وعلى الرغم من ذلك‚ لا تعتبر فترة الثمانية اشهر بالفترة الطويلة على الجدول الزمني الذي شهد أحداثا كثيرة هامة‚ وينظر البعض الى الاحداث التي وقعت منذ ثمانية اشهر على انها أحداث جديدة في معظم أنحاء العالم‚ وفي المقابل‚ يبدو أن فترة الثمانية اشهر المنقضية أصبحت بمثابة تاريخ قديم في واشنطن‚ \r\n \r\n ولكن ما هي المبررات التي وقفت وراء ترشيح (ألبرتو غونزاليس)‚ الذي اشرف على صياغة مذكرة التعذيب التي صدرت في عام 2002‚ لمنصب وزير العدل الاميركي؟‚ وكان معظم أفراد الشعب الاميركي وأعضاء الحزب الجمهوري قد أفاقوا منذ ثمانية اشهر على هول الكارثة الاخلاقية التي وقعت في سجن ابوغريب في اعقاب نشر الصور التي أظهرت الانتهاكات اللا اخلاقية التي وقعت بحق المعتقلين العراقيين‚ \r\n \r\n واذا كانت هذه الصور لم تذهب بعيدا‚ فان المنظومة الاخلاقية التي أدت لحدوث فضيحة ابو غريب لم تذهب بعيدا هي الاخرى‚ وقد أجبرت الدعاوى القضائية التي رفعتها بعض المنظمات الحقوقية ضد مسؤولي الادارة الاميركية المسؤولين على نشر آلاف الصفحات من الوثائق التي أظهرت حدوث انتهاكات بحق المعتقلين في قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية قبل وقت طويل من نشر صور انتهاكات سجن ابو غريب‚ وقد اكدت هذه الوثائق على ان تلك الانتهاكات استمرت لوقت طويل‚ \r\n \r\n وعلى الرغم من امكانية تحميل عدد كبير من الافراد بعض المسؤولية عن وقوع هذه الانتهاكات‚ فان الجزء الاكبر من المسؤولية يتحمله البرتو غونزاليس الى جانب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي‚ لان غونزاليس هو الشخص الذي قاد جولة المناقشات داخل الادارة الاميركية بشأن مدى مشروعية تعذيب المعتقلين‚ وذلك فضلا عن الايضاحات التي قدمها للرئيس بوش والتي أكد فيها بان بنود اتفافية جنيف لمعاملة الاسرى لا تنطبق على الاشخاص الذين اعتقلوا في افغانستان‚ \r\n \r\n وساعد غونزاليس ايضا في صياغة اسوأ القرارات التي اتخذتها الادارة الاميركية فيما يتعلق بالشؤون الداخلية‚ ومن بين اهم هذه القرارات القرار الذي يقضى باحتجاز المعتقلين الاميركيين جوزيه باديلا وياسر عصام حمادي لفترة غير محددة مع حرمانهم من توكيل محامين للدفاع عنهم‚ \r\n \r\n ومن خلال تعيينه لغونزاليس في ادارته‚ أثبت الرئيس بوش انه لم يبال بالانحرافات الاخلاقية التي وقعت في سجن ابو غريب اضافة الى عدم تمكنه من فهم طبيعة الصراع الدولي الذي يخوضه‚ ذلك ان الاسلام اصبح بمثابة فكرة وعقيدة يستعد بعض الافراد للموت من اجلها‚ \r\n \r\n وتحتاج الولاياتالمتحدة ليس فقط الى عرض انظمة اسلحتها المتقدمة في حربها ضد هذه الجماعات المتشددة ولكنها تحتاج ايضا الى ان تثبت للدول الاسلامية ان القيم الديمقراطية التي تصطبغ بالصبغة الاسلامية المعتدلة سوف تمنح هذه الدول حياة افضل‚ وكانت الحرب الباردة قد انتهت بسبب توق دول اوروبا الشرقية للانضمام الى دول الغرب الاوروبي‚ وسوف تنتهي الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة على الارهاب عندما يتخلى المسلمون المعتدلون عن الجماعات المتطرفة وينضموا الينا‚ ولن تقدم تلك الفئة على اتخاذ هذه الخطوة اذا كان نظامنا يدعم الاشخاص الذين يوظفون الحجج القانونية في انتهاك حقوق الانسان‚ \r\n \r\n وإذا شئنا الحقيقة‚ فإن اي شخص يرغب في ان تلعب الولاياتالمتحدة دورا فاعلا في تعزيز الممارسة الديمقراطية ودعم حقوق الانسان حول العالم يجب ان يعارض تعيين البرتو غونزاليس لشغل منصب وزير العدل على خلفية النصائح القانونية السيئة التي قدمها للرئيس بوش والتى أدت الى وقوع الانتهاكات الاخلاقية في سجن ابو غريب و معتقل غوانتانامو‚ \r\n