوليتيشيان« للصحفية انجليك فان انجلن المقيمة في القاهرة, قالت انجلن »ان هذه الاشارات يمكن ان تعني ان الولاياتالمتحدة باتت تدرك ان القضايا النووية اخطر من ان تعالج باسلوب الكيل بمكيالين الذي دأبت واشنطن على اتباعه فيما يتعلق بالقضايا الاخرى«. \r\n \r\n وقد نبهت صحيفة هاآرتس الى ان المسؤولين الامريكيين اختاروا كلماتهم بحذر لكي لا يصلوا الى حد مطالبة الهند وباكستان واسرائيل بالتخلي عن سلاحهم النووي. فقد امتنع كل من فيتز باتريك وساندرز عن دعوة تلك الدول الى نزع اسلحتها النووية. وكل ما طالبا به ان تقوم تلك الدول بتقديم تعهد ينبذ التسلح النووي. اي بتقديم كلمة بدلا من الافعال الملموسة. كما ان هذه المطالبة, حسب ما اشارت هاآرتس, لم تأت مرتبطة بأية شروط او تلويح بالعقوبات او تحديد جدول زمني للتنفيذ. \r\n \r\n لكن السيدة انجلن تقول ان ذلك لا ينفي بالضرورة امكانية حدوث تغير حقيقي في موقف امريكا من هذا الموضوع. وتقول انجلن »ان مطالبة اسرائيل بالقبول بالضمانات الدولية التي تفرضها وكالة الطاقة الذرية على جميع النشاطات الذرية قد خلت من طابع العجالة. ولكن اذا كانت السياسة الخارجية الامريكية سوف تنحو هذا المنحى, بهدف تقليل المخاطر الايرانية, فان عليها ان تتخذ خطوات راسخة وصارمة«. \r\n \r\n ومضت انجلن الى القول بأن الولاياتالمتحدة لم تعد قادرة على ان تظهر بمظهر من يكيل بمكيالين لصالح اسرائىل. »فالولاياتالمتحدة تتعرض للانتقاد الشديد في كل مرة تعرب فيها عن رغبتها في ان تتخلص ايران من كل ترسانتها. ويعود سبب الانتقاد الى ازدواجية الموقف الامريكي من القضية النووية«. \r\n \r\n في هذه الاثناء, مثل مردخاي فعنونو, التقني النووي السابق في المفاعل النووي الاسرائيلي, امام المحكمة يوم الثلاثاء الماضي بتهمة انتهاك شروط اطلاق سراحه. وكان فعنونو اول من اثار الشكوك حول امتلاك اسرائيل للسلاح النووي قبل عقود. ويواجه فعنونو, الذي اكدت معلوماته حيازة اسرائيل للسلاح النووي حسب قول هاآرتس, 22 تهمة تتعلق بتكرار التصريح عما يعرفه من حقائق لوسائل الاعلام الاجنبية وهو امر يتعارض مع شروط اطلاق سراحه بعد 18 عاما قضاها في السجن. \r\n \r\n وقد اخبر فعنونو مراسل وكالة اسوشيتد برس »انه يوم عار على الديمقراطية الاسرائيلية ان يجلب الى المحاكمة رجل انهى مدة محكوميته القانونية لا لشيء الا لانه يمارس حريته في الكلام«. واضاف فعنونو يقول:»لم تعد لدي اية اسرار. اسرائيل هي التي تخبىء الاسرار عن برنامجها الذري«.0 \r\n \r\n \r\n \r\n عن »كريستيان ساينس مونيتر« \r\n \r\n