ولكن عندما زار قائد قوة من المارينز مسؤولة عن المنطقة، مركز الشرطة هذا الشهر، وجد 6 من افراد الحرس الوطني يرتدون ملابس متسخة، ولم يكن أي منهم يقوم بأعمال الدورية. كما ان الضابط العراقي المسؤول عنهم لم يكن موجودا. كما اكتشف ان قوات المارينز وضعت اسلحتهم في المخازن بعدما نسف واحد من افراد الحرس قنبلة داخل المركز. \r\n ويؤكد ضعف الوحدة طبيعة الاخطاء التي ارتكبتها القيادات المدنية والعسكرية خلال حكم سلطات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة منذ اكثر من 15 شهرا، التي تعرقل الجهود الاميركية لمواجهة التمرد واعادة بناء الاقتصاد ونظام الحكم في البلاد. وقد اصبح التغلب على هذه الاخطاء التحدي الرئيسي الذي يواجه الولاياتالمتحدة في العراق، بعد ثلاثة اشهر من نقل السلطة الى حكومة مؤقتة. وكان لهذه الاخطاء تأثير اساسي في كل جوانب الاجندة الاميركية هنا، مثل تأمين المدن التي يسيطر عليها المتمردون وعقد انتخابات في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، والاسراع بمشاريع اعادة البناء. وفي كل جانب من هذه الجوانب، فإن الاخطاء التي ارتكبت في الماضي تسبب في صعوبة تطبيق الاهداف الاميركية واهداف الحكومة المؤقتة. \r\n ولم يكن الحرس في الصقلاوية، الذين اتوا من مدينة الفلوجة القريبة، بهذه الصورة دائما. ففي اوائل العام الحالي، حظيت كتيبتهم بمديح من القوات الاميركية لصد هجمات المتمردين على مكتب رئيس بلدية المدينة ومقر الشرطة في المدينة. وقد انهارت الكتيبة في شهر ابريل (نيسان) الماضي، بسبب اوامر من البيت الابيض والبنتاغون بحصار قوات المارينز للفلوجة وهو قرار يعتبره كبار ضباط المارينز الان كان خطأ كبيرا. ومع تقدم المارينز نحو المدينة، اصبح رجال الحرس الوطني في موقف صعب; اما الهرب او الانضمام الى المارينز في قتال جيرانهم العراقيين. وفضلوا الخيار الاول. \r\n وعندما صدرت الاوامر بانسحاب المارينز من المدينة وتسليم مسؤوليات الامن الى لواء من جنود الجيش السابق، وقع خطأ اخر، إذ عاد الحرس الوطني الي العمل، وتولوا حراسة نقاط التفتيش وتنفيذ دوريات مع الجنود السابقين، الذين اطلقوا على انفسهم اسم لواء الفلوجة. \r\n غير ان تحالف المتمردين المحليين والمسلحين الاجانب اضعف قوة لواء الفلوجة وكتيبتي الحرس الوطني في المدينة. وتحاول قوات المارينز الان اعادة تشكيل الكتيبتين في المدينة، وقاموا بتوزيع القوات في مناطق مثل الصقلاوية، وهو ما فعلته الفرقة 82 الجوالة جوا التابعة للجيش قبل عام. \r\n وفي محاولة لتأكيد الانضباط، تتم اعادة رجال الحرس الوطني الذين يحضرون للعمل بدون الزي العسكري وبدون اوراق الهوية الى بيوتهم بدون اجر. \r\n وقال الكولونيل غريغ اولسون، قائد الكتيبة الثانية للملازم العراقي وسام حميد «سيحصل الجنود الذين يؤدون الخدمة على اجر، وستجري رعايتهم». وبعد ترجمة تعليق اوسلون. هز حميد رأسه بالموافقة ولكن تعبيرات وجهه كشفت عن عدم موافقته. وقال «هناك حرب. والناس تخشى الحضور للعمل». وفي الوقت ذاته فإن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كاسي ورئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي يرغبان في القضاء على التمرد في الفلوجة وسامراء والرمادي وغيرها من المدن ذات الاغلبية السنية. ولكن الرجلين يريدان مشاركة نسبة كبيرة من القوات العراقية في هذه العمليات. ولكن مع وجود 6 كتائب في الجيش العراقي فقط ثلاث منها موجودة في مدينة النجف يوجد عدد قليل من الجنود لتنفيذ تلك العمليات. \r\n وقال كبار القادة العسكريين في العراق انهم ينوون شن هجمات ضد معاقل المتمردين في المثلث السني قبل نهاية العام لاتاحة الفرصة للشرطة العراقية وقوات الحرس الوطني لاعادة سيطرتها. ولكن الانتظار لاستكمال تدريب القوات العراقية لاجراء تلك العمليات يعني انها ستنفذ في وقت قريب من الانتخابات العامة التي ستجري في شهر يناير.ومن بين الاماكن المطلوب تأمينها مدينة الصدر. \r\n وقد اشتكى الدبلوماسيون والقيادات العسكرية الاميركية، في لقاءات خاصة من انه كان من الممكن التعامل مع ميليشيا الصدر في المراحل الاولي من الاحتلال، عندما ظهرت اتهامات بأنه اصدر اوامره بقتل رجل دين منافس. وفي الوقت ذاته كان عدد ميليشيا الصدر لا يزيد على اكثر من عدة مئات من الشباب المسلح. واليوم يعتقد ان عدد افراد الميليشيا يصل الي الاف من المسلحين وان ترسانته تشمل قذائف هاون وآر بي جي. وعندما انتهكت ميليشيا الصدر اتفاقية في اواخر شهر يوليو (تموز) بالهجوم على مركز للشرطة هنا، كان رد فعل القوات الاميركية سريعا وحادا، واجبر الصدر في النهاية على سحب ميليشياته من المراقد الشيعية طبقا لاتفاق توصل اليه آية الله العظمى علي السيستاني. وكان من ضمن شروط الاتفاق حلول قوات عراقية محل قوات اميركية. ونتيجة لذلك انتشرت في المدينة 6 كتائب تابعة للجيش هناك، مما يجعل من الصعب على القوات الاميركية شن هجوم مشترك ضد ميليشيا الصدر في مدينة الصدر. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب «الشرق الأوسط»