وردت الإشارة لهذه المخاطر مع تقارير عن ان اليورانيوم الذي عثر عليه ضمن البرنامج النووي الليبي السابق، ربما يكون قد جرى الحصول عليه من كوريا الشمالية. ويبدو ان بوش يقر بان سياسته فاشلة، ولهذا السبب لم يعد يتحدث كثيرا حول كوريا الشمالية في الوقت الراهن ولنفس السبب ارسل مبعوثا لإجراء محادثات مع الزعيم الصيني هو جينتاو حول كيفية لجمها. \r\n السبب في الصعوبة التي يواجهها بوش في مناقشة مسألة كوريا الشمالية، هو انها لم تنتج أي سلاح نووي خلال فترتي الرئيس الاسبق كلينتون، (رغم ان كوريا الشمالية بدأت مسارا منفصلا وسريا لانتاج اسلحة يستخدم فيها اليورانيوم، فإنها لم تنتج هذه الاسلحة بعد لكنها ربما تنجح في انتاجها في نهاية الامر). وبالمقارنة، فإن ادارة بوش تقر الآن بان كوريا الشمالية استخلصت كميات من البلوتونيوم خلال العامين السابقين تكفي لانتاج ستة اسلحة نووية. \r\n لعله من الإنصاف القول ان شلل بوش الحالي بسبب صعوبة الخيارات الموجودة أمامه، فشن هجوما على المنشآت النووية في كوريا الشمالية، ربما كان خيارا في مطلع عقد التسعينات، لكننا اليوم لا نعرف أين تحتفظ باليورانيوم والبلوتونيوم، لذا فإن أية ضربة عسكرية ربما لا تحقق الكثير، بل من المحتمل ان تشعل حربا كورية جديدة. حاول بوش ملء الفراغ في هذه الجبهة بعقد محادثات بين ستة أطراف بمشاركة كوريا الشمالية نفسها، إلا ان هذه المساعي لم تحقق نجاحا. \r\n ترى، ما هو السبيل الناجح اذا؟ \r\n الخيار الآخر يتمثل في السبيل الذي اتبعه الرئيس الاسبق نيكسون مع الصين تحت زعامة ماو، أي فض الاشتباك والعمل على التوصل الى صفقة، يتخلى بموجبها كيم يونغ ايل عن برنامجه النووي مقابل علاقات سياسية واقتصادية مع المجتمع الدولي. وقد يؤدي ذلك الى ميزة وهي ان افضل وسيلة لاسقاط كيم، الزعيم المحبوب، ليس بالعزلة، ولكن بالاتصالات مع المجتمع الدولي. \r\n ويؤكد كتاب جديد حول كوريا الشمالية «تحت رعاية الزعيم الابوي» من تأليف برادلي مارتين، كيف امكن لتلك اللحظات القليلة التي اطلع فيها سكان كوريا الشمالية على العالم الخارجي، بالعمل في مخيمات قطع الاخشاب في روسيا او الرحلات السريعة للصين، في اضعاف حكم كيم. \r\n ويروي مارتين في كتابه قصة أحد مساعدي الزعيم المحبوب، قال لزوجته، وهو ثمل، عن غراميات رئيسه المحبوب. وصدمت الزوجة التي تؤمن ايمانا صادقا بالنظام الكوري الشمالي، فكتبت خطابا للقيادة للاحتجاج على مثل هذا السلوك غير الاخلاقي. \r\n وقد جيء بالمرأة أمام الزعيم المحبوب، فانتقدها بشدة أمام حشد وأمر باطلاق الرصاص عليها. وفي تلك اللحظة توسل زوجها بالسماح له بقتلها. ووافق كيم ممتنا وناوله بندقية لقتل زوجته. وهكذا فان هذا نظام لا يمارس التهديد فقط وانما الوحشية. ويحق لبوش أن يعامله باشمئزاز، ولكن سياسته لم تفعل سوى تقوية كيم والسماح له بتوسيع ترسانته النووية أضعافا. \r\n والخطر ان بوش سيكون لديه رد فعل على اخفاق سياسته في فترة ولايته الأولى عبر تبني خط أكثر تشددا في الأشهر المقبلة ساعيا الى عقوبات من مجلس الأمن (لن يحصل عليها)، وأخيرا فرض نوع من الحصار البحري. ولن ينتج عن ذلك سوى تقوية قبضة كيم على السلطة فضلا عن المغامرة بحرب في شبه الجزيرة الكورية. وتكهنت دراسة أعدتها وزارة الدفاع في التسعينات من أن مثل هذه الحرب يمكن أن تؤدي الى مصرع مليون شخص. \r\n وبايجاز فان سوء معالجتنا لقضية كوريا الشمالية كانت مروعة، وقد تصبح أسوأ قريبا. \r\n * خدمة نيويورك تايمز \r\n