بدأت اليوم الأحد حملة الانتخابات الرئاسية السورية المفترض أن تجري في 3 يونيه المقبل ، بين الرئيس (بشار الأسد) وأثنين من الدوبليرات المرشحين كونهما من وزراءه السابقين وأعضاء البرلمان وحلفاؤه في الحكومة ، وهو ما وصفته المعارضة ب "حملة انتخابات الدم" وقالت أن هدفها شرعنة حكم الطاغية وبقاؤه في موقعه رغم النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام وقتل النظام لمعارضيه . وعلى الرغم من أن الانتخابات ستكون أول "انتخابات رئاسية تعددية"، إلا أن قانونها أغلق الباب عمليا على ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية . ويتوقع أن تبقي الانتخابات الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات، بعدما وصل الرئيس السوري إلى الحكم عقب تغيير الدستور خصيصا له للسماح بالنزول بسن المرشح عن 40 عاما ، وأثر استفتاء عام 2000 عقب وفاة والده حافظ، ثم أعيد انتخابه باستفتاء أخر في 2007 . وتضم القائمة النهائية للانتخابات التي أعلنتها المحكمة الدستورية السورية تعتبرها المعارضة ودول غربية "مهزلة ديموقراطية"، وستجري في مناطق سيطرة النظام، ثلاثة مرشحين هم الأسد وماهر حجار وحسان النوري . وماهر حجار هو عضو في مجلس الشعب السوري وانتخب عام 2012 ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة (المقبولة من النظام) والممثلة في الحكومة السورية. أما حسان النوري فهو عضو سابق في مجلس الشعب، شغل سابقا منصب وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية، ويرأس "المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير"، وهو تشكيل من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام . وكان 24 شخصاً من بينهم حجار والنوري والأسد تقدموا بطلبات ترشحهم لانتخابات الرئاسة في الفترة ما بين 22 أبريل/نيسان الماضي و1 مايو/أيار لخوض أول انتخابات تعددية في تاريخ البلاد ، إلا أن المحكمة الدستورية العليا أعلنت الأحد الماضي، قبول طلبات حجار والنوري والأسد فقط، ورفض باقي الطلبات لأسباب قانونية ودستورية، وتقدم 6 ممن رفضت طلباتهم بتظلمات الأربعاء الماضي إلى المحكمة الدستورية، تبت فيها اليوم الاحد وينتظر رفضها . بشار .. لن نرضي غيرك وأطلقت حملة الأسد رسميًا على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "سوا" (معًا) وكتب الشعار بخط اليد باللون الأخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الأحمر والأبيض والأسود)، مذيلاً باسم بشار الأسد وتوقيعه بخط اليد ، ووضعت لافتات في كل الطرق الرئيسية كتب في إحداها : "بشارنا لن نرضى غيرك بايعناك كل الولاء من القلب". ومن المقرر أن يجري انتخاب رئيس الجمهورية وفق ما أعلنه مجلس الشعب (البرلمان) للسوريين غير المقيمين خارج البلاد في السفارات السورية يوم الأربعاء 28 مايو/أيار الجاري، فيما يجري للمواطنين السوريين المقيمين داخل البلاد يوم الثلاثاء 3 يونيو/ حزيران. ورفضت المعارضة السورية المشاركة في الانتخابات التي ينظمها النظام ووصفتها ب"المهزلة"، في الوقت الذي قوبلت برفض عربي ودولي واسع كونها بحسب تصريحات لمسؤولين عرب وغربيين "لا تساهم في حل الأزمة المندلعة في سوريا التي دخلت عامها الرابع". وتطالب المعارضة السورية منذ مارس 2011، بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة ، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في سياق ثورات الربيع العربي، ما دفع سوريا إلى معارك دموية، حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له . وبالتزامن مع بدء حملة الانتخابات الرئاسية، أطلق ناشطون عبر موقع الفيسبوك حملة "انتخابات الدم"، والتي تجاوز عدد المشاركين بها حتى اليوم أكثر من 23 ألفا و500 شخص .