\r\n في كل يوم تقريباً، وفي خطب الحملة الانتخابية، يتحدث بوش بتبجح حول كيف انه «يكسب» في الحرب، وقد تبجح يوم الثلاثاء امام مؤتمر الحرس الوطني قائلاً «ان استراتيجيتنا تنجح». \r\n لكن وفقاً لاستراتيجيي الجيش الاميركي البارزين والجنرالات المتقاعدين الكبار، فإن حرب بوش خاسرة فعلاً، فقد قال لي الجنرال المتقاعد وليم اودوم، الرئيس السابق لوكالة الامن الوطني: لم يجد بوش اسلحة الدمار الشامل، او القاعدة والاسوأ من ذلك انه خسر على تلك الجبهة .. وهل يسعى الى تحقيق ديمقراطية هناك؟ ذلك الهدف تبخر ايضاً. وفي الوقت الحاضر، فاننا نحقق غايات بن لادن بالمسار الذي ننهجه. \r\n وقال لي الجنرال المتقاعد جوزيف هوري قائد المارينز السابق ورئيس القيادة المركزية الاميركية «ان الفكرة بأن الامور تجري حسبما خطط هؤلاء الرجال فكرة مضحكة. ليس هنالك اي خيارات جيدة اننا نشن حملة كما لو كنا نشنها في «ايوا»، بلا احساس في الحقائق على الارض، انه امر غير واقعي ابداً بالنسبة لأي شخص يعرف ذلك الجزء من العالم، فالاولويات جميعها خاطئة». \r\n قال جيفري ريكورد، استاذ الاستراتيجية في كلية الحرب الجوية: «لا ارى اي بصيص من الضوء ابداً يلوح في الافق، فقد اصبحت اسوأ حالة حقيقة واقعة، وليس هنالك اي شبه بين الوضع في العراق والمزايا التي جنيناها بعد الحرب العالمية الثانية في المانيا واليابان. \r\n و قال اندرو تيربل، وهو استاذ في معهد الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب العسكرية وكبير الخبراء هناك حول العراق: «انني لا اعتقد انك تستطيع القضاء على العصيان». \r\n ووفقاً لتيريل فان العصيان المناهض لاميركا - والذي يتركز على المثلث السني والذي يسيطر على عدة مدن وبلدات بما فيها الفلوجة - آخذ في الاتساع وهو يصبح اكثر قدرة كنتيجة للسياسة الاميركية. \r\n قال لي تيريل: اننا نواجه مجموعات متمردة متزايدة وناضجة، ونحن نشهد هجمات عسكرية اكبر واكثر تنسيقاً، وهم يصبحون افضل واكثر صقلاً، فالفكرة ان هنالك عدداً معيناً من المقاتلين وعندما يموتون جميعاً يمكننا ان نخرج، فكرة خاطئة، وقد اظهر التمرد قدرة على تجديد نفسه لأن هنالك اناساً يرغبون في ملء صفوف الذين يموتون. كما ان الثقافة السياسية اكثر عداء للتواجد الاميركي، وكلما بقينا يزداد تمسكهم بذلك الرأي». \r\n بعد قتل اربعة مقاولين اميركيين في الفلوجة قام جنود المارينز بمحاصرة المدينة لمدة ثلاثة اسابيع، في شهر نيسان، وكان ذلك حدثاً هاماً بالنسبة للمقاتلين، وهنا يقول الجنرال هوري: اعتقد ان الرئيس امر بالهجوم على الفلوجة وقد سألت جنرال مارينز بثلاثة نجوم، والذي اعطى الامر بالتوجه الى الفلوجة، ولم يشأ ان يخبرني واستنتجت ان الامر جاء مباشرة من البيت الابيض. \r\n وبعد ان تم الغاء الامر فجأة واحرز الراديكاليون الاسلاميون السيطرة على المدينة واستخدموها كقاعدة. \r\n قال تيريل: اذا كنت مسلماً ووقع مجتمعك تحت الاحتلال من قبل قوة غير اسلامية فانه يصبح متطلباً دينياً ان تقاوم الاحتلال، فمعظم العراقيين يعتبروننا قوة احتلال وليس قوة تحرير. \r\n قال ريكورد: انني لا ارى اي مخرج وقد انزلقنا في تلك الطريق من قبل، انها تسمى «الفتنمة» كما ان الفكرة بأنه سيكون لدينا قوة عراقية مدربة لالحاق الهزيمة بالعدو الذي لا نستطيع هزيمته فكرة تتجاوز الخيال، فافراد هذه القوة سوف تتلطخ سمعتهم بالارتباط مع المحتل الاجنبي، وفي الحقيقة، انه كان لدينا وقت واموال في بناء الدولة في فيتنام اكثر من العراق. \r\n قال الجنرال اودوم: ان الوضع في العراق اكثر فداحة منه في فيتنام فلم يكن هنالك مثل هذه الاشياء الاستراتيجية المعرضة للخطر مع اننا في كلتا الحالتين مضينا قدماً وبلا عقل، بالحرب التي لم تكن بناءة للاهداف الاميركية، لكننا الآن في منطقة اكثر قابلية للاشتعال، كما اننا في وضع اسوأ بكثير مع حلفائنا. \r\n يعتقد تيريل ان اي هجوم عسكري اميركي مستدام ضد المناطق التي لم ندخلها يمكن ان يصبح اكثر جدلية حتى ان افراد الحكومة العراقية سيشعرون بالاضطرار للاستقالة. \r\n لذلك، فان اي محاولة نحو حل عسكري يمكن ان يدمر ما تبقى من شرعية سياسية. \r\n ويقول تيريل: اذا رحلنا ولم تحدث اي حرب اهلية فان ذلك يشكل انتصاراً. \r\n يعتقد الجنرال هوري من المعلومات التي يتلقاها ان «قراراً قد اتخذ» لمهاجمة الفلوجة «بعد اول ثلاثاء في تشرين الثاني، وهذا هو الجزء الذي يثير التشكك فيه بعد الانتخابات، فكل المؤشرات موجودة». \r\n يقول هوري: يمكنك ان تمسح المدينة عن وجه الارض، ويمكن للقوات العسكرية الاميركية ان تسود، ويمكن ان تكون الخسائر عالية، لكن لن يكون هنالك نتائج حاسمة تمس المسلحين، فقيادتهم يمكن ان تهرب ويقع المدنيون في الوسط. انني اكره عبارة الاضرار غير المقصودة، وقد تحدثوا عن الرقص في الشارع، منارة للديمقراطية. \r\n قال الجنرال اودوم ان التوتر بين حكومة بوش وكبار الضباط العسكريين حول العراق كان اسوأ مما شهدته اي حكومة سابقة، بما في ذلك حول فيتنام. \r\n ويقول الجنرال اودوم: انني لم اشهد مثل هذا الوضع السيء بين مكتب وزير الدفاع والجيش، فهنالك اغلبية كبيرة تعتقد ان هذا الوضع كارثة، اما الطرفان اللذان استفادت مصالحهما منهما ايران والقاعدة، حيث يمكن لابن لادن ان يقول بحجة قوية ان دخولنا الى العراق يساوي دخول الالمان الى ستالينغراد، فقد هزموا انفسهم بالتدفق اليها، وكانت مأساة. \r\n \r\n مستشار سابق للرئيس كلينتون \r\n الغارديان \r\n