مفاجأة .. "علم المثلية" يثير الجدل بعد ظهوره في منهج " إنجليزي أولي إعدادي"    أحمد سعد يتألق في أول ظهور بعد الجراحة وسط دعم من جمهوره وأصدقائه    القوات البحرية ل الشعب المصرى: قادرون على حماية الحدود    بورصة الذهب تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية 20 دولارًا    مصر بالقائمة الأولى عالمياً للدول الأكثر جاهزيةً للأمن السيبراني عام 2024.. و«الصحة» تناقش حماية أنظمة الرعاية الصحية ضد التهديدات السيبرانية    يمن الحماقى: الدولار سينخفض أمام الجنيه في هذه الحالة    عمرو أديب: مصر ملزمة بسداد 38 مليار دولار خلال عام.. ومحدش يقول فين فلوس رأس الحكمة    وزيرا خارجية أمريكا والإمارات يبحثان جهود إنهاء الحرب في غزة وتعزيز التعاون الثنائي    رئيس مجلس النواب اللبناني يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على بلاده    الخارجية الروسية: «البريكس» لا تعادي الغرب لكننا لن نسمح بتجاهل مصالحنا أو محاولة توجيهنا    اتحاد الجولف يحدد موعد إجراء الانتخابات وفتح باب الترشح    تعرف على تعليمات دخول الجماهير لمباراة الأهلي والعين بكأس الإنتركونتيننتال    بقصد الاتجار.. حبس شخص لحيازته أسلحة نارية بدون ترخيص في الجيزة    تشيع جثمان شاب قتل على يد أصدقاءه بالمحلة الكبرى    حادث جديد على طريق الأوتوستراد والإسعاف تنقل المصابين للمستشفى (تفاصيل كاملة)    موعد انطلاق امتحانات شهر أكتوبر 2024 لصفوف النقل    ثراء جبيل وزوجها لأول مرة.. 3 ثنائيات على ريد كاربت فيلم "ماء العين" بمهرجان الجونة | صور    احتفاء بمسيرة إبداعه.. قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد    هند عبدالحليم تتعرض لأزمة صحية (تفاصيل)    أسعار تذاكر أتوبيسات سوبر جيت الجديدة خط ( القاهرة – أسيوط )    احتفالية العيد ال 40 لتأسيس خدمة "أم الرحمة" بالإسكندرية    رسميا.. فتح باب الحجز لشقق «سكن كل المصريين 5» في هذا الموعد    الاتفاقية الدولية لمكافحة التآكل الضريبي تُتيح لمصر 5 مليارات دولار سنويًا    حسام موافي يوضح العلاقة بين وظائف الكبد ومرض الصفراء    هيئة الدواء تحذر من انتشار عبوات مجهولة المصدر لحقنة شهيرة خاصة بالحوامل    ضمن مبادرة «بداية جديدة».. خالد عبد الغفار: 100 يوم صحة قدمت أكثر من 135 مليون خدمة مجانية خلال 85 يوما    دنيا عبد العزيز ترزق بمولودتها الأولى: «محتجالك يا أمي» | صورة    خبير استراتيجي: إسرائيل تستهدف الصحفيين بلبنان لنجاحهم في توثيق جرائمها    الصحة تنظم جلسة حوارية حول حماية أنظمة الرعاية الصحية ضد التهديدات السيبرانية    فريد زهران: إسرائيل شريك في الصراعات بالمنطقة العربية    استولوا على 10 ملايين جنيه.. غدا أولى جلسات محاكمة 17 متهما في قضية فساد «الجمارك الكبرى» الجديدة    إهداء لحاكمها.. حسين الجسمي يطلق "شارقة سلطان"    القاهرة الإخبارية: الجنائية الدولية تستبدل قاضيا رومانيا يدرس طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    «الهضبة» يتألق في حفل ضخم بالكويت (صور)    وزير الأوقاف والمفتي ومحافظ السويس يشهدون احتفال المحافظة بالعيد القومي    أم إبراهيم.. 5 سنين بتأكل زوار إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ: كله لوجه الله    بدء المؤتمر العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.. صور    مواقيت الصلاة .. اعرف موعد صلاة الجمعة والصلوات الخمس في جميع المحافظات    خطيب المسجد الحرام: شعائر الدين كلها موصوفة بالاعتدال والوسطية    خطيب الجامع الأزهر: خيرية الأمة ليست شعارا بل نتيجة لامتلاكها مقدمات النجاح    أسعار البيض المستورد في منافذ وزارة التموين.. ضخ 10 آلاف طبق أسبوعيا    وزير التعليم العالي يؤكد أهمية توظيف الاختراعات في تعزيز الاقتصاد القومي    جمال رائف: مصر حققت إنجازا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا بالانضمام ل«بريكس»    خبير: المواطن الأمريكي يشتكي لأول مرة من ارتفاع تكاليف المعيشة    خلال 24 ساعة.. تحرير 617 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    "سامحوني".. كواليس ما دار في غرفة ملابس الزمالك بعد الهزيمة من الأهلي    هنري: مبابي لا يقدم الأداء المطلوب مع ريال مدريد    إعادة محاكمة متهم بأحداث عنف الزيتون| غدا    بلان يكشف حقيقة خلافه مع نجم اتحاد جدة    تين هاج يفسر قراره المفاجئ بشأن مزراوي    غدا.. النادي المصري يعقد عموميته العادية    قرار جمهوري هام ورسائل حاسمة من السيسي بشأن صندوق النقد الدولي وأزمات المياه والبطالة    مريم الخشت تعلق على أول ظهور لها مع زوجها بمهرجان الجونة بعد زفافهما    عيار 21 بكام.. الذهب يواصل ارتفاعه الجمعة 25 أكتوبر 2024    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: مد فترة التصالح في مخالفات البناء.. مفاجأة بشأن إهدار شيكابالا ركلة الترجيح أمام الأهلي    سوليفان: واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران    كولر أم محمد رمضان ؟.. رضا عبد العال يكشف سر فوز الأهلي بالسوبر المصري    مصدر مسؤول: مصر أكدت للوفد الاسرائيلي رفضها للعملية العسكرية الجارية بشمال غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا استبعد بوش خيار النفي، ال «سي. آي. ايه» ترفع تقريراً للرئيس الأميركي بعجزه
نشر في التغيير يوم 10 - 03 - 2005


\r\n
وبعد ان تلقى تعليماتهم توجه الى باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي اوضح له بجلاء ان هناك خلافا اساسيا وشكويين محددتين، وهما ان بوش والاميركيين لا يحترمونه، وانهما لا يشركانه في المعلومات، وعندما ابلغ بوش بما يقلق شيراك، قال انه كان ينوي كبح غضبه باهتمام واحترام، وأضاف تينيت مدير ال «سي. آي. ايه» انه كان يتلقى المعلومات من المخابرات الفرنسية، وانه على علاقة طيبة بمديرها الحالي.
\r\n
\r\n
\r\n
ويذكر بوب وودوارد ان الامير بندر التقى في باريس ايضا الرئيس المصري حسني مبارك الذي قال لبندر، والعهدة على المؤلف، ان لدى المصريين مصادر معلومات عديدة داخل العراق وان «معلوماتنا اكدت وجود معامل متنقلة لأسلحة بيولوجية».
\r\n
\r\n
\r\n
ويضيف وودوارد ان الرئيس المصري تحدث مع السفير السعودي عن رسالة مثيرة تلقاها من داخل العراق فقال له: «جاءني مبعوث من صدام وقال لي ان هناك نساء واطفالا وبعض الاشخاص الذين سيعرفوننا بهم لاحقا، يريدون المجيء الى مصر فهل يمكن اعطاؤنا احد القصور الرئاسية؟» وقال مبعوث صدام ان العراقيين لديهم خزائن ضخمة تستطيع استيعاب ملياري دولار وسبائك ذهبية، ويريدون ايضا احضارها الى مصر، فقال له الرئيس مبارك انه «يرحب بالنساء والاطفال.
\r\n
\r\n
\r\n
اما بالنسبة لأي رجال او مسئولين فعليهم عقد صفقة مع الاميركيين او يمكن ان يتصل بهم هاتفيا» وقال ايضا انه رفض طلب السماح بإحضار مبلغ ملياري دولار نقدا الى مصر، حتى لا يتهمه احد بسرقته، وطلب من المبعوث ارسالها بشيكات عبر احد البنوك السويسرية.
\r\n
\r\n
\r\n
استبعاد خيار المنفى
\r\n
\r\n
\r\n
عندما عاد بندر الى الولايات المتحدة قال لكوندوليزا رايس انه يعتقد ان شيراك سوف يساعدهم، بل وربما ايد الحرب. فسألته رايس، وهي متشككة: هل انت متأكد؟ فأجابها بأن لديه ثلاثة مصادر تتمثل في الرئيس مبارك ورفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني اللذين ذكرا ان شيراك يذهب في هذا الاتجاه، ومناقشاته هو شخصيا مع الرئيس الفرنسي التي قادته الى النتيجة نفسها.
\r\n
\r\n
\r\n
ويشير مؤلف الكتاب ايضا الى ان جمال، نجل الرئيس المصري جاء في اليوم نفسه ليقابل بوش في مسكنه بالبيت الابيض حاملا رسالة والده ذاتها التي ذكرها للامير بندر، وقال ان هناك مبررا للاعتقاد بان من المحتمل ان يبحث صدام عن فرصة للذهاب الى المنفى ثم روى طلب الرئيس العراقي حماية ا فراد اسرته ومبلغ الملياري دولار في مصر.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت عدة دول تشترك في مفاوضات المنفى، من بينها السعودية والاردن وتركيا، ويتساءل وودوارد: كيف كان رأى الرئيس الاميركي؟ ويجيب عن ذلك بانه على الرغم من التصريحات العلنية التي ادلى بها باول ورامسفيلد ورايس في الشهر السابق، وقالوا فيها ان نفي صدام حسين خيار مطروح، اذا كان ذلك يؤدي الى منع الحرب، فقد قال الرئيس بوش «اذا ذهب صدام الى المنفى فان الولايات المتحدة لن تضمن حمايته». واشار ايضا الى انه لا يؤيد اولئك الذين يسعون الى تقديم الحماية.
\r\n
\r\n
\r\n
وخاطبهم قائلا: «اذا كنتم تريدون تعهدات مني بأننا لن نفعل شيئا، فلن تحصلوا على مثل هذه التعهدات» واتخذ بوش عندئذ موقفا متشددا من اية دولة «تؤوي الارهابيين ووفقا لتعريف الرئيس الاميركي فانه اعتبر صدام حسين ارهابيا، غير ان بوش اضاف عبارة غامضة وكأنه يقدم تشجيعا ضمنيا اذ قال «لقد كانت هناك حالات كثيرة في التاريخ، حيث ذهب اناس الى المنفى فأمكن تجنب الحرب، ونحن لا نجهل هذه الحقيقة».
\r\n
\r\n
\r\n
بيت الدمى المحطمة
\r\n
\r\n
\r\n
في يوم 14 اغسطس 2001 اسندت ادارة مجموعة العمليات العراقية في ال «سي. اي. ايه» الى شخص يدعى سول، وهو اسم حركي لان وكالة المخابرات المركزية الاميركية تحتفظ بالاسماء الكاملة لعملائها طي الكتمان، وكان موظفو الوكالة يطلقون على تلك المجموعة «بيت الدمى المحطمة»، وكانت تضم عددا كبيرا من الضباط الجدد ومن اعضاء ادارة العمليات في الوكالة وبعض ضباط المشكلات او الاعضاء القدامى الذين ينتظرون الترقيات، وقد وجه مجلس الامن القومي الى وكالة ال «سي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
\r\n
سؤالا هو: ماذا يمكن ان تفعل الوكالة بالنسبة للعراق؟ ولم يكن السؤال هو: هل تستطيعون اسقاط صدام؟ او هل تستطيعون دعم غزو عسكري؟ بل كان السؤال: كيف ترون مسألة العراق؟ وماذا يمكنكم فعله؟ وكيف تتصورون العمليات السرية في داخل العراق؟ وسرعان ما ادرك سول ان ما يعانيه «بيت الدمى المحطمة» اكثر من مجرد مشكلة الافراد، بل بدت عملياته في الماضي نموذجا للعمل السري الفاشل والغبي. وقد كان العراق بيدقاً في الحرب الباردة اثناء عهد ادارة نيكسون وفي 1972 كان صدام حسين رجلا قويا، ولكنه لم يكن قد تولى الرئاسة بعد، وقد وقع معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفييتي، وعمد الرئيس نيكسون الى اصد��ر امر الى ال «سي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
\r\n
لتقديم مبلغ خمسة ملايين دولار سراً الى الاكراد لكي يواجه النفوذ السوفييتي في الشرق الاوسط، على ان يوزع ذلك المبلغ على نحو 40 قبيلة جبلية تضم نحو 25 مليون شخص وتنتشر عبر خمس دول، هي ايران وتركيا وسوريا والاتحاد السوفييتي آنذاك والركن الشمالي الشرقي من العراق، وكان هناك مبلغ خمسة ملايين دولار للأكراد العراقيين من اجل الامدادات والاسلحة، وقدم ايضا مبلغ سبعة ملايين دولار كمعونة سرية اخرى من اسرائيل وبريطانيا وايران التي كانت تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي صديق الولايات المتحدة وفي 1973 .
\r\n
\r\n
\r\n
اوصى هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي آنذاك بزيادة المعونة السرية لان العراق اصبح «الزبون» الرئيسي للاتحاد السوفييتي في ظل حكم البعث برئاسة صدام حسين وزعم كيسنجر في مذكراته ان «هذا الحكم استمر في تمويل منظمات ارهابية ممتدة حتى باكستان» وانه كان قوة تحاول سد الطريق في وجه سلام عربي اسرائيلي. فزاد شاه ايران دعمه المالي الى 30 مليون دولار ووعد بخمسة وسبعين مليوناً اخرى في العام التالي.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان دعم ال «سي. آي. ايه» للاكراد في صالح الشاه اكثر من اي سياسي آخر، فقد ذكرت الوكالة انهم يشكلون قوة ميدانية مؤلفة من مئة الف رجل، مما ادى الى تقييد حركة ثلثي الجيش العراقي، وهو انجاز مذهل، حتى وان لم يكن هذا التقدير دقيقا تماما.وكان مفتاح هذا الانجاز هو المدفعية الثقيلة التي امدهم بها الشاه.
\r\n
\r\n
\r\n
ولكن في عام 1975 توصل الشاه الى اتفاق مع صدام حسين قطع حبل الامدادات للاكراد واوقف شحنات ال «سي. اي. ايه» من الاسلحة. ولم تستجب ال «سي. آي. ايه» او هنري كيسنجر الى التماسات الاكراد، وانهارت العملية السرية، وذبح صدام كثيرا من الاكراد، وبعد حرب الخليج 1991 وقع الرئيس الاميركي جورج بوش الاب قرارا رئاسيا يخول وكالة المخابرات المركزية الاميركية العمل على اسقاط صدام حسين، فقامت الوكالة ببعثرة الاموال على كل جماعة معارضة للرئيس العراقي آنذاك، بما في ذلك المنفيون العراقيون في اوروبا.
\r\n
\r\n
\r\n
بل والسجناء العراقيون الذين اعتقلوا اثناء حرب الخليج والذين رفضوا العودة الى العراق. وطالب الرئيس الاميركي علنا العراقيين بان يتولوا امورهم بانفسهم للاطاحة بصدام، وعندما تمرد الاكراد في الشمال، والشيعة في الجنوب، ضد الرئيس العراقي، امتنع بوش الاب عن تقديم اي دعم عسكري لهم، فكانت النتيجة مذبحة اخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
ويتناول مؤلف الكتاب بعد ذلك بعض انشطة المخابرات الاميركية الفاشلة في العراق بسبب وجود جهاز امني عراقي قوي، نجح في كيل الصفعات لبيت الدمى المحطمة، اي مجموعة العمليات العراقية في ال «سي. آي. ايه» وفي عام 1999 اقتنع سول مدير المجموعة بوجود تناقض واضح في السياسة الاميركية، فقد كانت الولايات المتحدة تعمل من خلال الامم المتحدة على احتواء صدام حسين بالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، بينما تحاول وكالة المخابرات المركزية الاطاحة به، ورأى سول ان هذه السياسة المزدوجة التي تحاول الاحتواء بيد والاطاحة باليد الاخرى لن تحقق اي نجاح وان السبيل الوحيد لنجاح ال «سي. آي. ايه» هو دعم غزو عسكري كامل للعراق، وقال ان اختراق الحائط حول صدام مستحيل تقريبا، بدون عمليات عسكرية وغزو.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي صباح يوم 11 سبتمبر 2001 كان سول وبعض اعضاء فريقه في طريقهم الى مبنى المكتب التنفيذي القديم الملحق بالبيت الابيض، لكي يقدموا تقريرهم الى كبار اعضاء مجلس الأمن القومي حول تلك الاستنتاجات. وبينما كانوا يعبرون الجسر الذي يصل بين فريجينيا وواشنطن العاصمة، سمعوا تقارير الاذاعة عن الهجمات الارهابية واجلاء مجمع مباني البيت الابيض، وفي يوم 3 يناير 2002 ذهب سول، وتينيت، ونائب رئيس قسم الشرق الادنى، واثنان من العملاء السريين كانا قد عملا في برامج العراق، الى مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، ولم يغير سول رأيه، واخبر تشيني ان العمل السري لن يسقط صدام حسين، وان ال «��ي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
\r\n
ليست هي الحل، ولكن الغزو العسكري المدعوم من المخابرات المركزية هو وحده الذي امامه فرصة انجاز هذه المهمة، وكان نائب الرئيس معتادا على سماع تقارير يأتي بها مسئولون الى مكتبه، ببياناتهم الطموحة ووعدوهم بأن وزارتهم أو وكالتهم سوف تنجزها، غير ان رسالة سول كانت مختلفة ومتزنة وغير عادية الى حد كبير في حكمها بأنها حقا لا تستطيع اداء المهمة. وكان مسئولو ال «سي. آي. ايه» قد قدموا التقرير نفسه الى الرئيس بوش الذي سألهم: «هل نستطيع عمل ذلك بالوسائل السرية؟» وكانت الاجابة: لا.
\r\n
\r\n
\r\n
باول في الثلاجة
\r\n
\r\n
\r\n
كان كولن باول منزعجا مما يسمع ويرى، وهو الذي كان جنرالا سابقا ولكنه الآن رئيس الدبلوماسية الاميركية: وكان قد خدم مدتين في فيتنام كضابط شاب، حيث رأى الفشل رأى العين، وكان يرى ان الجنرالات لم يذكروا الحقيقة للرئيس بوش، وان الحرب تبدو من واشنطن والبنتاغون والبيت الابيض وحتى من وزارته هو، وكأنها شيء طاهر او احيانا كأنها لعبة كبرى، وكان يعرف ان شاغلي المراكز العليا في ادارة بوش لا علاقة لهم بالمعارك الحربية. ولقد خدم بوش في الحرس الوطني الجوي في تكساس، ولكنه لم يشترك في اي قتال.
\r\n
\r\n
\r\n
ولم يخدم تشيني اطلاقا في القوات المسلحة على الرغم من انه شغل منصب وزير الدفاع اثناء حرب الخليج 1991، وكان رامسفيلد طيارا مقاتلا في السلاح البحري في الخمسينيات الماضية، ولكنه لم يخدم في زمن الحرب، اما رايس وتينيت فلم يعرفا الخدمة العسكرية، وباول وحده هو الذي عرف اهوال الحرب واشترك في خوض المعارك.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد واجه باول مشكلة اخرى، فبعد نحو سنة من تسلمه منصب كوزير للخارجية لم يصل الى مد جسور علاقة شخصية واضحة الملامح مع الرئيس بوش، ولم يكن احدهما يرتاح للآخر.
\r\n
\r\n
\r\n
ويحوم حول خلفيات علاقتهما شعور بالتنافس، فقد كان باول قد فكر في خوض معركة رئاسة الجمهورية عام 1996 وقد نال تصنيفاً عالياً في استطلاعات الرأى، باعتباره اكثر الرجال نيلاً للاعجاب في البلاد، ولكنه قرر التراجع لاسباب شخصية، وبعد ان اوضحت حساباته عدم وجود ضمانات في الحياة السياسية الاميركية، ولكنه ظل الرجل المحلق في الاعالي والجنرال السابق بطل الحرب، وصاحب الصوت المعتدل الذي لم يدخل الانتخابات الرئاسية عام 2000 عندما دخلها جورج دبليو بوش الابن.
\r\n
\r\n
\r\n
وعندما اصبح باول وزيرا للخارجية شعر بأن البيت الابيض قد جمده ووضعه في «آيس بوكس» او في «الثلاجة» كما كان يسميها ارميتاج مازحاً وقبل احداث سبتمبر بأسبوع نشرت مجلة «تايم» الاميركية قصة غلاف بدت وكأنها بمثابة عقوبة من البيت الابيض صممت لتوجيه ضربة الى كولن باول.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان العنوان الرئيسي هو: «أين ذهبت يا كولن باول؟!» اما المقالة فقد اكدت ان باول اصبح معزولاً، وانه على خلاف مع المتشددين في الادارة الذين يرسمون توجهات السياسة الخارجية. ويرى وودوارد ان الحقيقة هي ان سياسة ادارة بوش الخارجية، كانت مشوشة كثيرا قبل الحادي عشر من سبتمبر اذ كان الرئيس يركز جهوده على القضايا الداخلية ومسألة الضرائب دون رؤية واضحة لاتجاه السياسة الخارجية.
\r\n
\r\n
\r\n
منذ ذلك الوقت كان تنظيم القاعدة مازال يسيطر على عقل تينيت مدير ال «سي. آي. ايه»، بل واصبحت الشبكة مركز عالمه، بينما تراجع العراق في ترتيب الاولويات الى رقم 6 وكان سول رئيس مجموعة العمليات العراقية يعمل مع رئيسه السابق جون ماكلولين الرجل الثاني في وكالة المخابرات المركزية وقد اكتشف سول ان عدد المصادر التي توافى الوكالة بالتقارير من داخل العراق ضئيلة للغاية ولا يزيد على اربعة عملاء.
\r\n
\r\n
\r\n
يعملون في وزارتي الخارجية والنفط، كما ان الوكالة تواجه مصاعب كبيرة في التسلل الى القوات المسلحة العراقية والحرس الجمهوري ومنظمة الامن الخاص، وتساءل تينيت قائلا: كيف يتفق ذلك مع التقارير الجيدة التي اتلقاها من المخابرات البريطانية؟
\r\n
\r\n
\r\n
وكان سول يعرف ان تجنيد عملاء عراقيين امر صعب، وقد عرضت الوكالة من خمسة آلاف دولار الى عشرة آلاف شهريا لمن يوافق على التجسس، ولكن المخاطرة كانت تتمثل في امكانية اعتقال العميل وربما في الاعتداء على زوجته وابنته امام عينيه، او قتل ابنائه وهدم منزله وغير ذلك فما قيمة عشرة آلاف دولار مقابل كل هذا؟ وقد ادت قلة عدد المصادر الى تعرض تقاريرهم لافتضاح امرها وكذلك اتصالاتها السرية.
\r\n
\r\n
\r\n
ونظراً لأن أميركا لم تكن لها سفارة في بغداد، كان على عملاء ال «سي. آي. ايه» ارسال تقاريرهم عن طريق الكمبيوتر في لحظات خاطفة الى قمر اصطناعي يرسلها فورا الى رئاسة ال «سي. آي. ايه» ولكنها كانت عملية خطرة.
\r\n
\r\n
\r\n
المهام السبع
\r\n
\r\n
\r\n
اخذ سول يكرر ما سبق ان قاله وهو ان العمل السري لن يخلص العالم من صدام حسين، وان الغزو الكامل مع الدعم المكثف من المخابرات، هو وحده الكفيل بذلك. وبموافقة من مدير الوكالة بدأ سول وماكلولين وجيم بافيت نائب مدير العمليات في اعداد امر بالغ السرية من المخابرات بشأن تغيير النظام في العراق، وهو الامر الذي كان الرئيس بوش قد وقعه في 16 فبراير، والذي يحمل توجيها الى الوكالة بدعم القوات المسلحة الاميركية في الاطاحة بصدام حسين، وقد كلف الرئيس الاميركي الوكالة بسبع مهام صريحة وهي:
\r\n
\r\n
\r\n
دعم جماعات المعارضة العراقية والأفراد الذين يريدون التخلص من صدام حسين.
\r\n
\r\n
\r\n
القيام بعمليات تخريب داخل العراق.
\r\n
\r\n
\r\n
العمل مع دول اخرى ودعم عمليات مخابراتها السرية.
\r\n
\r\n
\r\n
ادارة عمليات معلوماتية لتوزيع معلومات دقيقة عن النظام.
\r\n
\r\n
\r\n
ادارة عمليات تضليل وخداع لتضليل صدام وقيادات النظام السياسية والاستخباراتية والعسكرية والامنية.
\r\n
\r\n
\r\n
مهاجمة وتخريب موارد النظام وعملياته البنكية والمالية.
\r\n
\r\n
\r\n
تخريب مشتريات النظام من المواد المحظورة، المتعلقة بقواته المسلحة وببرامج اسلحة الدمار الشامل بوجه خاص.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد قدرت تكاليف هذه المهام بمبلغ مئتي مليون دولار سنويا ولمدة عامين وتم ابلاغ لجنتي المخابرات بالامر سرا في مجلسي الشيوخ والنواب، وبعد عدة مناقشات في الكونغرس خفض المبلغ الى 189 مليون دولار للسنة الاولى. وبذلك استطاع سول ادارة عمليات ما اسماه «الهجوم المضاد للمخابرات» لمنع جهاز الامن العراقي من التعرف على مصادر ال «سي. آي. ايه».
\r\n
\r\n
\r\n
والاهم من ذلك انه اصبح في امكان وكالة المخابرات الاميركية العمل بنشاط مع قوى المعارضة العراقية داخل العراق وادارة عمليات شبه عسكرية في الداخل ايضا، ومع تزايد زخم العمليات المضادة للارهاب في العالم والتي تديرها ال «سي. آي. ايه» في نحو ستين دولة بما فيها افغانستان، ارهقت الوكالة بأعمال فوق طاقتها وجفت منابعها من اصحاب المواهب، واحتاج سول الى تعيين خمسين موظفا على الفور وقدر ان العدد قد يزداد الى 150 خلال ستة اشهر، والى نحو 360 في العمل الميداني وقيادة الوكالة، وفي حالة الهجمات العدائية.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعث سول رسائل للبحث عن متطوعين، وقد تلقى تبرعات من المحطات المختلفة، ومن ادارة الوكالة الرئيسية وقد اثبتت الحرب في افغانستان اهمية وجود فرق شبه عسكرية داخل البلاد، ولذلك احتاجت ال «سي. آي. ايه» الى الوجود داخل العراق على الرغم مما لديها من اعباء ضخمة على جميع مناطق الحدود العراقية، وفي 20 فبراير، بعد توقيع امر المخابرات باربعة ايام، قام فريق استطلاع من الوكالة بالتسلل سرا الى شمال العراق في المنطقة الكردية للتحضير لنشر فرق المخابرات شبه العسكرية التي يطلق عليها الاسم المختصر «نايل» وهي الحروف الاولى لعبارة: «عناصر الاتصال شمال العراق».
\r\n
\r\n
\r\n
4 آلاف هدف
\r\n
\r\n
\r\n
في يوم الخميس 28 فبراير وصل الجنرال فرانكس الى مكتب رامسفيلد في البنتاغون حاملا ملفات سرية تحتوي على نحو اربعة آلاف هدف محتمل في العراق تتراوح بين مراكز القيادة المهمة، والتجمعات الامنية والعسكرية بما فيها فرق المشاة والمدرعات، ووحدات الدفاع الجوي في الميدان، كما تضمنت الملفات مواضع الضعف في النظام بما في ذلك الاسلحة والمباني. واندهش رامسفيلد من ضخامة العدد معتبراً ان العراق منجم ذهب من الاهداف وطلب من فرانكس تحديد اولوياتها ونوع الهجوم والقصف الذي يمكن ان يكون له اكبر تأثير على النظام او الذي قد يؤدي الى انهياره.
\r\n
\r\n
\r\n
وناقش الاثنان مجموعات من الاهداف مثل مراكز القيادة والسيطرة، والاتصالات، واماكن معنية بالقيادة مثل قصور صدام التي تزيد على خمسين قصرا، والقوات شبه العسكرية الرئيسية، وقوات الامن الخاص والحرس الجمهوري الخاص، وتساءل رامسفيلد: اين يركزون ضغوطهم السريعة والمبكرة على الاهداف التي يمكن ان تحدث الانهيار؟ وقد تحقق وزير الدفاع من ان تلك العمليات سوف تستغرق وقتا طويلا ثم تحول النقاش الى مهام التجهيز لتحسين التسهيلات العسكرية في المنطقة وتساءل رامسفيلد عما يمكن عمله بالنسبة للاتفاقيات القائمة مع عدة دول مضيفة، والتي قد تعتبر مجرد روتين عادي لا مؤشرات حرب.
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.