روسيا تدعو إلى النظر في إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية    الجيش الإسرائيلي يلقي قنابل ضوئية بشكل مكثف شمال مخيم النصيرات وسط غزة    إصابة 30 راكبا جراء مطبات هوائية خلال رحلة من إسبانيا إلى أوروجواي    حملات مكثفة لمتابعة تطبيق غلق المحال التجارية بالبحيرة| صور    كوبا أمريكا.. أوروجواي 0-0 أمريكا.. بنما 0-0 بوليفيا    بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 2 يوليو 2024    رئيس حزب «الغد»: يجب على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لملفي الصحة والتعليم    العنف في شوارع واشنطن.. 6 حوادث إطلاق نار وطعن تهز العاصمة الأمريكية    برلمانية: تنفيذ توصيات الحوار الوطني أولويات على أجندة الحكومة الجديدة    أحمد حجازي يحسم مصيره مع اتحاد جدة.. ويكشف تفاصيل عرض نيوم السعودي    عصام عبد الفتاح: حالة واحدة تمنع إعادة مباراة بيراميدز والمقاولون في الدوري    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالأقصر| صور    تفاصيل منح وزير التعليم الدرجة الكاملة للطلاب فى 3 أسئلة بامتحان الفيزياء.. فيديو    تزامنًا مع أولى الجلسات.. اعترافات المتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    الفنان أحمد أمين: سعيد جدا إنى أكون رئيس مهرجان نبتة الأول للأطفال    محسن محيي الدين: استمتعت بحياتي بعد اعتزال الفن    أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    مخاطر الأجواء الحارة على مرضى الصحة النفسية.. انتكاسة العقل    3 مشروبات عليك تجنبها إذا كنت تعاني من مرض القلب.. أبرزها العصائر المعلبة    حيل ونصائح تساعد على التخلص من النمل في المنزل بفصل الصيف    متى تنتهي أزمة نقص الدواء في مصر؟..البرلمان يجيب    فرنسا تضرب موعدا مع البرتغال في ربع نهائي يورو 2024    الزمالك يتقدم بشكوى رسمية لرابطة الأندية ضد ثروت سويلم    «نيبينزيا» يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان    جامعة الأزهر تعلن تسخير جميع الإمكانات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة    إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال شهر يوليو    «الأرصاد»: ارتفاع جديد في درجات الحرارة ذروته الخميس وتصل ل45 درجة    قضايا الدولة تهنئ المستشار عبد الراضي بتعيينه رئيسًا لنيابة الإدارية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر في انفجار قنبلة بالضفة الغربية    حملات رقابية مكثفة مع بدء تطبيق مواعيد فتح وغلق المحال التجارية بالبحيرة    ناقد فني: شيرين تعاني من أزمة نفسية وخبر خطبتها "مفبرك"    فى ذكرى ميلاده ال«80».. وحيد حامد الذى «كشف المستور»    ماذا طلبت الإعلامية سهير جودة من نقيب المهن التمثيلية بشأن دار المسنين؟ (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة السلطان العثماني محمود الثاني 2 يوليو 1893    دولتان تتصدران مشتريات خام الأورال الروسي في يونيو    عبدالله جورج: الزمالك سيحصل على الرخصة الإفريقية    أمين الفتوى يحسم الجدل عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: لا ترد إلا الذهب    النيابة تستعلم عن الحالة الصحية ل 7 أشخاص أصيبوا في سقوط مصعد بالمهندسين    تهانينا للنجاح في امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2024    نكبة 30 يونيو.. الحصاد المر والعلاج "الأمرَّ"    موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية.. أحمد موسي يكشف (فيديو)    الوصول ل "زايد والهرم وأكتوبر" في دقائق.. 20 صورة ترصد محور 26 يوليو الجديد    مستشار ترامب السابق يتوجّه إلى السجن لتنفيذ لحكم قضائي    وظائف خالية بهيئة الإسعاف المصرية.. «تفاصيل وطريقة التقديم»    العالم علمين| عمرو الفقي: المهرجانات محرك أساسي لتنشيط السياحة وترويج المدن الجديدة.. وتخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لفلسطين    تعرف على توقعات برج الثور اليوم 2 يوليو 2024    تنسيق الثانوية 2024.. تعرف على أقسام وطبيعة الدراسة بكلية التربية الموسيقية حلوان    برلماني: المكالمات المزعجة للترويج العقاري أصبحت فجة ونحتاج تنظيمها (فيديو)    فيديو.. الكهرباء: تخفيف الأحمال سيكون جزءا من الماضي    استخراج الجثة السابعة لفتاة إثر انهيار منزل بأسيوط    «ليس بدعة».. نشأت الديهي عن قرار غلق المحلات    التعادل يحسم الوقت الأصلي من مباراة البرتغال وسلوفينيا في يورو 2024    ميدو: الكرة المصرية تستند على لوائح جار عليها الزمن    انطلاق فعاليات المسح الميداني بقرى الدقهلية لاكتشاف حالات الإصابة بالبلهارسيا    أمين الفتوى عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: «لا ترد إلا الذهب»    غدا.. "بيت الزكاة والصدقات" يبدء صرف إعانة يوليو للمستحقين بالجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رامسفيلد.. جدارة بالعزل منذ وقت طويل، قائدة أبو غريب : السجناء يعيشون حياة أفضل
نشر في التغيير يوم 04 - 10 - 2004

وتنظيم «القاعدة» هؤلاء المساجين لم تر فيهم ادارة جورج دبليو بوش سوى أعداء مقاتلين وليس أسرى حرب، وبالتالي يمكن الاحتفاظ بهم الى أجل غير مسمى لاستجوابهم، ولقد أجمع الخبراء على أن الحرب على الارهاب تعني أولاً جمع المعلومات، وخاصة تلك المتعلقة بتفجيرات 11 سبتمبر لمعرفة: من الذي خطط لها؟ ومن الذي نفذها؟ وهل توجد شبكة وراءها داخل الولايات المتحدة؟
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كانت الاستجوابات التي جرت في غوانتانامو بمثابة اخفاق كامل، فالمعلومات التي تم جمعها هي بلا جدوى في حين اتسعت رقعة معسكرات الاعتقال لتستقبل أعدادا جديدة. ولهذا قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بايفاد خبير الى هناك، وهو خبير يجيد اللغة العربية وله دراية واسعة بالعالم الاسلامي، كان المقصود هو معرفة ما يجري هناك بالضبط..
\r\n
\r\n
\r\n
لقد استجوب بنفسه نحو ثلاثين معتقلا، وما توصل اليه بعد استجواباته كان رهيبا، اذ اعتبر ما رآه وما سمعه كافيا لجعل المسئولين عن المعتقل في مصاف مرتكبي جرائم الحرب، فنصف المعتقلين يجب ألا يكونوا هناك، وبعضهم يرقدون على فضلاتهم فضلا عن وجود طاعنين في السن وفتية صغار بين المعتقلين.
\r\n
\r\n
\r\n
قرأ اثنان من كبار العاملين في الادارة الاميركية تقرير الخبير وكان حكمهما عليه هو ا نه مروع، وقالا ايضا، مثلما كان قد اشار الخبير، الى ان ما يحدث في غوانتانامو يجعل موقف أميركا اكثر سوءا حيال الارهاب، وهذا ما عبر عنه احد الذين قرأوا التقرير بالقول صراحة: «اذا لم نكن قد قبضنا على الارهابيين الحقيقيين الفعليين فسجناء غوانتانامو قد اصبحوا الآن ارهابيين».
\r\n
\r\n
\r\n
اطلع نائب مستشارة الامن القومي لمكافحة الارهاب التقرير، واعرب عن خشيته من عواقب ما يحدث في ذلك المعتقل على الجنود الأميركيين الذين قد يقعون في الأسر بما سيلاقونه من انتقام، مؤكدا ان نشر مثل هذه الافعال سيعود بالضرر على الرئيس الأميركي نفسه، ثم ان تقرير هذا الخبير يقدم الدليل القاطع على خرق الاميركيين للاتفاقية الدولية لمنع التعذيب والتي وقعت عليها الولايات المتحدة عام 1994.
\r\n
\r\n
\r\n
كله في التقرير
\r\n
\r\n
\r\n
بعد ان اطلعت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الاميركي على هذا التقرير بدأ النقاش داخل الادارة الأميركية عن المسموح به وغير المسموح به ازاء سجناء غوانتانامو. وتسابق الخبراء في اظهار مهاراتهم في التأكيد على أن هؤلاء المسجونين لا يتمتعون بأية حقوق وبأن ما جرى لهم لا يدخل في باب التعذيب بل ان احدهم أكد ان التعذيب انما يعني تحديدا «حدوث ألم لا يحتمل أو فقدان احد الاعضاء لوظائفه أو التعذيب حتى المؤثر.. المثير انه قد تم تعيين صاحب هذا الرأي قاضيا اتحاديا.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد نفت الادارة الأميركية ان يكون الرئيس بوش قد اعطى تعليمات بتنفيذ عمليات التعذيب، الا انه كان قد وقع بتاريخ 7 فبراير 2002 قرارا سريا أكد فيه على ان «احكام معاهدة جنيف لا تنطبق على النزاع مع القاعدة في افغانستان وغيرها.. وانه طبقا للدستور يحق له تعليق الاتفاقية مع افغانستان». وهذا يعني ان سجناء غوانتانامو غير خاضعين لاتفاقية جنيف.
\r\n
\r\n
\r\n
عرفت رايس كل شيء لكن همها الاول كان معرفة ما اذا كان تم الحصول على معلومات من السجناء. وقد تم عقد اجتماعات عديدة لمناقشة هذا الأمر حضر احدها وزير الدفاع رامسفيلد الذي لم يكن يتردد في مطالبة الجنود سرا وعلنا بأن يكونوا قساة مع اعضاء تنظيم القاعدة. كان ذلك منذ عام 2002 وعلى الرغم من الوعود الكثيرة بتسوية الامور فان التحضير لحرب العراق كان يستحوذ على اهتمام الجميع.
\r\n
\r\n
\r\n
كان المسئولون الأميركيون يؤكدون أن كل شيء يجري بشكل طبيعي في غوانتانامو لكن الواقع كان يخالف ذلك تماما، ففي حين كان يقال ان السجناء يحصلون على ثلاث ساعات في الاسبوع للسير في فناء المعتقل، فان هذا كان يحدث فعلا ولكنهم كانوا معصوبي العيون ومقيدي الأيدي والأرجل مع وجود غطاء على رأسهم، كان مجرد التحرك بمثابة تعذيب، فضلا عن الشمس الحارقة، لا سيما في الاوقات التي كانوا يرتدون بها سترات سميكة.
\r\n
\r\n
\r\n
ولم تكن الزيارات التي قام بها عدد من رجال الاعلام واعضاء الكونغرس يمكن ان تكشف عن حقيقة ما يجري، فقد كانوا يزورون ما يراد لهم زيارته، وما يتم فرض زيارته عليهم مع منعهم من تبادل أي حديث مع المساجين.
\r\n
\r\n
\r\n
وبالتالي كانت نتيجة الزيارات كلها مفادها أن «كل شيء على ما يرام» لكن هذا لم يكن رأي بعثات الصليب الأحمر التي انتقدت في تقاريرها معاملة السجناء وعدم اطلاق سراح من لم تثبت له علاقة بالارهاب بل ان رئيس الصليب الأحمر في أميركا وكندا انتقد ادارة بوش لعدم استجابتها بشأن طلبه تحسين احوال السجناء.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت في أحد أعدادها شهر مايو 2004 ان مكتب التحقيقات الفيدرالية «اف بي اي» طلب من عناصره عدم حضور عمليات استجواب سجناء غوانتانامو بغية عدم تورطهم بعد ذلك كشهود على أساليب التعذيب، بل بلغ الأمر بأحد كبار موظفي هذا المكتب الى حد القول «كان ينبغي عزل رامسفيلد منذ زمن».
\r\n
\r\n
\r\n
كما أكد احد مستشاري البنتاغون ان اسلوب استخدام التعذيب للحصول على معلومات هو اسلوب خاطئ فقد كان ينبغي اللجوء الى اساليب الاقناع وحتى لو استغرقت وقتا فهي الوحيدة التي تعطي نتائج.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي خضم المناقشات بين مؤيد للتعذيب ومعارض له وقع الرئيس بوش على قرار سري يسمح لوزارة الدفاع بتكوين فريق من القوات الخاصة تكون مهمته اعتقال كبار رجال القاعدة واغتيالهم اينما كانوا في العالم من دون اخذ القوانين الدولية بأي اعتبار. كان ذلك في اواخر 2001 او في مطلع 2002 وقد كان رامسفيلد هو المشجع على تلك المبادرة، اذ كان هدفه هو ان تقود القيادة المدنية في البنتاغون الحرب على الارهاب وليس وكالة الاستخبارات المركزية.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن هذا لم يمنع منظمات حقوق الانسان، والاميركية منها بشكل خاص، ان تواصل المطالبة بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على سجناء غوانتانامو بل وذهبت هذه المنظمات الى حد التمييز بين مسئولي القاعدة ورجال نظام طالبان الذين ينبغي ان تكفل لهم تلك الاتفاقية الحماية لان افغانستان موقعة على الاتفاقية.
\r\n
\r\n
\r\n
وكل هذا لم يؤد الى نتيجة، فقد بدأت النقاشات حول تعريف ماهية التعذيب واستمرت الفرق التي شكلها البنتاغون في البحث عن انصار القاعدة واستجوابهم في عدة بلدان، مثل سنغافورة وتايلاند وباكستان.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع غزو العراق وتدهور الاوضاع الأمنية هناك قامت الادارة الأميركية بنقل الجنرال ميللر المسئول عن معسكر غوانتانامو الى العراق ليعامل السجناء العراقيين وكأنهم اعتقلوا في افغانستان.
\r\n
\r\n
\r\n
صور من السجن
\r\n
\r\n
\r\n
كان سجن أبو غريب في عهد صدام حسين من أبشع السجون في العراق حيث كان فيه في وقت ما آنذاك ما يربو على 50 ألف سجين وسجينة، بعد الغزو أعيد السجن الى حالته الاولى بعد ان كانت أبوابه ونوافذه وكل ما فيه قد تعرض للنهب بعد القضاء على نظام صدام، ليدخل اليه الوف السجناء من فئات ثلاث تضم مجرمي الجرائم العادية، مرتكبي اعمال العنف ضد قوات التحالف، وشخصيات المقاومة القيادية التي تخطط للمقاومة ضد التحالف.
\r\n
\r\n
\r\n
في شهري يونيو من عام 2003 تم تعيين جنيس كاربنسكي مسئولة عن السجون الحربية في العراق، على الرغم من أنها لم يكن لها أية خبرة في هذا الميدان شأن معظم معاونيها لقد كانت شديدة الحماس لعملها الجديد، وكانت ترى أن العراقيين المساجين يعيشون بأفضل مما يعيشون في منازلهم.
\r\n
\r\n
\r\n
كما قالت بصراحة في مقالة صحافية معها في شهر ديسمبر 2003، وبعد شهر واحد فقط تم ايقافها عن العمل، وشرع في اجراء تحقيقات في السجن. وقد اعد الجنرال انطونيو تاجوبا تقريرا كان قد حظر نشره في حينه تحدث فيه عن الاعمال والافعال الشنيعة التي يتعرض لها السجناء في أبو غريب منذ اكتوبر الى ديسمبر 2003.
\r\n
\r\n
\r\n
وارفق تقريره بصور لما جرى من فظاعات لم يكن اقلها ضراوة تعرية العراقيين ورصهم على شكل هرمي وتهديدهم بالكلاب الشرسة. وهذا كله يعتبره الاختصاصيون تعذيبا.
\r\n
\r\n
\r\n
بدأت التحقيقات في سجن أبو غريب بعد ان بعث احد العسكريين بخطاب من مجهول تحدث فيه عن الاعمال المرتكبة في السجن، ثم افصح عن هويته، وذهب نفسه ليكشف لعدد من كبار الضباط عما يجري في السجن وهي الاعمال التي سبق للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الانسان ان حذرت من ارتكابها من دون نتيجة. ومن بين تلك الاعمال ما نشرته احدى الصحف في ابريل 2004 عن قيام ثلاثة جنود اميركيين باغتصاب امرأة عراقية، وبعد تحقيق اداري تم تغريم كل منهم 500 دولار مع خفض رتبهم.
\r\n
\r\n
\r\n
تجاهل وتعتيم
\r\n
\r\n
\r\n
حاول العديد من المسئولين الاميركيين التنصل من مسئوليتهم عما حدث، وكان الجنرال «تاجوبا» قد وجه اعنف انتقاداته لرجال المخابرات وطالب بعزل معظمهم ومعاقبتهم. وكذلك رأى ان هناك صلة وثيقة بين ما جرى في افغانستان وما جرى في سجن أبو غريب. وبالفعل تبدو عملية تصوير السجناء عراة وكأنها ترمي الى اذلالهم بينما تتم ممارستها وكأنها طبيعية.
\r\n
\r\n
\r\n
تجدر الاشارة هنا الى ان مسألة الجنس عند العرب كانت نقطة نقاش بين المحافظين في واشنطن خلال الاشهر التي سبقت غزو العراق، وكثيرا ما تم الاستشهاد اثناء النقاش بكتاب «رافائيل باتاي» الصادر عام 1973 والذي كرسه لتحليل «العقل العربي» .
\r\n
\r\n
\r\n
وقال فيه ان الحديث عن الجنس عند العرب من المحرمات، والمحافظون يعتبرون هذا الكتاب بمثابة «انجيلهم» فيما يخص نظرتهم للسلوك العربي، وهم يركزون في نقاشاتهم على أن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة، وانهم لا يخشون اكثر من «العار».
\r\n
\r\n
\r\n
وكما هي الحال في غوانتانامو امتلأ سجن أبو غريب بالمعتقلين الذين لم يتم توجيه اية تهمة محددة لهم، لكنهم ظلوا رهن الحبس، وقد رفعت منظمة حقوق الانسان «هيومان رايتس ووتش» شكوى الى وزير الدفاع الاميركي تطالب فيها باطلاق سراح السجناء المدنيين الذين يرزحون في السجن منذ عدة اشهر من دون اتهام ومن دون ان تصل التحقيقات معهم الى أية نتيجة..
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا غدا سجن أبو غريب بمثابة سجن غوانتانامو اخر. في الوقت الذي دل تقرير الجنرال «تاجوبا» علي ان ما يقارب من 60% من سجناء أبو غريب لا يشكلون في الواقع أي تهديد للمجتمع وبالتالي ينبغي ان يتم اطلاق سراحهم، غير ان المسئولة عن هذا السجن ادعت انها كانت قد طالبت مرارا بذلك لكن رؤساءها قابلوا طلبها بالرفض.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد اوصى «تاجوبا» بتقريره بضرورة تنحية «ماربنسكي» عن منصبها كمديرة للسجن. مع توجيه التوبيخ لها ولعدد من العسكريين العاملين معها.. غير انه لم يتم الاخذ بهذه التوصية بحيث يبدو أنه قد جرى الاكتفاء بوقف ترقيتها مع التوبيخ العام الذي تعرضت له مع الآخرين.
\r\n
\r\n
\r\n
اما فيما يتعلق بمسألة التأخير في استكمال التحقيقات فقد أكد مساعدو وزير الدفاع انها تطال جميع المسئولين الذين يعطون الوقت الكافي للدفاع عن انفسهم حتى تظهر الحقائق. لكن هذا لم يمنع أحد كبار المسئولين في وزارة الدفاع الأميركية من التأكيد بأن عددا من كبار الضابط قد ابعدت عنهم مسئولية ما جرى في سجن أبو غريب من تعذيب للمعتقلين العراقيين.
\r\n
\r\n
\r\n
وبأن الجنرال سانشيز قائد القوات في العراق والجنرال ابي زيد قد حاولا في الشهور الاولى التعتيم على أحداث أبو غريب كي لا تتصاعد الاتهامات وتصل الى دونالد رامسفيلد والى جورج دبليو بوش نفسه. بل وأكد ذلك المسئول الكبير بأن احد الضباط قد ذهب الى الجنرال أبي زيد ونائبه واخبرهما بما يجري داخل سجن أبو غريب بينما لم يكلفا نفسيهما حتى عناء الرد عليه مما يعني انهماكانا على علم بما يحدث ولكنهما لا يريدان التورط.
\r\n
\r\n
\r\n
ان التقرير الذي أعده الجنرال انطونيو تاجوبا جعله يعاني من مصير كل من يقول الحقيقة.. ذلك ان العديد من دوائر البنتاغون لا تعتبره بطلا، كما قال احد الضباط المتقاعدين فان تاجوبا قد قرع جرس الانذار والجيش هو الذي سوف يدفع ثمن نزاهته. فالقيادة لا تحب أن يكون لديها من يعلن الاخبار «السارة» على الملأ..
\r\n
\r\n
\r\n
كذلك فان هناك من سيدفع الثمن مرة اخرى من العراقيين، فالعديدات من السجينات العراقيات يحاولن بكل الوسائل تسريب رسائل الى ذويهن يطلبن فيها السموم للانتحار خوفا من العار الذي سيلحق بأسرهن. وبعد ان شاعت الفضائح الخاصة بما عرفه سجن أبو غريب من فظاعات سارع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ورجاله المقربون الى القول بأن المسألة تتعلق بأعمال قامت بها قلة من الجنود .
\r\n
\r\n
\r\n
وهي لا تعكس سلوك باقي العسكريين لكن الشواهد والتقارير، ومنها تقرير الجنرال تاجوبا نفسه، تؤكد أن هناك اخطاء جماعية ارتكبت وان القيادة قد فشلت في التحكم بالاوضاع مع ما ترتب على هذا الفشل من انتهاك لمكانة القواعد والقوانين الدولية والاتفاقيات الخاصة بالمساجين، وذلك من قبل عناصر الجيش ورجال اجهزة الاستخبارات، بل ومن العاملين في شركات المقاولين.
\r\n
\r\n
\r\n
ان الاعتذارات في هذا السياق ومهما تكررت وكثرت، لا تستطيع ان تخفي حقيقة مهمة وهي ان الرئيس جورج دبليو بوش، منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن قد اعتبر نفسه في حرب ضد الارهاب ومثل هذه الحرب لا يتم تطبيق القواعد المألوفة في الحالات السابقة.
\r\n
\r\n
\r\n
وبالتالي ليس هناك ما يمنع من استخدام مختلف الاساليب اثناء استجواب المساجين للحصول على المعلومات التي قد تكون مفيدة في النضال ضد الارهاب هكذا أصبح التهديد والتعذيب يحظيان بالأولوية لدى اولئك المكلفين بالاستجواب.
\r\n
\r\n
\r\n
تجاوز كل الخطوط
\r\n
\r\n
\r\n
ان اصل فضيحة سجن أبو غريب لا يرجع الى السلوك الاجرامي لحفنة من قوات الاحتياط، وانما بالاحرى الى اعتماد جورج بوش ووزير دفاعه رامسفيلد على عمليات سرية واستخدام مختلف أساليب القهر في مكافحة الارهاب. وقد كان القرار الذي اتخذه رامسفيلد في اغسطس 2003 وأيده البيت الابيض بخصوص استخدام البرنامج السري المتعلق بسجون العراق قرارا خطيرا اغضب مديري دوائرالاستخبارات الأميركية، وألحق الضرر بفعالية الوحدات القتالية.
\r\n
\r\n
\r\n
بالاضافة الى المساس بامكانيات الامم المتحدة لمحاربة الارهاب. ووفقا لشهادات العديدين كان البنتاغون يشجع على استخدام اساليب القهر الجسدي والاذلال الجنسي للسجناء بغية استخلاص المعلومات منهم. وذلك ارضاء لرغبة رامسفيلد في اضفاء السرية على العمليات التي تجرى واخذ المبادرة من وكالة الاستخبارات المركزية التي كانت تخشى عواقب ذلك على الجنود الاميركيين الذين قد يقعون في الأسر، ومع ذلك كله كان رامسفيلد مصرا على تحقيق هدفه.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الواقع جرى اعداد ذلك البرنامج السري بعد تفجيرات 11 سبتمبر، ففي المحاولات التي كانت تجرى في افغانستان للقبض على كبار رجال تنظيم القاعدة، وعلى اسامة بن لادن كانت تفشل احيانا بسبب الانتظار طويلا لتلقي الأوامر للقيام بهجمات على مواقع كانت هناك شكوك بوجود بعض قادة «القاعدة» فيها لذلك قام رامسفيلد .
\r\n
\r\n
\r\n
أو كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الاميركي، بجمع كل قادة اجهزة الاستخبارات لابلاغهم انه ينبغي عليهم استخدام البرنامج السري والتصرف من دون الرجوع للقيادات العليا بل يكفي اعطاء الرمز الكود السري.
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا اصبح بمستطاع القوات ورجال اجهزة الاستخبارات عبور الحدود واستجواب من يشاءون دون مراعاة لأي قوانين دولية او الحصول على تأشيرات لدخول اراضي البلدان المعنية.. بل كانت تتم الاستعانة احيانا بأجهزة الاستخبارات الاجنبية واللجوء الى مختلف اساليب العنف والقمع.. .
\r\n
\r\n
\r\n
وفي كل الحالات كانت نتائج العمليات تصل بأقرب وقت ممكن الى البنتاغون. من جهة اخرى شاركت الاستخبارات الاميركية في اختطاف العديد من الافراد المطلوبين في بلدانهم حيث كانت تقوم بتسليمهم لسلطات هذه البلاد فيتعرضون غالبا لعمليات تعذيب. هذا على الرغم من ان البلدان التي كان يتم خطفهم منها والتي كانت تشارك في الكثير من الاحيان في تسهيل عمليات الخطف كان عليها طلب الحصول على تعهد بعدم تعريضهم للتعذيب...
\r\n
\r\n
\r\n
ولكن يبدو أنه تحت لافتة الحرب ضد الارهاب ابيحت كل المحظورات وجرى تجاوز مختلف القوانين الدولية. وبعد عدة اشهر من سقوط نظام صدام حسين بدأت عمليات المقاومة التي لم ير بها وزير الدفاع الاميركي سوى مجرد عمليات تقوم بها عصابات اجرامية وعدد من بقايا حزب البعث بالاضافة الى الارهابيين الاجانب من انصار «القاعدة» كان ما يهم الادارة الاميركية آنذاك بل كان مقياس نجاحها في العراق.
\r\n
\r\n
\r\n
هو عدد الذين تم القاء القبض عليهم من قائمة الخمسة والخمسين التي كانت الادارة الاميركية قد وضعتها لكبار رجال نظام صدام المطلوبين. لكن العمليات الخطيرة تواترت حيث تم قصف السفارة الاردنية في بغداد وكذلك مقر مبنى الامم المتحدة.. مع ذلك كان رامسفيلد يصر في تصريحاته على القول بأن الامور تسير على ما يرام في العراق.. ولكنه كان يرى «ان من الافضل محاربة الارهاب في العراق بدلا من محاربته في الولايات المتحدة».
\r\n
\r\n
\r\n
لكن البنتاغون كانت تدرك ان الحرب في العراق لا تسير بالشكل المطلوب.. بل ان احد التقارير السرية الاستخباراتية الاميركية ذكر بأن اولئك الذين تطلق عليهم تسمية المتمردين يمتلكون اجهزة جيدة للاستخبارات. وهذا هو صلب مشكلة الاميركيين. فالقوات الاميركية متفوقة تماما عددا وعتادا ولكن ينقصها شيء واحد جوهري هو المعلومات، فعملية الحصول على المعلومات الدقيقة كانت عسيرة بالنسبة لها.
\r\n
\r\n
\r\n
وذلك على عكس استخبارات المقاومة، وكان الحل بالنسبة لرامسفيلد ومعاونيه هو ارغام المساجين على التكلم مهما كانت الاساليب المستخدمة.. هكذا تم الشروع بتطبيق البرامج التي اعتقدت البنتاغون انها ستأتي بالحلول وبالمعلومات المطلوبة. على خلفية مثل هذا الرأي تم تنفيذ سياسة لا تخضع لأية قواعد او قوانين في سجن أبو غريب..
\r\n
\r\n
\r\n
وبدأ البعض بالتفكير بأنه اذا كانت لديهم اوامر بقتل المشتبه بهم بمجرد رؤيتهم فلماذا لا يتم تنفيذ نفس القاعدة على الذين تحت تصرفهم في السجون والمعتقلات؟؟ وكانت مسألة ادارة السجن موكولة الى العديد من الحراس الذين يرتدون الزي العسكري ورجال اجهزة الاستخبارات المتعددة والعاملين معهم من المقاولين الذين يرتدون الملابس المدنية.
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا اختلط الحابل بالنابل حتى ان كاربنسكي نفسها لم تكن تدري ما يجري. لقد قالت انها كانت تعتقد ان المدنيين من الحراس كانوا مترجمين وأن البعض منهم كانوا يجلبون احد المطلوبين للاستجواب، في حين كان البعض الآخر ينتظرون لاستلام سجين آخر.باختصار، لم يكن احد يعلم ماذا يفعل ومن اجل من يفعله.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.