\r\n ان الطبقات الحاكمة تخشاه وترى انه سوف ينفذ عدة امور اذا فاز بالرئاسة من اهمها: تأميم الشركات وزيادة الإنفاق, وتعريض اقتصاد المكسيك الذي بنته بصعوبة للخطر. ولهذا فقد صمموا جميعاً على إيقافه. ولكن بفعلهم هذا سوف يمزقون الدولة ولن تنعم بعدها بأي استقرار سياسي. انهم بذلك ينسفون الديموقراطية التي استغرقت وقتاً طويلاً لبنائها. انهم يدمرون المكسيك في الوقت الذي يظنون فيه انهم ينقذونها من اليساريين. \r\n \r\n \r\n ان الإجراءات التي اتخذت هذا الأسبوع ضد لوبيز اوبرادور لاتتماشى اطلاقاً مع قواعد القانون. انهم يحاولون طرد متسابق يساري من السباق الرئاسي. ونتيجة لقدرته على التعامل السياسي وحنكته وذكائه والدهاء الذي يتسم به, اصبح لوبيز اوبرادو اكثر السياسيين شعبية في المكسيك. هذا يجعله في مكانة تجلب عليه الكثير من الأعداء الأقوياء المنشغلين بالإطاحة به, بما في ذلك الرئيس فيسنت فوكس. \r\n \r\n ونتيجة للحملة السياسية المتنكرة في شكل قضية قانونية, نجد لوبيز اوبرادو واقعاً في شرك معركة تتعلق بحياته السياسية. وقد وجه مكتب المدعي العام اليه تهمة تجاهل وتعطيل النظام الذي وضعته المحاكم والمضي قدماً في بناء طريق الى مستشفى على ارض يوجد خلاف على ملكيتها. ولهذا قام مجلس النواب بتجريده من حصانته ضد المحاكمة. كما انه يواجه الحكم بالسجن وبذلك قد تضيع عليه فرصة الترشح للرئاسة. \r\n \r\n وتبدو حكومة فوكس في غاية النفاق والتناقض مع نفسها. ويدعي الرئيس ان لوبيز اوبرادو لابد وان يسير وفقاً للقانون, ولكنه يرفض ادانة الأعضاء البارزين في حزبه حزب الحركة القومية, الذين خالفوا كل هذه النظم والقوانين. انه يتحدث عن الحاجة الى دعم القانون بينما نجده يغض الطرف عن مخالفي القانون في الحزب الثوري. ومن حين لآخر نجد الرئيس والمتواطئين معه يدعون انهم يدعمون ويؤيدون سيادة القانون. غالبية المكسيكيين يتذكرون ان هذا الأمر غير موجود تماماً. ونتيجة لذلك, فإن 78% من السكان يعارض الإجراءات الحالية ويتساءلون عن الدوافع الحقيقية وراءها. \r\n \r\n ان الهجوم ضد هذا الرجل يبين ان فوكس قد اصبح يفعل كل شيء كان يحارب ضده من قبل. حيث ان المرشح الذي توعد منذ خمس سنوات بتغيير الوضع الراهن قد تحول الآن الى المدافع الرئيسي عن هذا الوضع. كما ان هذا الرجل الذي وعد بتفكيك النظام السياسي غير العادل يختبيء حالياً وراء مؤسساته المسيسة او التي تلعب فيها السياسة الدور الأكبر. ان الخارج عن القانون الذي ادار حملة للإطاحة بحزب الثورة من السلطة يحتاج الآن الى اصوات ذلك الحزب لكي يدين خصمه اليساري. من الواضح ان فوكس يخشى من احتمال فوز لوبيز اوبرادو, وخوفه الأكبر من عودة الحزب الثوري للحكم. \r\n \r\n ان ذلك الهجوم المنظم ضد لوبيز اوبرادو له عواقب واثار متناقضة. فقبل بدء عملية الإدانة كان اوبرادو يسارياً براجماتياً. الآن اصبح شهيداً راديكالياً. ويرى خصومه دائماً انه سيكون نسخة مكسيكية للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ولكنهم بهذه الطريقة ومن خلال الضرب تحت الحزام نجدهم يصنعون نفس النسخة. لقد اصبح اوبرادو شخصاً يتميز بقدرته الهجومية اكثر من قبل. حيث زادت حدة خطبه وبياناته كما انه وهو تحت كل هذا الحصار يصر على التصرف كشخص ثوري يفرق وليس كمصلح يريد توحيد البلاد وتجميعها على قلب رجل واحد. \r\n \r\n لقد اضاف لوبيز اوبرادو الوقود الى النار عندما طالب الشعب بإقامة مسيرات في الشوارع بدلاً من العمل من خلال مؤسسات منظمة. ونتيجة لكل ذلك,أصبحت المكسيك واقعة في شرك ودائرة لن تنتهي. ونرى في الوقت ذاته الصفوة السياسية والإقتصادية تحاول اغضاب الجماهير بينما يحاول لوبيز اوبرادو تشكيل ائتلاف من الأحزاب لتخريب الديموقراطية. \r\n \r\n \r\n دينيس درسر \r\n أستاذ بمعهد التقنيات في المكسيك