يقول نجيب النعيمي, وزير العدل السابق في قطر الذي يتوكل حاليا للدفاع عن عشرات المعتقلين, »ان عدد الاشخاص المحتجزين في العالم العربي بأمر من امريكا يفوق كثيرا عدد المحتجزين في غوانتانامو حيث تقدر اعدادهم بالالوف«. \r\n اغلب الاماكن التي يحجز فيها اولك المعتقلون مخفية عن الانظار وتنقسم الى ثلاثة مجاميع مختلفة: - \r\n 1- السجون التي تدار من قبل وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) وتشمل السجون والمعتقلات التابعة للبنتاغون في كل من العراق وافغانستانوغوانتانامو واماكن اخرى. \r\n 2- وحدات اعتقالية سرية صغيرة الحجم تديرها وكالة الاستخبارات المركزية CIA ويحتجز فيها كبار مسؤولي »القاعدة« وغيرهم من الشخصيات »المهمة«. \r\n 3- غرف التحقيق التابعة لاجهزة استخبارات دو ل اجنبية يتمتع بعضها بسجل حافل في مجال تعذيب السجناء, وتعهد اليها الولاياتالمتحدة بالتحقيق مع من يشتبه بكونهم ارهابيين على المستوى المتوسط او الادنى. \r\n وتشير تقديرات البنتاغون والخبراء الاستخباريين الى ان عدد الذين تحتجزهم السلطات الامريكية فيما وراء البحار يزيد على تسعة آلاف شخص تخضع غالبيتهم للسيطرة العسكرية. \r\n وعلى الرغم من ان بعض المحتجزين في العراق, وافغانستان, وغوانتانامو قد تلقوا زيارات من اللجنة الدولية للصليب الاحمر فإن بعض الاشخاص الذين تحتجزهم وكالة الاستخبارات المركزية قد »اختفوا« كما تفيد بذلك افادات مسؤولين حاليين وسابقين في اجهزة الامن الامريكية وكما ورد في تقرير الجيش الامريكي عن الانتهاكات المرتكبة في سجن »ابو غريب«. \r\n تطلق اجهزة وكالة الاستخبارات الامريكية على هؤلاء المحتجزين اسم »المعتقلون الشبحيون« وهم الاشخاص الذين يؤتى بهم الى سجن »ابو غريب« دون »ايضاح هوباتهم, او بيان الجهة التي اعتقلتهم, او الاشارة الى السبب الذي اعتقلوا من اجله«, حسب ما جاء في تقرير الجيش الامريكي المذكور. \r\n ويضيف التقرير ان اولئك المعتقلين الشبجيين كانوا ينقلون من مكان الى آخر داخل السجن لاخفائهم عن انظار فرق الصليب الاحمر«. \r\n وتتولى وزارة العدل الامريكية ومكتب المفتش العام في وكالة الاستخبارات الامريكية CIA التحقيق حاليا مع عدد من منتسبي الوكالة لعلاقتهم بوفاة ثلاثة معتقلين خلال الشهور الستة الماضية اثنان منهم ماتا اثناء التحقيق في العراق والثالث كان يحقق معه في افغانستان من قبل محقق مأجور تعاقدت معه وكالة الاستخبارات الامريكية, وقد اكتفى المتحدث بلسان وكالة الاستخبارات المركزية بالقول ان »اختفاء« اولئك المعتقلين الثلاثة كان امرا »غير مناسب«. \r\n ليس بين الترتيبات التي تسمح للمسؤولين في القوات المسلحة الامريكية او الموظفين في وكالة الاستخبارات بخطف او تسفير او حجز الاجانب او التحقيق معهم ما هو غير مصرح به بما في ذلك عمليات »العهدة« بالمحتجزين الى حكومات اخرى. \r\n والواقع ان كل اجراء من هذه الاجراءات بما فيها تسيير طائرات في رحلات سرية لنقل المحتجزين من مكان الى آخر, وقواعد التحقيق معهم, والمبررات القانونية لاحتجاز الاجانب دون اتخاذ الاجراءات المطلوبة في حالة احتجاز المواطنين الامريكيين قد وضع وطور من قبل محامين عسكريين او تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية واقر من قبل مكتب الاستشارة القانونية في وزارة العدل الامريكية, وفي بعض الحالات, حصل على موافقة مكتب الاستشارة العامة التابع للبيت الابيض او على موافقة الرئيس الامريكي نفسه. \r\n ولان معظم الاوامر والقواعد المتعلقة بهذا النوع من الاعتقال خاضعة للسرية فإن المسؤولين العسكريين والعاملين في وكالة الاستخبارات المركزية ممن تصدوا لشرحها لصحيفة »واشنطن بوست« قد اشترطوا للقيام بذلك عدم الاشارة الى اسمائهم او وظائفهم. \r\n السجون والمعتقلات العسكرية \r\n يضم سجن »ابو غريب« الخاضع للادارة العسكرية الامريكية في العراق عددا من السجناء يتراوح بين 6 -7 آلاف معتقل. \r\n وعند اضافة مواقع اعتقال اخرى منتشرة في ارجاء العراق يصبح مجموع المعتقلين في السجون العسكرية الامريكية في العراق اكثر من 8 آلاف معتقل بينهم من يعتقل للاشتباه باشتراكه في الانتفاضة ضد الامريكيين اضافة الى عدد من المعتقلين للاشتباه بارتكابهم جرائم صغرى. \r\n ولحين اندلاع الفضيحة الاخيرة في سجن »ابو غريب« لم يعرف عن المعتقلات الامريكية في العراق الا القليل جدا من المعلومات بما في ذلك تلك المتعلقة بمواقعها وطبيعتها وهوية الاشخاص المحتجزين فيها. وقد سبب ذلك الكثير من الازعاج والاحباط لمنظمات مراقبة اوضاع السجناء مثل منظمة »هيومان رايتس ووتش« التي طالما سعت الى زيارة تلك المواقع حتى تقرير التحقيق الذي قام به الجيش الامريكي حول الانتهاكات في »ابو غريب« بقي طي الكتمان وصنف كوثيقة سرية رغم كثرة التسريبات التي تناولت محتوياته. \r\n و على الرغم من سوء سمعة معتقل غوانتانامو, فإن المعلومات المتوفرة عنه اكثر بكثير من تلك المتوفرة عن سجن »ابو غريب«, اذ على الرغم من السرية المفروضة على احوال السجناء ال ̄ 600 الذين نقلوا الى هناك من جميع انحاء العالم, فإن المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة تنظر حاليا في امكانية اخضاع اولئك السجناء لاحكام المحاكم الامريكية. \r\n وقد اعترف الجيش الامريكي الاسبوع الماضي بمعاقبة اثنان من حراس معتقل غوانتانامو لاستخدامهم القوة المفرطة ضد السجناء. \r\n اما سجناء امريكا في افغانستان فإن نصيبهم من الاهتمام العمومي كان اقل من ذلك. حيث يحتجز الجيش الامريكي حوالي 300 معتقل في كل من بغرام وقندهار وجلال اباد واسد اباد. وتحتفظ القوات الخاصة الامريكية بمعتقلاتها الخاصة بها في افغانستان و القائمة تحت السرية التامة في كل من خوست وغرديز. وقد توفي اثنان من المعتقلين الافغان في شهر كانون الاول عام 2002 اضافة الى معتقل ثالث توفي في شهر حزيران 2003 . \r\n وقد صنف الجيش الامريكي الوفيات الثلاث على انها »جرائم قتل ذاتي« لكن تقريرا لمنظمة »هيومان رايتس ووتش« صدر في شهر اذار الماضي ذكر ان »السجناء الافغان المحتجزين في قاعدة بغرام يتعرضون للرفس والضرب والحرمان من النوم ويصب عليهم الماء البارد في الشتاء ... الخ«. \r\n المعتقلات التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA \r\n قبل لجوء الجيش الامريكي الى سجن الاشخاص والتحقيق معهم في العراق وافغانستان, كانت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA تحشر المشتبه بهم من زعماء »القاعدة« وغيرهم في اماكن بعيدة مثل باكستان واليمن والسودان. ومن المعتقد ان ان ال ̄ CIA تحتجز حاليا بضع عشرات من الاشخاص خارج الولاياتالمتحدة, وفي اماكن مختلفة من العالم من بينهم خالد الشيخ محمد ورمزي بن الشيبة وابو زبيدة وكلهم من زعماء القاعدة, كما تتولى ال ̄ CIA مسؤولية التحقيق مع صدام حسين الذي يعتقد بأنه محتجز في بغداد. \r\n وتحاط مراكز التحقيق التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في الخارج بسرية كبيرة حتى ان رؤساء اللجان الاستخبارية الاربعة في الكونغرس ومجلس الشيوخ الامريكي لا يعلمون بها رغم اطلاعهم على موجز بجميع العمليات السرية التي تتولاها الوكالة, ويتلقى هؤلاء الرؤساء تقارير دورية عن المحتجزين لكن بعضهم يقول انهم لا يتلقون اية معلومات عن الظروف التي يحتجزون فيها. \r\n في افغانستان, تستخدم ال ̄ CIA مجموعة من حاويات الشحن البحري المعدنية كمواقع للتحقيق في قاعدة بغرام. وتعزل تلك الحاويات بثلاثة طبقات من الاسلاك الشائكة. ويقول مسؤول عسكري يعمل مع محققي وكالة الاستخبارات المركزية في فيتنام ان »اساءة معاملة السجناء ليست بالامر الجديد«. وفي مقابلة اجرتها صحيفة »واشنطن بوست« مع عشرة مسؤولين حاليين وسابقين في اجهزة الامن القومي عام 2002 دافع الجميع عن استخدام اساليب التحقيق «الضاغطة« الى جانب استخدام العنف مع المعتقلين بصفتها امورا »ضرورية« وتقضي »قواعد« جديدة وضعت لاستخدام العنف مع المعتقلين بعد احداث 11 ايلول بأن على المحققين الميدانيين ان يحصلوا على موافقة واشنطن لفرض استخدام ما يسمى ب ̄ »الاجراءات المطورة« وهي الاساليب التي يمكن ان تسبب الاذى البدني او العقلي المؤقت. \r\n العهدة \r\n يفوق عدد الاشخاص الذين تحتجزهم وكالة الاستخبارات المركزية خارج الولاياتالمتحدة عدد نظرائهم المحتجزين داخلها. \r\n حيث تعتمد الوكالة واجهزة امنية امريكية اخرى اسلوب نقل المحتجزين الى خارج الولاياتالمتحدة كتكتيك فعال في عمليات مقاومة الارهاب. \r\n ويثير هذا التكتيك غضب الرأي العام العالمي كلما كشفت الاحداث عن حالة من الحالات التي يطبق بها, كما حدث عندما كانت محكمة حقوق الانسان في البوسنة على وشك اطلاق سراح خمسة جزائريين ويمني واحد في 17 كانون الثاني 2002 لعدم توفر الادلة معهم لكن الشرطة البوسنية وضعت اليد عليهم قبل ساعات من صدور حكم المحكمة وقامت بتسليمهم الى السلطات الامريكية التي نقلتهم الى معتقل غوانتانامو. \r\n وفي الشهر نفسه اعتقلت الاستخبارات الاندونيسية محمد سعد اقبال مدني للاشتباه بمساعدته للبريطاني ربتشارد ريد الذي اخفى متفجرات في حذائه عند محاولته الصعود الى طائرة امريكية. وقد تمت عملية الاعتقال بناء على طلب من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بعد ذلك تم تسفير مدني على طائرة غير معروفة وغير مسجلة في جاكارتا بدون التحقيق معه او توكيل محام عنه. \r\n وقد انتهى به الامر في مصر, حيث لا يعتبر وصوله الى هناك من باب المصادفة ما دامت مصر والمغرب والسعودية من دول »العهدة« التي تنقل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية معتقليها اليها. \r\n وفي شهادة قدمها مدير ال ̄ CIA جورج تنيت في وقت سابق من هذا العام امام اللجنة المكلفة بالتحقيق في هجمات ايلول بأن الوكالة شاركت في اكثر من 70 عملية »عهدة« في السنوات التي سبقت الهجمات, وانها اجرت اكثر من 24 عملية »عهدة« خلال عامي 1999 و 2000 وحدها.0 \r\n عن: »واشنطن بوست«