ومع هذا, فقد برز موضوع آخر عصيب هو: الصين. \r\n \r\n فكتبت الاسوشيتد برس, يوم الثلاثاء قبل الماضي, تقول »ان الرئيس بوش والزعماء الاوروبيين غاصوا في نزاع جديد مزعج.. تمحور حول رفع حظر تصدير الاسلحة الى الصين«. ومضت الوكالة تقول »ان الخلاف حول الصين مثل عائقا بارزا في طريق مفعم بالتصالحات, ومصافحة الايدي, والامل بعلاقات افضل«. \r\n \r\n وحسب صحيفة نيويورك تايمز, فان الخلاف ادخل »نغمة نفور الى جولة بوش المتناغمة«. \r\n \r\n وقال الرئيس بوش ان رفع حظر تصدير الاسلحة, المفروض منذ عام ,1989 بعد قمع المتظاهرين انصار الديمقراطية في ميدان تيان آن مين, من شأنه ان يغير ميزان العلاقات بين الصين وتايوان, هذا مدعاة للقلق, كما حذر بوش من ان يكون الكونغرس قد يثأر من تخلي اوروبا عن هذا الحظر. \r\n \r\n أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك, والمستشار الالماني غيرهارد شرويدر فقالا انه لا بد من رفع الحظر, كما ذكرت ذلك وكالة الاسوشيتد برس, وقال شرويدر »ان هذا سيحدث فعلا«. \r\n \r\n وبعد ان عبرّ الرئيس بوش عن »قلقه العميق« من مثل هذه الخطوة, قال شيراك, »تنوي اوروبا ازالة آخر العقبات في علاقاتها مع هذا البلد الهام«. \r\n \r\n وحسب صحيفة نيويورك تايمز, فان »الزعماء الاوروبيين مصممون على ما يبدو على القيام بعمل في هذا الشأن قريبا, وربما في شهر حزيران المقبل, هذا على الرغم من تعهدهم بالتدقيق في صفقات المبيعات, وبحيث يبقون على التكنولوجيا المتقدمة بعيدة عن متناول الايدي الصينية, وقالت الصحيفة »ان الصين ستسعى, ربما وانسجاما مع استراتيجيتها الخاصة بالصناعات غير العسكرية الى اقامة مشاريع تنموية مشتركة مع الدول الاوروبية, وهذا هو التطوير بالتحديد الذي يخشاه المخططون الاستراتيجيون في البنتاغون«. \r\n \r\n وبينت مجلة الايكونومست بأن بعض السياسيين الامريكيين يؤكدون على ان مبررات الحظر ما تزال قائمة, (اي انتهاك حقوق الانسان في الصين, مثل توقيف المنشقين«. \r\n \r\n واكد كونغ كوان, المتحدث باسم الخارجية الصينية, على ان برنامج الاتحاد الاوروبي لرفع حظر تصدير الاسلحة للصين لن ينال من مصالح اطراف ثالثة, وان رفع هذا الحظر »غير ذي صلة بالواقع الراهن في منطقة آسيا - المحيط الهادي«. \r\n \r\n ومع هذا, فتقول نيويورك تايمز ان خطة الاتحاد الاوروبي لرفع حظر تصدير الاسلحة اكبر بكثير بالاقتصاد منه العلاقات العسكرية, بل ان الاكثر تعرضا للحظر جرّاء القرار الاوروبي يكمن فيما اذا اقدمت اوروبا على بيع المقاتلات الفرنسية النفاثة والغواصات الالمانية لبكين - وبالذات اقامة علاقات تجارية اوسع وبعض من الدبلوماسية الصحيحة«. \r\n \r\n وكما لو ان المفوض التجاري في الاتحاد الاوروبي, بيتر ماندلسون, اراد التوكيد على هذه النقطة, فقد وصل الى بكين يوم الاربعاء الماضي في زيارة تستغرق اربعة ايام - وهي الزيارة الرسمية الاولى له - الى جمهورية الصين الشعبية, ووفقا للبلاغ الصحافي الذي نشر على موقع الاتحاد الاوروبي على شبكة الانترنت »يوروبا« فان القصد من زيارة المفوض ماندلسون هو التوكيد على الحاجة الى اقامة شراكة استراتيجية جديدة بين الاتحاد الاوروبي والصين, تستند الى البحث والتفاوض حول عدد كبير من القضايا الاقتصادية والسياسية على حدّ سواء. \r\n \r\n كما يحاول هذا البلاغ الصحافي توضيح اهمية هذه الزيارة وتفسيرها, فيقول »اوروبا هي اكبر شريك تجاري للصين, والصين هي ثاني اكبر شريك تجاري لاوروبا, وتمثل الصين سوقا هائلا محتملا بالنسبة للشركات الاوروبية, وقد اتفق الزعماء في القمة الاوروبية - الصينية, التي عقدت في كانون الاول الفائت, على العمل بنشاط لاكتشاف جدوى اتفاق اطار جديد يغطي علاقات الاتحاد الاوروبي مع الصين. وتعتقد المفوضية الاوروبية بان مثل هذا الاتفاق يجب ان يتضمن من بين اشياء اخرى, معطيات طموحة حول التجارة والاستثمار. \r\n \r\n وقد صرح المفوض ماندلسون, قبل سفره الى الصين, وقال »لا ارى اي تحد استراتيجي كبير بالنسبة لاوروبا غير ادراك النهوض المثير الحاصل للصين واقامة علاقات حميمة معها«. مضيفا ايضا بان الولاياتالمتحدة تكون »خاطئة ان هي اختارت طريق المنازعة« مع اوروبا حول هذا الموضوع كما ذكرت ذلك وكالة انباء فرانس برس. \r\n \r\n ومن وجهة نظر الولاياتالمتحدة, فان »الغضب المخيم عبر الاطلسي حول الصين«, كما تسميه مجلية الايكونومست, يتمحور حول تايوان فقالت المجلة »ان احتمال اشتباك القوات الامريكية والصينية, ذات يوم بشأن حلفاء امريكا في اوروبا بتقديم مساعدة فعلية للتسلح الصيني تبدو فكرة مقيتة بالنسبة لواشنطن«. \r\n \r\n ومن جانب آخر تدلي مجلة الايكونومست بدلوها حيال دوافع فرنسا لرفع الحظر عن الصين وتعزيز العلاقات التجارية معها, فالامر بالنسبة لها لا يتعلق بالمال فقط, اذ قالت: »بالنسبة للفرنسيين, تبرز قضايا ايديولوجية اكبر لتلعب دورها, فالرئيس شيراك اقوى مؤيد لاحلال عالم متعدد الاقطاب, محل الهيمنة الامريكية, واعلن في شهر تشرين الاول الفائت, لدى زيارته لبكين, بأن فرنسا والصين تتشاطران رؤية مشتركة للعالم - عالم متعدد الاقطاب. \r\n \r\n ان رفع حظر تصدير الاسلحة الى الصين, »سيشكل علامة بارزة في الطريق: لحظة يتحتم فيها على اوروبا ان تختار بين المصالح الاستراتيجية لامريكا والصين... فتختار الصين«.0 \r\n \r\n كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n \r\n \r\n