\r\n سوى غاز مستنقع منبعث من الزحوف النائية للإمبراطورية المجنونة. 18 يونيو كان هو اليوم الذي نشرت فيه هذه «المطبوعة الأهم في العالم قاطبة» إعلاناً في «النيويورك تايمز»، وهي جريدة لا تنشر إلا ما يتوافق مع عقليتها التي لا تختلف عن عقلية تلك المطبوعة. \r\n \r\n \r\n وهذا الإعلان أعاد نشر مقال افتتاحي كانت تلك المطبوعة الفذة قد نشرته بعنوان (الأخلاق الحديثة). وهو موضوع كنت اعتقد أنه غريب عن الاهتمامات الأساسية للجريدتين معاً. ولكن الأخلاق بالنسبة إلى الأميركيين لا علاقة لها البتة بالسلوك أو العمل الصحيح أو من هو الذي يسرق الأموال والحريات وممن. الأخلاق هي الجنس. الجنس. الجنس. \r\n \r\n \r\n سفينة الفضاء والمذنب \r\n \r\n \r\n إفتتاحية رئيس التحرير كانت ساخنة إلى درجة الاحمرار. «في الاسبوع نفسه الذي أنهى فيه جنرال من الجيش قام ب(147) مهمة قتالية في حرب فيتنام (هل تتذكّر تلك الحرب الصالحة عن جدارة واستحقاق، مع قوائم عديدة من اسماء القتلى المجهولين والجنود المفقودين؟) خدمته بسبب علاقة زنا حدثت قبل (13) سنة» (تقف تلك المطبوعة الأهم في العالم قاطبة على أرض صلبة هنا، إذ لا يجوز أن يعاقب الجنرال أو أي مقاتل آخر بسبب أعمال زنا لم ترتكب أثناء نوبة حراسة خلال هجوم معاد) تستمر الافتتاحية لتذيع نبأ متفجّراً أحب تلك العبارة في جريدة ذات آراء قوية. \r\n \r\n \r\n وعدد لا يحصى من الأنباء الصغيرة «أفاد أن بنتاً من نيوجيرسي قد ولدت طفلاً في حمام مدرستها الثانوية أثناء حفلة راقصة، ووضعته في حاوية القمامة، ثم عادت إلى الحفلة وطلبت من المشرف على الأشرطة المسجّلة ان يضع معزوفة أغنية من أغاني (ميتاليكا) أهدتها إلى صديقها الشاب، ومات الطفل». \r\n \r\n \r\n أساءت فهم كلمة «بنت»، فتصورت مراهقة مذعورة، صغيرة السن. ولكن بعد مرور بضعة أيام، عندما أدينت المدعوة ميليسا دريكسلر بتهمة القتل، نشرت «النيويورك تايمز» تعريفاً صحيحاً لها بقولها انها «امرأة في الثامنة عشرة من عمرها». وظهرت في صورة فوتوغرافية نشرت مؤخراً وإلى جانبها حبيب قلبها في تلك الحفلة الراقصة. \r\n \r\n \r\n وبدت وكأنها ورفيقها في أوائل الثلاثينيات من عمرهما، ولكن «المطبوعة الأهم في العالم قاطبة» وجدت من المناسب لها أن تشوِّه الحقيقة بأن تعرض الآنسة دريكسلر بوصفها طفلة بريئة أخرى أفسدتها «القيم» الليبرالية الأميركية المختلفة تماماً عن الليبرالية الرأسمالية التي تمثل الخير الأسمى. \r\n \r\n \r\n ويقول الكاتب بنبرة من الحزن والأسى، إن كل ذلك هو «فوضى أخلاقية». وينبغي أن أقول إن كل ذلك هو مجرد سخف أميركي واضح، قديم، حيث تتحرك أكثرية مهووسة مدفوعة بطريقة ساخرة من مؤسسة حاكمة تجد صوتها الأكثر تطرفاً في (الوول ستريت جورنال). \r\n \r\n \r\n «ليست لدينا نصيحة سديدة حول كيف يمكن للبلاد أن تُخلِّص نفسها في أي وقت قريب من مستنقع الفوضى الجنسية. . . » تستطيع أن تقول ذلك مرة أخرى، وبالطبع، ستفعل. ولذلك، بدلاً من أن تعطي نصيحة سيئة، توقف وامتنع عن نشر إعلانات تلوم شيئاً يدعى الليبراليين. وفي بلد منقسم مناصفة بين الرجعيين السياسيين والمهووسين، أكاد لا استطيع أن أرى ليبرالياً يمشي، مثل شجرة أو حتى أيكة محترقة. \r\n \r\n \r\n ولكن الكاتب يدّعي بكل وضوح أن الجنرال المطرود قد عومل بإجحاف، بينما يجعل من «البنت» أم الطفل مجرد رقم إحصائي، يستغله الصحافيون اليمينيون الذين هم أنفسهم، ليسوا بعيدين كثيراً في أغلب الأحيان عن النوعيات الكريهة التي تستمع إلى أغاني ميتاليكا، وترمي الأطفال الحديثي الولادة في المراحيض. وهذا وضع سييء كان يمكن منع حدوثه. \r\n \r\n \r\n ولكن، كلا. لأنهم يؤكدون لنا أن الفوضى الأخلاقية هي نتيجة للتربية الجنسية «وفضلاتها»، أو كما ورد في الإعلان بالحرف الواحد، «المستنقع المملوء بالعوازل المطاطية التي وزّعها الراشدون الذين يتولون إدارة مدارسنا الثانوية، أو التي وفّرتها الآلآت المثبتة، ويالها من مصادفة، في المرافق الصحية». ومن المفترض أن تكون حجرة الاعتراف مسرحاً أفضل للوصول إلى النتيجة المنشودة، إذا كان ذلك مسموحاً به. \r\n \r\n \r\n وهكذا، فمن جهة، سيكون العمل سيئاً كما نتفق جميعاً إذا قامت امرأة بولادة طفل ثم تخلّصت منه بعد ذلك، ولكن من جهة أخرى سيكون العمل خاطئاً، لسبب ميتافيزيقي، إذا ساعدنا على منع حدوث مثل هذه الولادة. لن تكون هناك علاقة سببية عندما تبدأ هذه الأوزات في الصياح. وبالطبع، فإن «المطبوعة الأهم في العالم قاطبة» لديها أجندتها الخاصة: رقابة بوليسية متشددة من هذه الناحية على الجميع، بما في ذلك الجنرالات والشخصيات المهمة بالفعل، ويعود الفضل إلى الليبراليين أنفسهم الذين هم الآن «لا يمنعون شيئاً ويعاقبون أي شيء» وهذا نوع من التفكير الذي يعمل بالمقلوب، فيضع سفينة الفضاء وراء المذنّب. \r\n \r\n \r\n الجمهورية المتردية \r\n \r\n \r\n على الرغم من أن كلمة «المقدس» (وهي كلمة مفضَّلة لدى الجناح اليميني) في «النيويورك تايمز» هي مجرد لغة منمقة وعاطفة فارغة وعبارة متبجحة في الأغلب، ولا يمكن أن تُحمل على محمل الجد، فإن الروح الكامنة وراء كل هذا اللغو الأحمق هي روح منافقة، ملفتة للنظر. \r\n \r\n \r\n «المطبوعة الأهم في العالم قاطبة» لا تهتم بالأخلاق، إلا إذا كانت أية شركة تستطيع ان تزيد أرباحها الفصلية من خلال تسميم نهر ينبغي أن تكون موضوع فخر واعتزاز، ولكن المقالة تعكس بالفعل قلقاً معيناً من أن الشعب الاميركي ككل ربما يحاول، بطرق مختلفة أن يحرر سادته من أسياده الذين يزدادون تشدداً وإلحاحاً في فرضهم للقيود إضراب واحد وتطرد من عملك، ذلك هو سرهم القذر الصغير. \r\n \r\n \r\n وفي وسط خطاب طويل، تكاد الصحيفة أن تصل إلى لب الموضوع: «ببساطة فائقة، ما نقترحه هنا هو أن مجموعة القواعد والقوانين المنظِّمة للسلوك الجنسي التي وضعها النظام الرسمي في الولاياتالمتحدة، استطاعت أن تحافظ على المجتمع وسلامته وعافيته إلى حد ما، بخلاف الكارثة الواضحة الراهنة». \r\n \r\n \r\n تلك إذن هي المسألة أين هو نورمان لير مبدع ماري هارتمان، ماري هارتمان، الآن ونحن نحتاجه؟ تخيّل لوحاً رمادياً على الشاشة، وسماء ذات لون أردوازي، وموسيقى (كما اعتاد دارل زانوك أن يقول) كئيبة تنذر بالشؤم. وبعد ذلك صوت امرأة بنبرة حزينة وهي تنادي «هِستَير پرين، هِستَير پرين!» بينما تمتليء الشاشة بحرف (أي) النابض القرمزي اللون. \r\n \r\n \r\n هذه «المطبوعة الأهم في العالم قاطبة»، المختلفة اختلافاً شديداً إلى الحد الذي يجعلها طليعية في كثير من الأحيان، قد كشفت دون قصد عن حقيقة معينة، وعلى الرغم من أنني لا اعتقد أن أي أحد موجود في غرف مبناها قد سمع بالإيطالي کيكو الذي ينسب إلى مدينة ناپولي في القرن الثامن عشر، فإن القراء سيتذكرون أن کيكو كان انطلاقاً من أفلاطون، قد قسّم تطور المجتمع البشري إلى مراحل عضوية مختلفة ومتعاقبة. المرحلة الأولى هي مرحلة الفوضى. \r\n \r\n \r\n والمرحلة الثانية هي مرحلة الثيوقراطية، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الأرستقراطية. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الديمقراطية. ولكن لأن الجمهوريات تميل إلى أن تتحوّل إلى النظام الإمبراطوري والاستبدادي، فإنها تنهار، وهكذا نعود إلى مرحلة الفوضى، ومن ثم إلى وليدتها مرحلة الثيوقراطية، وتتكرر دورة جديدة. \r\n \r\n والولاياتالمتحدة هي حالياً جمهورية تأخذ بالنظام الإمبراطوري، ويغلبها طابع معتدل من الفوضى، وتسير إلى نهايتها. وهذا في حد ذاته ليس شيئاً سيئاً، إلا إذا حدث انتشار خطير للفوضى. وفي تلك الحالة، سيسود بين ظهرانينا عصر جديد وأي إنسان أبدى حرصاً بأي شكل على جمهوريتنا القديمة، مهما كان ما عانته دائماً من خلل الحماسة الفوضوية، لا يمكنه إلا أن يفضّل الفوضى على الحكم الفظّ للثيوقراطيين. واليوم يراهم المرء في أسوأ أمثلة فظاظتهم وقسوتهم في إسرائيل. \r\n \r\n \r\n ومن حسن الحظ إلى حد الآن أن قيامهم بفرض نسق موحد أو نظام صارم على المجتمع، لم يصل بعد في زخمه إلى مستوى زخم النهم البشري الشامل للسلع الاستهلاكية، الذي يميّز ذلك العالم الشجاع الجديد على حافة الديمقراطية. \r\n \r\n \r\n أما بالنسبة لنا، نحن الأميركيين فإننا لا نزال نستطيع أن ندافع عن قلعتنا ضد حشرات السرعوف الفوضوية من مواطنينا، ومعظمهم من المسيحيين المتشددين الذين تحرضهم على الإثم والشر رأسمالية شرسة منحطّة، تستعبدها الشمولية بالصيغة الأنيقة التي أعلنتها «النيويورك تايمز» في عددها الصادر بتاريخ 18 يونيو 1997. \r\n \r\n \r\n لماذا لا يتحرك الكونغرس؟ \r\n \r\n \r\n الاستعدادات للمعركة قائمة الآن على قدم وساق. وحتى بينما كانت «البنت» السيئة الحظ في نيوجيرسي، تطلب من المشرف على الأشرطة المسجّلة للأغاني أن يضع في جهاز العزف أغنية تستهويها، كان اليمين الأميركي المتشدد ينظّم نفسه استعداداً للهجوم على الإباحية في دنيا الفن. وفي 18 يونيو أعرب المعمدانيون الجنوبيون في مؤتمرهم السنوي عن إدانتهم لشركة ديزني وشبكتها التلفزيونية (أي. بي. سي. ) بسبب عرضهم لامرأة غير سوية بوصفها كائناً بشرياً، واستمتاعهم العارم بالعنف المتخيّل المثير، واستخفافهم بالقيّم العائلية المسيحية. \r\n \r\n \r\n إنني لم أطلّع على الفاتورة الكاملة بالمفردات «قائمة جرى توزيعها تحتوي على اكثر من مائة عنوان من المؤسسات الفنية التي ينبغي مقاطعتها»، ولكنها تبدو في مجملها كما لو كانت لائحة اتهام يقدمها الادعاء العام قبل المحاكمة. وعلى الرغم من أنني قد انتقدت كارتل ديزني في السابق، فإنني أجد نفسي ملزماً الآن بالوقوف إلى جانب الأخطبوط الذي يواجه التحدي. \r\n \r\n \r\n هذه هي اللحظة التي ينبغي فيها أن تُلقي شركة ديزني بكامل ثقلها المالي ضد مهاجميها هؤلاء، الذين يحتاجون إلى درس لا ينسونه في القانون الدستوري. وينبغي سوقهم إلى المحكمة على أساس خرقهم للتعديل الأول المعهود، الذي يبعث القشعريرة في الأجساد، بالإضافة إلى تقييدهم للتجارة وتدخلهم في حرية ممارستها «وفضلاً عن كل ما تقدم، دعونا الآن ولو لمرة واحدة ندخل إلى صلب الموضوع. ينبغي إلغاء الإعفاءات الضريبية على مداخيل جميع الكنائس من المعمدانيين إلى العلمولوجيين الذين لا يقلّون عنهم في نزوعهم. \r\n \r\n \r\n وطالما أن الكونغرس لن يتحرك أبداً، أصبح لزاماً أن تتحرك الجماهير الشعبية في جذورها وقواعدها لتعديل الدستور، حتى ولو لم يتضمّن التعديل الأول الأصلي شيئاً، ولا كلمة واحدة حول الإعفاءات الضريبية أو اية حقوق استثنائية أخرى، هذه حرب مفيدة ينبغي أن تشنّها شركة ديزني، على الرغم من أنني أدرك أن الشيء الوحيد الأكثر خوراً وجبناً من استديو الأفلام وشبكة التلفزيون، هو الخليط المتنافر الذي يجد نفسه مرغماً على التحرك في العلن، ولكن إذا لم تتحرك، ديزني فإن (15) مليون و(000,700) متشدداً أميركياً بل إنهم سينالون منا ويتسلطون علينا نحن الآخرين جميعاً. \r\n \r\n \r\n رسالة ينبغي إيصالها \r\n \r\n \r\n إنني اكتب هذه الرسالة قبل أن يتسنم السلطة رسمياً في أميركا الرجل الذي خسر انتخابات رئاسة الجمهورية سنة 2000، ونحن الآن نواجه وضعاً من نوع الوضع الذي كان سائداً في اليابان في القرن السابع عشر: ميكادو لا حول له ولا قوة، يحكمه ويوجّهه شوغون يشغل منصب نائب الرئيس ومستشاروه المحاربون من الپنتاغون. فهل هم يحلمون الآن، كما حلم (الشوغونات) في الأيام الخالية، بفتح الصين؟ اعتقد أننا سنعرف الجواب ليس في وقت بعيد، بل في وقت قريب. \r\n \r\n \r\n السيد الرئيس المنتخب، أرجو أن تتفضلوا بقبول خالص التهاني. ومثلي مثل الجميع، اتطلع بشوق للاستماع إلى خطاب توليتك للرئاسة. وكما ينبغي أن تكون قد علمت الآن، فإننا لم نشبع أبداً من خطاباتك في الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرجل الأفضل، كما يفعل دائماً في الجماعة التي وصفها أغنيو بعبارته الشهيرة «أعظم أمة في هذه البلاد». \r\n \r\n \r\n وفيما يتعلق بخطابك الأول لنا كرئيس للجمهورية، آمل أنك لا تشعر بالضيق إذا قمت بتقديم عدد قليل من المقترحات، كما اعتدت أن أفعل في الستينيات عندما كنت اقدّم عرضاً دورياً شاملاً لحالة الاتحاد في برنامج تلفزيوني طيب الذكر، كان ينظّمه ويديره ديکيد سَسْكِند. ويبدو لي للوهلة الأولى أن هذه البداية الجديدة قد تكون لحظة مناسبة للاعتراف باننا في الخمسين سنة الماضية كنا نشن ما يسميه المؤرخ شارلز أي. بيرد في عبارة بليغة بقوله: «حرباً لا تنتهي من أجل سلام لن يتحقق». \r\n \r\n \r\n سيدي الرئيس المنتخب، لدي انطباع بأن معظم الأميركيين يريدون أن نتحوّل اقتصادياً من الحرب إلى السلم. ومن الطبيعي أننا ما زلنا نريد أن نكون الطرف المتفوق والمهيمن. ونحن لا نريد أيضاً أن تُهدر أموال ضرائبنا على التأمين الصحي، لأن ذلك يعني الشيوعية التي نمقتها جميعاً بشدة. \r\n \r\n \r\n ولكننا نود أن يُنفق شطر من دولارات ضرائبنا على التعليم. هل تذكر ما قلته في حوارك الختامي مع منافسك في الترشيح للرئاسة، الذي أصبح الآن نخباً مستهلكاً ومنسياً؟ «التعليم هو المفتاح للألفية الجديدة». (والواقع، أنني وجدت عندما راجت ملاحظاتي ان المرشحين المتنافسين الأربعة قد قالوا ذلك جميعاً). \r\n \r\n \r\n وعلى كل حال، آن الأوان لكي نتخلّى عن دورنا الذي لا يحبذه أحد كشرطي عالمي، فنقوم كما نفعل حالياً بتخريب كولومبيا، وهي مصدر المخدرات الشيطانية، وفي الوقت نفسه نفرض حصاراً متشدداً على كوبا والعراق، وإلى وقت على صربيا أيضاً، يسميه العاملون في أجهزة الأمن والبوليس «الإقامة الجبرية». وهذا التدخل القسري في شئون الدول الأخرى هو عمل مكلف واحمق في وقت واحد. وكما اعتاد هنري كلاي أن يقول، من الأفضل أن نصلح ونرمم وطننا بتنفيذ «تحسينات داخلية». \r\n \r\n \r\n ولكن لكي تحقق ذلك فإن مهمتك الكبرى الأولى ستكون أن تكبح جماح أمراء الحرب في الپنتاغون وشركائهم في المؤامرة، من أعضاء مجلسي الكونغرس ومجالس الإدارة في الشركات الأميركية العملاقة. ومنذ أن انفرط عقد الاتحاد السوفييتي بطريقة منافية للروح الرياضية، في سعيه للوصول إلى الرأسمالية البدائية ودفاتر القيد المزدوج، بدأ أمراء الحرب لدينا يبذلون جهداً دائباً في البحث عن اعداء جدد بغية تبرير ميزانيتنا العسكرية التي تتزايد باستمرار. \r\n \r\n \r\n ومن الواضح أن هناك إرهاباً لا بد من محاربته. وهناك أيضاً الحرب على المخدرات، التي ينبغي أن نخوضها ولكن دون أن نكسبها أبداً ومع ذلك، وفي سياق هذه المحاولة الفاشلة فإن تدمير كولومبيا الذي يقترب بخطيً متسارعة وهو الذي كان ذات يوم بلداً ليبرالياً ينعم بالديموقراطية يبشّر بمتعة عظيمة لأمراء الحرب واجهزة الإعلام، وإن لم يكن كذلك بالنسبة للمواطنين الذين كانوا ينتمون ذات يوم إلى أمة سعيدة. ومؤخراً، تمّ الكشف عن خطر جديد واضح وماثل حالياً: \r\n \r\n \r\n الدول المارقة، أو «الدول الباعثة على القلق». وفي الوقت الراهن، يشمل ذلك كوريا الشمالية والعراق وإيران، بينما شُوهت سمعة مليار مسلم بإظهارهم في صورة شيطانية، بوصفهم متعصبين مهووسين لا يشغلهم شاغل سوى تدمير كل ما هو صالح في الأرض، الذي هو نحن لا سوانا. \r\n \r\n