يوم الأحد الماضي، أجرى الإعلامي «تشارلي روز» مقابله مع «ديك تشيني» في برنامجه «واجه الأمة» حول الأزمة في أوكرانيا. وفيما يلي جزء من الحوار الذي دار وأثار خلاله «روز» تدخل روسيا في دولة جورجيا المجاورة عام 2008. تشيني: «لقد خلقنا صورة في جميع أنحاء العالم، وليس فقط للروس، من الضعف والتردد. ويعتبر الوضع السوري نموذجاً لذلك. لقد كنا جميعاً على استعداد لفعل شيء. وانضم الكثير من الحلفاء. وفي اللحظة الأخيرة، تراجع أوباما.. روز: ولكن، كما تعلمون، في جورجيا، سيبرر الناس بقاء القوات الروسية، وهذا كان وضعاً مختلفاً تماماً، لأننا لم نكن قادرين على الاستجابة بشكل أكبر. فما الدرس المستفاد من ذلك في إدارتك؟ تشيني: أعتقد أن الدرس هو أنه كان – وجاء في وقت، نوعاً ما في نهاية إدارة بوش، وبداية إدارة أوباما- لكنه كان يمثل قلقاً عميقاً لأصدقائنا في غرب أوروبا. لقد أخذنا بعض الخطوات فيما يتعلق بتقديم المساعدات لجورجيا. لقد كان لدينا سفننا في المنطقة. لذلك تم اتخاذ خطوات، لكنها لم تكن فعالة فيما يتعلق بإخراج بوتين. وكان جزءاً من المشكلة في هذا الحالة يتمثل في السؤال المطروح وهو من الطرف الذي أثار الطرف الآخر، بالنسبة للجورجيين والروس؟ هذا هو تشيني القديم. إنه يباشر بإلقاء اللوم في حدوث العدوان الروسي في أوكرانيا على ضعف أوباما. ويشير «روز» إلى أن روسيا فعلت الشيء نفسه في جورجيا، عندما كان تشيني نائباً للرئيس، وأن تشيني والرئيس بوش لم يفعلا شيئاً حيال الأمر أكثر مما يفعل أوباما حالياً. والمعنى الضمني لملاحظة «روز» هو إذا كان هناك شيء جعل روسيا تتجرأ لإرسال قوات إلى أوكرانيا، فهذا الشيء هو ما فعله بوش وتشيني في جورجيا، وليس ما فعله أوباما في سوريا. لقد كان رد تشيني هو التظاهر بأن العدوان الروسي ضد أوكرانيا جاء في «بداية إدارة أوباما» هذا أمر مثير للمرح. إن كل عمل كان يمكن ردعه من خلال استجابة أميركية قوية، حتى وإنْ كان من الناحية النظرية، انتهى بحلول الوقت الذي ترك فيه بوش وتشيني المنصب. إن عذر تشيني الجزئي – أن هناك تساؤلاً حول الطرف الذي بدأ في الواقع باستفزاز الطرف الآخر – هو عذر صحيح. لكن هذا ينطبق أيضاً على أوكرانيا، حيث تم حل البرلمان وأطيح بالرئيس الذي تدعمه روسيا دون الحكم عليه بشكل صحيح. لقد طبق تشيني هذا العذر على الحالة الخاصة به، ولكن ليس على أوباما. قارن هذا الأداء بتعليقات «بوب جيتس» في «فوكس نيوز» يوم الأحد قبل الماضي. لقد خدم «جيتس» الرئيسين السابقين ريجان وبوش الأب كنائب مدير ثم مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، ثم شغل منصب وزير الدفاع في إدارة بوش الابن، واحتفظ بهذا المنصب، حتى عام 2011، تحت إدارة أوباما. وقد حثه الاعلامي «كريس والاس» لإعطاء الإجابات التي توبخ أوباما التي يريدها مشاهدو «فوكس نيوز» سماعها. ولكن «جيتس» خيب أملهم، حيث قال: غزا بوتين جورجيا عندما كان بوش الابن رئيساً. ولم يتهم أحد بوش بالضعف، لذلك فإنني أعتقد أن بوتين هو شخص انتهازي للغاية في هذه الساحات. وأعتقد أنه حتى إذا كنا قد هاجمنا سوريا، حتى وإن لم نكن نخفض موازنة الدفاع، فإن بوتين رأى فرصة في شبه جزيرة القرم، وانتهزها. إن صراحة ونزاهة «جيتس» تستحق الاحترام، وتستحق أيضاً أن يحتذى بها. لابد أن تمنحه، وغيره من «الجمهوريين العقلاء الاحترام الذي يمنحونه لأوباما. وعندما يختلفون معك، يجب أن تستمع إليهم». نوع المقال: روسيا الولاياتالمتحدة الامريكية