كما عُلم ان شارون أمر بإبعاد قواعد اطلاق القسام الى خارج مدى إصابة التجمعات السكانية المجاورة للخط الاخضر. لنفترض ان القوات الاسرائيلية ستنجح في مهمتها، وان يترافق الانسحاب من غزة بألحان معزوفات الجيش الاسرائيلي، فما الذي سيقوله موفاز لسكان سدروت اذا عاد صوت الصواريخ المدوي لإخافتهم في الليالي بعيد الانسحاب؟ ماذا سيفعل ارييل شارون اذا نفذت حماس تهديدها بقصف عسقلان بعد شهر أو سنة؟. \r\n \r\n من الممكن القول انهم أخافونا ايضا عشية الانسحاب من جنوب لبنان عندما قالوا ان حزب الله لن يدع سكان الشمال ينامون في أسرتهم، وربما سيؤدي رحيل اسرائيل عن القطاع الى جلب الهدوء الى التجمعات السكانية الجنوبية. المقارنة على هذا النحو غير ذات صلة لان فك الارتباط ليس مشابها للانسحاب من جنوب لبنان بالمرة. مجرد استخدام مصطلح «فك الارتباط» مقابل «الانسحاب» يشير الى الفرق الجوهري بين الأمرين. \r\n \r\n مع انسحاب اسرائيل الى الخط الدولي في الشمال انتقلت السيطرة رسميا الى حكومة لبنان والى سوريا عمليا. خط الحدود رسّم بواسطة الاممالمتحدة الامر الذي حول الانسحاب من لبنان من وجهة نظر الأسرة الدولية الى نهاية للصراع الاقليمي بين اسرائيل ولبنان. \r\n \r\n اذا كان هناك مكان للمقارنة بين المكانين، ففك الارتباط عن غزة يشبه الانسحاب أحادي الجانب الى خط نهر الأولي في سبتمبر 1983 أو الانتشار في «المنطقة الأمنية» الذي استكمل في يونيو 1985. هذه الانسحابات الجزئية من اراض لبنانية محتلة كرست سفك الدماء على الحدود الشمالية. الفلسطينيون مثل الأسرة الدولية - ومثل المستوطنين - يتعاملون مع الضفة الغربيةوغزة كوحدة واحدة. لا يوجد أي تلميح يشير الى ان فك الارتباط الجزئي يبشر بالانسحاب التام من الضفة في المستقبل المنظور. \r\n \r\n شارون نفسه أكد في مقابلاته الصحافية عشية رأس السنة ان خطة فك الارتباط لم تهدف الى إحياء عملية السلام وانما لدفن خريطة الطريق. وعليه لا يوجد أي مؤشر بأن هذه الخطوة ستوقف إراقة الدماء في الجنوب ولا في وسط البلاد وعلى وجه التأكيد. تقرير أعده خبراء «مجموعة الكوارث الدولية» حول الضفة، برئاسة روب مالي الذي كان عضوا في الطاقم الاميركي في كامب ديفيد، يتحدث عن جهاز سياسي مفسخ وعلى شفا الانهيار وغير قادر على اتخاذ القرارات الأساسية الأولية بصدد الرد المطلوب على خريطة الطريق. \r\n \r\n التقرير يتحدث عن حكم مركزي بلا قدرة و/ أو دافعية لفرض النظام في غزة والبرهنة للعالم من خلال ذلك على وجود طرف لفك الارتباط عنه. الحلول التي يقترحها معدو التقرير على شفا الهاوية موجهة لكل الأطراف. السلطة الفلسطينية (أي ياسر عرفات) مدعوة لاستكمال الاصلاح السلطوي وتعيين قادة نظيفين من الفساد، واجراء مفاوضات حثيثة بين المجموعات السياسية حول ايقاف العمليات العنيفة ضد الأهداف المدنية، واجراء انتخابات للرئاسة والمجلس التشريعي والسلطات المحلية خلال هذه السنة. \r\n \r\n حكومة اسرائيل مطالبة في هذا التقرير بالتوقف عن العمليات العسكرية في المدن الفلسطينية، وتقليص القيود المفروضة على السكان المدنيين، واجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية بهدف إلغاء حظر حمل السلاح بيد الشرطة الفلسطينية، وإفساح المجال أمام اجراء انتخابات في المناطق مع الانسحاب من المدن. \r\n \r\n حتى تنجح عملية الإنعاش هذه بصورة جيدة هناك دعوة للرباعية الدولية «الكفارتت» بأن تنفض الغبار عن خريطة الطريق الهادفة الى اجراء مفاوضات حول التسوية الدائمة حسب مبدأ الدولتين لشعبين. الى جانب ذلك يتوجب على الرباعية ان تضغط على الجانبين حتى يتوقفا عن العنف وعن الخطوات أحادية الجانب. البديل لهذه العملية الشمولية هو حالة فوضى مطبقة. سدروت لن تكون وحدها. \r\n \r\n