\r\n عمليات التعذيب المشار اليها هي نفسها التي تم تصديرها الى العراق منسوخة بشكل مطابق الى ابعد الحدود: محتجزون مغمغمون, حملات ازعاج وترويع, اهانات جنسية, عمليات اعدام مخادعة. \r\n \r\n ولاجل تطبيق كل ذلك كان ميللر قد استعان »بفريق النمور« المكون من عملاء المخابرات والمترجمين, وبالنسبة للجنرال ميللر فان المئتين وتسعة عشر »سفاحاً«, الذين اشرف على تدريبهم, هم اناس ساحرون, وهو شديد التفاخر بهم. اما الواجب الوحيد الذي يضطلع به الفريق هو المتمثل في التعرف على اي من التقنيات الخمسين المفترضة, الخاصة بالاستجواب, والتي ينوي استخدامها. \r\n \r\n ويتعلق الامر بسلاح ميداني يدوي وهمي »52-34«, »تقنيات قهرية« يكون بالامكان استخدامها ضد »اعداء محتجزين«, وهي نمط من »الشيفرة السرية«, جرت الموافقة عليها حالة اثر اخرى بصفة مباشرة من قبل وزير الدفاع دونالد رامسفلد, والاستحقاق الكبير للجنرال التكساسي, جيفري ميللر, الحاصل على العديد من الاوسمة, انه, بالاضافة الى ثلاثين عاماً من الخدمة في صفوف الجيش الاميركي, كان قد انتقل من كوريا الجنوبية الى غوانتانامو, ومن ثم الى العراق, فهو نفسه, ذلك الذي يعرف ان يترجم على ارض الواقع رغبات كل من البنتاغون والبيت الابيض, بما في ذلك المخجلة منها, والدفاع عنها في غوانتانامو من غير اثارة اية شكوك حولها, والدفاع عنها في بغداد كذلك من دون حياء اوخجل, بحيث اقدم قبل بضعة ايام على تقديم الاعتذارات بشأن سوء المعاملة الرهيبة, التي تعرض لها العراقيون, هذا على الرغم من انه كان احد المخططين لها. \r\n \r\n والجنرال ميللر هو محل تقدير البنتاغون, بحيث كان اول من خطر على بال العاملين فيه, وقت ان بدأت المقاومة بالظهور في العام الماضي اكثر مهارة وخبرة, وعنفا, مما هو متوقع, واستمر صدام في الهروب, وعجزت اجهزة المخابرات عن انتزاع اية معلومات من المعتقلين, فكان النموذج GITMO, اي مصطلح لغوانتانامو, هو المطلوب. فحتم الامر GITMO-IZZARE ابو غريب. وما زال الجنرال يردد حتى يومنا هذا مقولة: »لقد كنا فخورين الى ابعد الحدود بشأن ما فعلنا في غوانتانامو«, وهكذا تم في الصيف الماضي ارسال جيفري ميللر وفريقه المكون من ثلاثين رجلاً الى بغداد, وماذا كان الهدف من وراء ذلك?. كما كتبت صحيفة الواشنطن بوست, فقد هدف الى »اسداء النصح لكي تكون عمليات الاستجواب اكثر نجاعة وفاعلية«. وكان ميللر يوحي, بشكل خاص, في ان تخدم مراكز الاعتقال في العراق كأمكنة ملائمة للاستنطاق, وان من واجب حراس السجون والمعتقلات العمل على »خلق الاوضاع الملائمة من اجل تحقيق الاستغلال الامثل للمساجين«. \r\n \r\n ومن الواضح ان عمليات التعذيب تشكل جزءاً من منظومة الاستغلال هذه. وتدلل الحقائق ان حالات التعذيب الاكثر رعباً, هي التي كانت قد سجلت بعد GITMO-IZZAZIONE لابو غريب. وبناءً على نصيحة الجنرال ميللر, كانت السيطرة على السجون, ومنها سجن ابو غريب على وجه الخصوص, قد انتقلت بصفة مباشرة الى ايدي الاستخبارات العسكرية, وتم الحاق الشرطة العسكرية بها, وبتنسيق من قبل الجنرال ريكاردو ساشيس, قائد قوات التحالف في العراق منذ 19 تشرين ثاني عام ,2003 اما بالنسبة للجنرال جانيس كاربينسكي, التي شغلت منصب مدير سجن ابو غريب, ايام عمليات التعذيب ففي افادتها امام محققي الجيش الامريكي, كانت قد قالت انها حاولت عبثاً اظهار مقاومة وقت ان طلب منها في شهر ايلول من عام ,2003 التخلي عن ادارة السجن, والتنازل عنها للاستخبارات العسكرية, وان تسمح باستخدام القوة, الى الحد الذي يؤدي الى وفاة السجين. وربما كانت قد قالت ذلك من اجل عدم وصفها بالسجانة الفظة القاسية. \r\n \r\n وان التزامن مع غوانتانامو, من الممكن ان نلتقيه بالرجال كذلك. واحد هؤلاء هو تونين نيلسون, عمل بالاستخبارات العسكرية في معتقل غوانتانامو, قبل انتقاله الى ابو غريب »كمقاول« خاص يعمل لحساب »كاتشي انترناشانال«. وهي شركة مقرها ولاية فيرجينيا. ونيلسون هذا, ومن خلال مقابلة له مع صحيفة الغارديان البريطانية, لم يكن ليبخل في توجيه الانتقادات بشأن المعاملة التي يلقاها السجناء في كل من غوانتانامو وابو غريب. وهذا »المرتزق« المناوب, ينسب الاعمال التعسفية التي ارتكبت في سجن ابو غريب, الى غياب الرقابة من قبل الاستخبارات العسكرية الامريكية, واطلاق يد الشركات الخاصة للتصرف على هواها, وهي التي كانت تواقة لتلبية الطلبات, بحيث عمدت الى ارسال طباخين وسائقي شاحنات للقيام بدور المحققين. ويؤكد على ذلك الحقيقة القائلة بأن »الكثير من المحتجزين داخل السجن لم يكونوا قد ارتكبوا اي فعل ضد التحالف«. هناك من يتحدث عن 70-90% من الحالات. اما نيلسون, الذي كان يتولى في غوانتانامو مهمة مراجعة حالات السجناء المزمع اطلاق سراحهم, فيؤكد على وجود نفس المشاكل التي تواجهها القاعدة الكوبية, حيث يقدر ان ما نسبته 30-40% من المحتجزين لم يكن لهم اية علاقة مع الارهاب. ومع ذلك, فان ما يبعث على الاستغراب, ليست عملية الافراط بعمليات التعذيب, والتي يتم اللجوء اليها - بكل اسف - في جميع الحروب, بل هو الاختيار الغريب العجيب الذي لجأ اليه البيت الابيض, في ارساله للجنرال جيفري ميللر بالذات, لهدف اصلاح ذات البين في سجن ابو غريب هذا الاختيار الذي اعقب انكشاف امر الفضيحة الناجمة عن انتشار صور التعذيب المرعبة, والذي كان هو الصانع الرئيسي لها, كما انه يعتبر الناقل الامين لانموذج غوانتانامو, حيث كانت اية بادرة للشك تصدر عنه, كافية لادخال اي كان الى السجن, وهو ما حدث للواعظ المسلم جيمس لي, الذي لم يكن لينال استلطاف قائد القاعدة. \r\n \r\n هذا, ويتساءل العراقيون: »هل اولئك الذين كانوا قد قدموا لهدف تحريرنا من صدام, هم الاسوأ?«.0 \r\n \r\n عن: المانيفيستو الايطالية \r\n