\r\n لا تزال سوريا تعيش في ظل العقوبات الاميركية التي فرضت عليها في 1979 وتدرك واشنطن جيدا ان قدرتها على فرض العقوبات ضد سوريا محدودة‚ \r\n \r\n وتحتفظ سوريا بالكثير من الاوراق يمكن ان تلعب بها للتأثير على المصالح الاميركية في العراق‚ \r\n \r\n واخيرا وليس آخرا استغرقت ادارة بوش زمنا طويلا قدره خمسة أشهر من اجل فرض العقوبات بعد اصدارها عددا لا يحصى من التحذيرات الزائفة‚ \r\n \r\n وهذا يوضح عدم وجود اتفاق في واشنطن على الطريق الصحيح الذي يجب المضي فيه للتعامل مع سوريا‚ \r\n \r\n قرار بوش بفرض العقوبات يتضمن حظر الصادرات الاميركية الى سوريا- غير الغذاء والدواء- وحظر رحلات الطيران السورية الى اميركا وهي غير موجودة اصلا‚ \r\n \r\n وبعيدا عن قرار العقوبات اعلن بوش ان سوريا بلد داعم للارهاب وتسعى للحصول على اسلحة الدمار الشامل وتدعم الانشطة الساعية لتقويض الجهود الاميركية في العراق مما يشكل «تهديدا» غير عادي واستثنائيا للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n ان الاعلان عن وجود خطر يمس الولاياتالمتحدة يسمح للرؤساء الاميركيين باختيار عدد من الاجراءات التشريعية سيكون لها بالتأكيد اسنان ضد سوريا‚ \r\n \r\n حتى الآن فإن الاهم يتعلق باستخدام المادة 311 من القانون الوطني المتعلق بغسل الاموال فقد اصدر بوش تعليماته لوزارة المالية لتقرير فيما اذا كان البنك التجاري السوري المملوك للدولة والاكبر في سوريا يتعامل بغسيل الاموال على ان يتم ذلك خلال فترة لا تتجاوز 30 يوما‚ \r\n \r\n ان هذا الاجراء سيكون له تأثير كبير على التجارة الدولية مع سوريا وسيعقد اجراءات الشركات الاجنبية التي تعمل بموجب عقود بالدولار مع الحكومة السورية‚ \r\n \r\n ومن اجل الالتفاف حول هذا الاجراء فانه من المحتمل ان تحول سوريا عقودها الى اليورو او بكل بساطة استخدام البنوك السورية الخاصة الجديدة التي لا تخضع للعقوبات واذا ما اخذنا شيوع الدولار في سوريا واستخدامه كعملة اساسية لتثبيت الليرة السورية فإن معظم الاشياء الاقتصادية ستصبح اكثر صعوبة واكثر غلاء‚ \r\n \r\n الشيء الحقيقي غير المعروف في اعلان بوش كان استخدامه لقانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية الذي يسمح للادارة بتجميد موجودات تخص افرادا سوريين والشركات التابعة للدولة الموجودة في الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n ما يعني ذلك بالضبط للسوريين لا يزال غير واضح ولكن هذا الاجراء بحد ذاته هو عصا ثانية تلوح بها واشنطن لعقاب السوريين واسرهم والذين سيصبحون ضحايا لتقاطعات في مصالح بلادهم مع اميركا فيما يتعلق بالارهاب ولبنان وأسلحة الدمار الشامل والعراق‚ \r\n \r\n نقطة واحدة اوضحها بوش ان «سلوك دمشق هو الذي سيحدد الفترة الزمنية‚‚ والمدى الذي ستفرض فيه العقوبات» فإذا ما حققت سوريا نتائج جيدة في القضايا مدار الخلاف مع اميركا فان بوش وعد ان الولاياتالمتحدة «سترد بايجابية»‚ ان الامر الذي اصدره بوش بتنفيذ العقوبات والذي وافق صدوره الاحداث الاخيرة في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة من غير المحتمل ان يشجع دمشق على قبول عرض بوش «بالانضمام للدول التي الزمت نفسها بالاصلاحات السياسية والاقتصادية وهو قرار سينتفع به الشعب السوري»‚ \r\n \r\n ان مثل هذا البيان يوضح ان التطورات في عملية الاصلاح في سوريا سترتبط الآن بصورة مباشرة بكيفية تنفيذ العقوبات الاميركية او رفعها‚ \r\n \r\n فالدولة السورية لن تمضي في طريق الاصلاح تحت تهديد البندقية وسيكون اكثر المتضررين هو الشعب السوري الذي يأمل في ان تخطو بلاده على طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والا تكون ضحية للفشل الاميركي في التعامل بفاعلية وواقعية مع أعراض وأصل الارهاب في المنطقة‚ \r\n