\r\n في مستهل السنة الخامسة للانتفاضة، يئست الاسرة الدولية من النزف الاسرائيلي - الفلسطيني ووضعت الملف في جارور النزاعات العضال، مثل كشمير، خسارة استثمار الطاقة فيه، وتبدد الكليشية في أن الهدوء في الاراضي المقدسة مهم للحفاظ على الاستقرار الاقليمي واسعار النفط، الانظمة في الدول العربية بقيت على قيد الحياة جيدا على الرغم من الاحتلال الاسرائيلي للمناطق والاحتلال الاميركي للعراق، وبالمقابل انهار الاجماع الاسرائيلي في أنه من المهم الانتصار بسرعة في الحرب قبل ان تفرض القوى العظمى علينا وقف النار في صالح العرب فالقوى العظمى لم تعد تكترث. \r\n \r\n في مستهل السنة الخامسة للانتفاضة، تُحدّث اسرائيل اهدافاً في حربها غاية «تصفية الارهاب» نسيت؛ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يعد بأن (الارهاب) سيتواصل في كل الاحوال، وتبددت ايضا الامال في «حسم الوعي» في المواجهة؛ والفلسطينيون يواصلون نهجهم، والان تصارع اسرائيل في سبيل غايات اقليمية. \r\n \r\n وليست نفسية: ضم «الكتل الاستيطانية» في الضفة الغربية والسيطرة بعيدة السنين في غور الاردن، لهذا الغرض رمت جدار الفصل، خطة فك الارتباط عن غزة وتحطيم السيادة الفلسطينية، يوجد لذلك اجماع سياسي واسع، والفجوة بين المعسكرات تتقلص الى مسألة مصير المستوطنات خلف الجدار شارون يعد بالاحتفاظ بها «حتى التسوية»، وايهود باراك سيقترح اخلاءها، مقابل ربط ارييل بالجدار. \r\n \r\n في مستهل السنة الخامسة للانتفاضة، الحكومة وجهاز الامن يواصلان الانشغال كالفكرة المتسلطة بياسر عرفات العميد مايك هيرتسون، حتى وقت اخير مضى السكرتير العسكري لوزير الدفاع، كتب في ورقة موقف «لمعهد واشنطن»: «مسألة اليوم هي ما العمل مع عرفات، ولما ابقى على قدرته على الافساد، فان معظم المراقبين يؤمنون بأن تجاهله لن يلغي المشكلة». \r\n \r\n تقرير المخابرات الاسرائيلية عن أربع سنوات المواجهة، الذي نشر مؤخرا، يكرر الادعاءات بأن عرفات «أقر التمويل المالي لنشطاء التنظيم مع العلم انها ستستخدم لعمليات ضد مواطنين اسرائيليين»، المخابرات تكشف عن مصادرها: «التحقيقات مع كبار مسئولي فتح، مروان البرغوثي، ناصر عويس، ناصر ابو حميد وأحمد البرغوثي»، كُتّاب التقرير لم يذكروا ان الاربعة قد اعتقلوا قبل اكثر من سنتين ومنذئذ على ما يبدو لم تجمع ادلة جديدة ضد الرئيس. \r\n \r\n على الرغم من الصياغة الغامضة وشح المعلومات الاستخبارية، فقد حقق الصراع ضد عرفات بعض النتائج: «شارون لم يتمكن من تحويله الى غير ذي صلة، ولكن تمكن من تحويله الى غير ذي شراكة»، يقول أحد قادة اليسار الاسرائيلي، وهكذا فقد ربح شارون مرتين، في شل الضغوط الخارجية لاستئناف المفاوضات وفي تحطيم المعارضة الداخلية من اليسار التي تبقت دون علم على حد سواء. \r\n \r\n في مستهل السنة الخامسة للانتفاضة، عادت المبادرة الى يد اسرائيل في المراحل السابقة قاد الفلسطينيون المواجهة وجرى القتال في الباصات وفي المقاهي في اسرائيل واعترفت الاسرة الدولية بالانجاز العسكري الفلسطيني وتبنت رؤية الدولة الفلسطينية، في السنة الرابعة، في خليط من الخطوات العسكرية (الجدار والاغتيالات) والمبادرة السياسية (فك الارتباط)، وبمعونة مصادر خارجية (غرق الاميركيون في العراق). \r\n \r\n تمكن شارون من ان يشطب عن جدول الاعمال الدولي الاستقلال الفلسطيني وتوسيع المستوطنات في الضفة اذن ماذا اذا صرح في العام 2003 بأن الدولة الفلسطينية هي مصلحة اسرائيلية ووعد بتجميد البناء في المستوطنات وتفكيك المواقع الاستيطانية الان، حيال وابل صواريخ القسام على سديروت، ومعارضة المستوطنين لخطة فك الارتباط، ستقف قيد الاختبار قدرته على الابقاء على مبادرته وتصدر المواجهة بالنقاط حتى لعامها السادس ايضا. \r\n \r\n