تضمن حوار المشير السيسي مع رؤساء تحرير عدة صحف حكومية ومعارضة العديد من التصريحات الغريبة التي تؤكد تخوفه من "ثورة الفقراء" أو "ثورة جياع" ، وتأكيده علي قوة الإخوان في الخارج وتأثيرهم في الرأي العام العالمي المناهض للانقلاب ، وتضرر الشرطة من المظاهرات المستمرة ، واستبعاده أن تشهد مصر ديمقراطية بالمعني الغربي (تداول السلطة) قبل 25 سنة ، بزعم أن الفقر أولي من الديمقراطية . ومع أنه اعترف ان الإقصاء يتعارض مع الديمقراطية ، إلا أنه حاول الترويج لهذا الاقصاء وتبريره بمزاعم أن المزاج العام للرأى العام هو الذي يقبل الاقصاء . توجهات علمانية وتضمن الحوار توضيح أكثر لمخاوف السيسي مما كرره في أكثر من لقاء سابق عن "الخطاب الديني المتطرف" ، حيث ألمح في حواره مع الصحفيين لتبنيه الفكر العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة ، وقال ضمنا أن الأوروبيين حسموا علاقة الدين بالدولة ، ما يعني أن الدور علي مصر لإقصاء "الإسلام السياسي" . حيث قال : "علينا أن نناقش تأثير الإسلام السياسي ، فالأوروبيون مثلا حسموا علاقة الدين بالدولة منذ أربعة قرون أو أكثر " ، وزعم أن جزءا كبيرا من المجتمع لا يقبل أفكار تيار الإسلام السياسى، لانه خاف وقلق على حاضره ومستقبله فكيف سنتصرف حيال هذا الأمر؟! . وقال أن من يتحدثون عن الديمقراطية يستدعون دوما صورا موجودة فى ديمقراطيات غربية مستقرة منذ مئات السنين ونحاول إسقاطها على واقعنا، وبهذا نظلم أنفسنا، وتوقع "ان نستمر ما بين عشرين وخمسة وعشرين عاما وربما أكثر حتى نصل إلى مرحلة الديمقراطية الكاملة الموجودة فى الخارج " . وطالب رؤساء التحرير بالترفق فى نقد المسئولين لانهم بشر ولديهم أسر، مقترحا ان تقوم الصحف باعطاء المسئولين فرصة لأربعة أشهر مثلا حتى يحكموا عليهم، رغم انه لم يصبر علي الرئيس محمد مرسي ، وقال للصحفيين أنهم يمكنهم ان يساعدوا فى اصطفاف المصريين من أجل هدف واحد ، في إشارة للوقف معه ومساندته ، وقال انه "يلوم على البعض عدم مساهمتهم فى الأمر " . المظاهرات والاخوان واعترف السيسى بوجود تفوق للإخوان فى الخارج بحكم تواجدهم هناك منذ فترة وحسن تنظيمهم . كما اعترف بقوة المظاهرات التي يقودها الاخوان في الداخل ضمنا حيث قال : "أن الشرطة لم تأخذ دقيقة راحة وهى غير موجودة فى معسكراتها بل فى الشارع لمواجهة المظاهرات أفرادها ينزلون فى الرابعة فجرا ولا يعودون أحيانا إلا آخر الليل " . وعن المصالحة قال : "لا أحد يكره المصالحة لكن حتى الآن ما يتم من إجراءات على الأرض من قبل هذا الفريق لا تدعم هذا الاتجاه، وعليهم ان يعالجوا المسألة مع المصريين أولا: هذا التيار عندما يعمل مظاهرات فهو يصرف الأمن عن معالجة الأمن الجنائى إذن أين هى المصالحة وكيف تتحقق؟! الشعب المصرى يريد اعتذارا وترضية من هؤلاء " . وزعم ان "ملايين الأسر لا تأكل بسبب المظاهرات والعنف والإرهاب الذى تسبب فى وقف السياحة" ، وأضاف ردا علي المطالبين بالموازنة بين الحريات والأمن القومى : "أخشى ألا نجد وطنا ونحن نبحث عن الحريات " !. وقال السيسى بانفعال : "انا جاى مستدع ومش راغب وأقسم بالله اننى لم أكن أرغب فى ذلك، لكن الوطن فى خطر، ولازم الناس تساعد، انا مش قد المهمة لوحدى، لكن عندى أمل فى الله والناس " . ثورة الفقراء وتساءل : "من المسئول عن فقرنا وعوزنا؟، وماذا لو لم يساعدنا الأشقاء العرب الذين قدموا لنا عشرات المليارات من الدولارات منذ ثورة 25 يناير؟، إضافة إلى ما قدمه الجيش للموازنة، وليت كان هناك فلوس أكثر لكان تم تقديمها ، وأضاف : "أنا خايف الناس الغلابة يطلعوا على الجميع" !. ثم أضاف : "الصورة العامة صعبة جدا ولذلك يسأل البعض أحيانا أيهما أهم تحديات الفقر أم الديمقراطية، والحفاظ على الدولة المصرية واستنهاضها واستدعائها أم ماذا؟ " ، مؤكدا أن هذا هو التحدى الأهم . وعن الآليات التى سوف ينشئها لمساعدة الفقراء قال «أنا أقدر بعون الله أعمل آليات، هى كلمة واحدة تتقال للجيش، هتلاقوا الدنيا اشتغلت»، وانشاء الله خلال ثلاثة شهور ستكون هناك أسواق حول المناطق الشعبية كثيفة السكان . قوة التدخل السريع وتحدث السيسى عن قوة التدخل السريع التى تم انشاؤها فى نهاية عهده كوزير للدفاع وقال ان مثل هذه القوة غير موجودة إلا فى أمريكا وروسيا وقوة أصغر منها موجودة فى حلف الناتو مشيرا الي انها سوف تستخدم في الداخل والخارج معا . وقال انها تعمل على كل الاتجاهات الرئيسية الاستراتيجية وسوف يتم تحريك هذه القوة فى أى اتجاه غربا أو جنوبا أو شرقا وحتى فى اتجاه الخارج . نحمي اسرائيل وتحدث السيسي لأول مرة عن حماية إسرائيل من هجمات الارهابيين في سيناء قائلا : "ان انطلاق أى هجمات من سيناء ضد إسرائيل ومقتل عشرين سائحا مثلا فى ايلات سيعنى أن مصر لا تستطيع السيطرة على المنطقة من وجهة نظر المجتمع الدولى" . وقال ان التطرف والإرهاب سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتم القضاء عليه، مشيرا أيضا إلى ضرورة استخدام القوة فلا يمكن مثلا ان أرسل دبابة للقضاء على شخص ، وان عدد المسلحين هناك كان كثيرا والسبب انه تم إغلاق خريطة متابعتهم لمدة عامين بعد مهاجمة مقرات أمن الدولة . وتحدث السيسى عن دخول قوات الجيش إلى مناطق ب وج فى سيناء بعد 28 يناير 2011 – وهو ما أمر به الرئيس مرسي ولكنه حاول نسبه لنفسه – قائلا : "هى مناطق لم تدخلها قوات من قبل ونتيجة لذلك فقد تم تثبيت الموقف فى سيناء ومنعه من التدهور أكثر . لا دعم للصحف وفي إشارة لوقف الدعم الذي تتلقاه الصحف القومية ، قال السيسى ان الصحف القومية لابد أن تطور نفسها، فلن يكون هناك مزيد من الدعم ، والتليفزيون مديون بحوالى 18 إلى عشرين مليار جنيه ولو ان الأمور تم ضبطها فلن تكون هناك خسائر . ونفى السيسى وجود مشروع مائة يوم بعد فوزه لانه لا يستطيع ان يقول وعدا ولا ينفذه وحكاية الوعود فقط عند الدولة المستقرة. وعن المساعدات العربية قال انها بلغت 20 مليار دولار فى عشرة شهور وتساءل ماذا كنا سنفعل لو كانت هذه المساعدات غير موجودة وماذا سنفعل فى المستقبل؟ هل نظل نستلف حتى تفلس البلد وتنهار؟.