\r\n \r\n في غضون ايام قليلة صار الوضع وكأن «صقورا» عديدة مؤيدة للحرب بدأت تشعر بالشك ليس فقط في جدوى الحرب ضد صدام حسين بل وفي كفاءة ومصداقية الرئيس بوش نفسه لم تقتصر هذه الظاهرة على نيويورك تايمز بل ما لبثت ان استحوذت على صفوف المحافظين بل وحتى على المحافظين الجدد الاكثر دفاعا عن الحرب، ففي الاسبوع الماضي وفي قلب الاعلان عن فضائح التعذيب في سجن ابو غريب تساءل الصحافي المحافظ اندريو سوليفان صاحب العمود المقروء جدا في واشنطن، تساءل لاول مرة عن «المبررات الاخلاقية» لهذه الحرب، لكن سيلا جارفا من الرسائل الالكترونية ما لبث ان انهال عليه طالبا منه ان يحتفظ بشكوكه لنفسه! \r\n \r\n فما ان انتشرت فضائح التعذيب الذي مارسه الجنود الاميركيون حتى اضحت هذه الجرائم الحمّامَ الكاشف لصورة فشل بوش في ادارة «انتصاره» في العراق. واذا كان مناصرو الحرب لا يشككون بالضرورة في دوافع الهجوم على بغداد فانهم لا يخفون اختلاط الامور عليهم امام تدهور الوضع على ساحة الاحداث. فها هو كنيت بولاك الخبير في شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة «بروكينغ» ومؤلف الكتاب الداعي للحرب يعبر اليوم عن اسفه «للاعداد غير الكافي لمرحلة ما بعد الحرب» حيث يضيف قائلا «من الواضح جدا ان الذين كلفوا بالتخطيط لما بعد الحرب لم يؤدوا عملهم «000» ونحن نعاني دوما من اخطائهم». \r\n فالرئيس بوش الذي يواجه اليوم مقاومة شيعية متصاعدة ويجد نفسه امام آجال لانتقال السلطة لا تعدنا الا بمزيد من الفوضى العارمة هذا الرئيس الذي تهزه اليوم فضيحة التعذيب يظهر كرئيس لم يعد قادرا على التحكم في الاحداث ميدانيا «ان الكثير من الناس الذين لم يدركوا ولم يقدروا ما يجري في العراق حقا فهموا اخيرا عبر صور التعذيب المنشورة في الصحف ان التحكم العسكري في البلاد وحده تصور لا طائل من ورائه» هكذا يقول كريغ مورفي استاذ العلاقات الدولية في «وليسلي كوليج» حيث يضيف في هذا السياق «ان هذه الصور تنبىء بالفوضى الكاملة وبنقص فادح في الانضباط والصرامة العسكرية». \r\n اكثر من ذلك لم يتردد اكثر المناصرين لبوش في التعبير بصوت عال عما يفكرون به في صمت منذ بعض الوقت «نحن على وشك ان نخسر الحرب ان لم نكن قد خسرناها فعلا » هكذا قالت في ايجاز المجلة المحافظة «ويكلي سنتدارت». وها هو رئيس تحريرها المحافظ الجديد بيل كريستول يناشد في العدد الصادر اليوم «مستأجر» البيت الابيض باتخاذ المزيد من الاجراءات الراديكالية، «ارسال خمسين رجلا اضافياً الى العراق من اجل كسب الحرب. او تنظيم انتخابات لتعيين حكومة عراقية ابتداء من شهر ايلول القادم دون انتظار شهر كانون الثاني 2005 . \r\n لاول مرة تحدث وزير الخارجية كولن باول عن امكانية انسحاب اميركي «ان طلب العراقيون منا ذلك». \r\n وحتى باول ولفويتز نائب وزير الدفاع ذلك الصقر الآخر المعروف لم يعد يضع في الصدارة مخططاته السياسية الكبرى حول التغيير الديمقراطي في الشرق الاوسط. \r\n وفي هذا الشأن يخلص كريع مورفي الى القول «فحتى وان كان البعض في الادارة الاميركية لا يزالون يعلقون الامل على النموذج العراقي في المنطقة فلا احد في الكونغرس او في الرأي العام يؤمن بذلك الحلم حقا» ولا شك ان رأي المواطن الاميركي العادي هو الذي سيحسب له الف حساب ساعة الانتخابات». \r\n \r\n «ليبراسيون» \r\n