وقد وصفت صحيفة «واشنطن تايمز» المحافظة الامر بأنه «النمط المتنامي لحلفاء اميركا القدامى في اوروبا للعمل على موازنة بل تقويض المصالح الاميركية والامن الاميركي وحقوق الانسان حول العالم»‚المدافعون الاميركيون عن تايوان سيواجهون على الاغلب اسلحة اسرائيلة وليست اوروبية‚‚ فاسرائيل اهم مورد للاسلحة المتطورة للصين خلال السنوات الاخيرة‚الكونغرس الاميركي وادارة بوش على صواب فيما ذهبوا اليه من رؤية الاسلحة الاوروبية كقوة كابحة تعيد توزيع الادوار في النظام الدولي بشكل يعمل على توازن الامور وتقليل مزايا الحجة التي تتمتع بها الولاياتالمتحدة‚ان هذا التحرك الاوروبي في هذا المجال لم يأت من فراغ بل كان مقصودا حيث يهدف لمساعدة الصين لكي تصبح لاعبا دوليا انشط‚ لقد سبق ان قال نابليون انه عندما تصحو الصين فانها ستهز العالم‚ وقد جرى تضخيم الصين في التصور الغربي من عام 1950 الى وفاة ماو في عام 1976 ليس بسبب قوتها الحقيقية بل لانه اعتقد انها كانت تقدم الراديكالية الايديولوجية والتحدي السياسي للغرب ممثلا في الدور الذي لعبته في حرب فيتنام‚لقد كان ذلك خطأ وقع فيه الغرب حيث ربط بين المواقف الراديكالية للصين مع القوى القومية الحقيقية الناشطة في جنوب شرق آسيا وهو شيء لم تكن الصين مسؤولة عنه‚الصين تمتلك اليوم طموحات قوة عظمى تقليدية‚ فهي تنافس اليابانوالولاياتالمتحدة في شؤون شرق آسيا مع دور نشط بصورة متزايدة في دبلوماسية دعم ادعاءات اقليمية في بحر الصين الجنوبي‚والدبلوماسيون الصينيون نشطون في ايران وافريقيا وفي الجمهوريات السوفياتية السابقة من اجل ضمان وصول الصين مستقبلا لمصادر الطاقة‚ هذا يفسر في واشنطن على انه يتضمن تحديا مستقبليا للولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية وهي فكرة تقوم على التقدير المبالغ به لقوة الصين الحقيقية‚ \r\n \r\n ان خطوات الصين الاولى نحو امتلاك اسطول ذي شأن وتصاعد حدة التهديدات ضد استقلال تايوان يعتبر جرس انذار‚ ولا يوجد لاوروبا اي دور تلعبه في هذا المجال وليس لها اي مصلحة خارج الاعتبارات التجارية البحتة في الاتجار مع اي من الصينين‚العنصر المثير لحب الاستطلاع في هذا السياق هو التهديدات الاميركية الحالية بالانتقام من اوروبا‚ فتهديد ادارة بوش بوقف نقل التكنولوجيا الاميركية الى اوروبا تهديد فارغ لانه لا يوجد في الحقيقة اي نقل لاوروبا لاي تكنولوجيا اميركية استراتيجية مهمة‚وحتى في العقود التي يشترك بها الاوروبيون مثل «بريتش ايروسبيس» التي حصلت على بعض العقود من البنتاغون فان الاعمال الحساسة تفصل وتعطى للشركات الاميركية دون غيرها‚ الاستثناء الوحيد في هذا الشأن هو المشروع المشترك لتطوير المقاتلة «اف-35» التي تريد اميركا بيعها لاوروبا‚ وهذا البرنامج يشارك به العديد من الاطراف الاوروبية التي قدمت مبالغ مالية ضخمة من اجل التنفيذ‚ \r\n \r\n والدول المتوقع قيامها بشراء هذه الطائرة المقاتلة هي اوثق حلفاء اميركا في اوروبا الغربية‚ واذا اقدمت الولاياتالمتحدة على الامتناع عن تقديم التكنولوجيا المطلوبة لهذه المقاتلة فان هذه الدول ستخسر اموالها التي قدمتها‚ \r\n \r\n اما اولئك الذين سينتفعون من وقف هذا المشروع المشترك فهي الشركات الاوروبية المصنعة للتكنولوجيا المتطورة وهي شركات فرنسية وألمانية وسويدية‚ \r\n \r\n واذا قرر المستشار الالماني شرودر والرئيس الفرنسي شيراك رفع الحظر عن الصين فان ذلك ستكون له تأثيرات تجارية ايجابية في الداخل والخارج‚ \r\n