وفي كلمته بعد ادائه القسم، شكر الطالباني الرئيس الراحل حافظ الاسد، لوقوفه الى جانب مشروع التخلص من النظام العراقي السابق واحتضانه المعارضة العراقية لسنوات طويلة، ورد التحية بالمثل الرئيس بشار الاسد الذي \"ارسل برقية تهنئة الى الطالباني اعرب له فيها عن اخلص التهاني وأطيب تمنيات الصحة والسعادة والتوفيق في مسؤولياته في هذا المنصب\". \r\n \r\n وتمنى الرئيس الاسد \"للشعب العراقي تعزيز وحدة صفه وتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار\"، دون ان تتضمن البرقية، التي نشرتها الوكالة الرسمية، اية اشارة الى ضرورة حصول الشعب العراقي على سيادته ويتخلص من الاحتلال الاميركي لبلده. \r\n \r\n ولئن جاء رد الفعل الرسمي من اعلى رأس هرم السلطة في الدولة التي يحكمها حزب البعث \"القومي\"، ايجابيا، الا ان الخبر ترك اثرا ايجبايا واضحا على ردود فعل الشارع الثقافي السوري. \r\n \r\n يقول الكاتب والمحلل السياسي ميشيل كيلو: \"انا شخصيا لا مانع لدي اذا ما استلم يوما من الايام الرئاسة في سورية مواطن كردي\"، ويضيف: \"اننا كعرب يجب ان نعتاد ان يكون للاخوة الذين ينتمون الى اثنيات وقوميات اخرى ويعيشون بيننا، دورا كبيرا في حياتنا\". \r\n \r\n يوضح كيلو ان استلام كردي رئاسة الدولة \"ليس بجديد علينا فمعروف ان اول رئيس للجمهورية السورية كان كرديا، و لعب الاكراد دورا مهما في حياة سورية، وكان منهم رؤساء جمهوريات ورؤساء وزارات ووزراء دفاع ورؤساء اركان وغيرهم\". \r\n \r\n ويعبر كيلو عن اعتقاده انه و \"مع بداية المرحلة العالمية القادمة، وهي مرحلة انفتاح وتمازج وتفاعل وتكامل بين الشعوب والامم والاثنيات والمجتماعات، علينا ان نتقبل فكرة ان لا يكون عربي رئيس دولة عربية في مكان ما، ثم ان الديموقراطية تقول انه يحق لكل مواطن ان يتسلم اعلى المناصب في الدولة بغض النظر عن اصله او جنسه وانما بصفته مواطنا، وبالتالي فإن ما حصل في العراق هو امر لا يثير الاستغراب، بل يجب ان نألفه ونعتاد عليه ونتقبله\". \r\n \r\n ويحذر كيلو من مخاطر فشل التجربة السابقة ويقول: \"هناك مشكلة حساسة هنا وهي انه، اذا لا سمح الله، فشل ابناء الاقليات او الاثنيات الذين يعيشون مع العرب، في ادارة الدولة باعتبارها دولة لجميع مواطنيها، وبدؤوا يتصرفون وكأنها دولة ثأرية، اي دولة تحكمها اقليات تريد ان تثأر من الاغلبية، وعندئذ سوف تنهار هذه التجربة، وستكون النتائج النهائية كارثية على الكرد وعلينا نحن العرب في الوقت ذاته\". \r\n \r\n ويضيف: \"يجب ان يحرص جلال الطالباني على ان يتصرف باعتباره مواطنا في الدولة العراقية، وليس كرديا وصل الى رئاسة الجمهورية او كرديا يدير الدولة، وعليه كمواطن ان يديرها لمصلحة وخير جميع العراقيين، وقبل هذا وذاك من اجل عراق حر ومستقل وديموقراطي وخال من الاحتلال، وله دور مهم في بيئته الاقليمية والدولية\"، ويختم كيلو قائلا: \"بهذا المعنى هو رئيس الجمهورية اليوم، وغدا يمكن ان يصبح مواطنا عاديا\". \r\n \r\n والى جانب الشارع الثقافي العربي رحب اكراد سورية لانتخاب احد ابناء جلدتهم رئيسا للعراق، ويقول الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سورية خير الدين مراد: \"اننا استقبلنا الخبر بفرحة عامرة وسعادة كبيرة، حيث لاول مرة في تاريخ العراق، تختار الجمعية الوطنية العراقية، زعيما كرديا جديدا لقيادة العراق في هذه المرحلة العصيبة\" \r\n \r\n ويضيف: انه مكسب قومي كردي، وهو ذات الوقت، انجاز وطني عراقي وانتصار للديموقراطية في العراق\". \r\n \r\n ويرى الزعيم الكردي الذي لا ترخص له السلطات حزبه كسائر الاحزاب الكردية والعربية الاخرى، انها \"خطوة سوف تعزز التآخي الكردي وسائر القوميات الاخرى وخصوصا مع العرب، كما انها سوف ترسخ روابط التعايش المشترك بين الكرد والعرب وبقية مكونات الشعب العراقي\". \r\n \r\n ولكن كيف لهذه الخطوة ان تؤثر على وضع الاكراد في باقي دول المنطقة ومنها سورية خصوصا؟ يرد مراد: \"اعتقد ان تطورات العراق بشكل عام، وانتخاب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق الجديد خصوصا، سوف يكون له انعكاسات ايجابية على وضع ابناء شعبنا الكردي في كافة ارجاء كردستان وتحديا في سورية\". \r\n \r\n ولكن لماذا تحديدا في سورية؟ يقول مراد: \"ان كردستان ونتيجة اتفاق سايكس بيكو تم تقسمها الى اربعة اجزاء، منها قسم أُلحق بتركيا، واخر بايران بينما، كان الاخوة العرب معنين بالجزئين العراقي والسوري، وبالتالي فإن توطيد العلاقة بين العرب والاكراد في العراق، وتخلص الاخوان العرب في العراق من هواجس الانفصال الكردي، سوف يخلق بالتأكيد نوعا من الارتياح لدى اخواننا العرب في سورية\". \r\n \r\n وانتهى مراد الى القول: \"ان الاكراد لا يسعون الى الانفصال عن وطنهم سورية، وانما يسعون ويطالبون الى حل قضيتهم القومية ضمن اطار سورية ارضا وشعبا وعبر مفهوم ووسائل ديموقراطية ناجعة\". \r\n \r\n يؤكد المتابعون لملف العلاقات السورية العراقية ان \"تبوء كل من جلال الطالباني، وابراهيم الجعفري (رئيس الوزراء)، رأس السلطة التنفيذية في العراق، لابد انه وسيترك اثرا ايجابيا على مستقبل العلاقات بين البلدين الذين تجمعهما حدودا مشتركة تصل الى نحو 600 كيلو متر، لطالما كانت موضع اشكال\". \r\n \r\n ويبني هؤلاء تفاؤلهم \"على ان تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في ثمانينات القرن الماضي، كان من العاصمة سورية، وان حزب \"الدعوة العراقي\" تمتع ومازال، بمكانة مميزة لدى دمشق طيلة الفترة الماضية \r\n \r\n