أن كل من يعتقدون أن خلاصنا فى مجىء الشاكم بأمر الله على اختلاف مشاربهم السالف ذكرها، لا يطرحون تصورا تفصيليا يمكن أن يقنعك بقدرة الفريق عبدالفتاح السيسى أو غيره على شكم البلاد وتحقيق الاستقرار اللازم لشبرقة الشعب بالمليارات القادمة من الشرق، على الأقل لكى تخنق بيديك كل ما تعرفه عن بديهيات ارتباط النمو الاقتصادى بالإصلاح السياسى وحرية التعبير والتعددية السياسية الحقيقية وضمان تداول السلطة، أقصى ما يقدمه هؤلاء أن يحدثوك عن عبقرية التجربة الروسية وعظمة التجربة الكازاخستانية وحلاوة التجربة الفنزويلية و«الصين مالها الصين هى الصين وحشة». خلال الفترة القادمة لن تجد تجربة على وجه الأرض تم الجمع فيها بين النمو الاقتصادى ومرمطة الحريات العامة إلا وسيتم استدعاؤها وتزيينها للناس دعما لمجىء الشاكم بأمر الله، بالطبع لن تسمع من هؤلاء الذين بدأ صوتهم يعلو فى البرامج والصحف بالترويج للنموذج الروسى أى كلام عن حقيقة الأزمة الاقتصادية التى باتت تهدد روسيا ولا عن فشل تجربة بوتين فى تحقيق وعده برفع معدلات النمو ولا عن الفقراء الذين سحقتهم سياساته ولا عن طبقات الحرامية التى أثرت بفضله على حساب الشعب، كل هذا ليس مهما، المهم أن الله رزقنا الآن ببوتين، أما ميدفيديف فمقدور عليه وألف من يتمنى لعب دوره، يبقى أن يختار بوتين بتاعنا ال«ميديفيديف» بتاعه، والله الموفق والمستعان. بالنسبة لهؤلاء ليس مستحبا أن تتحدث الآن بصوت عالٍ عن تجارب البرازيل وتركيا وتشيلى والأرجنتين وجنوب أفريقيا والهند وغيرها من الدول التى تغير حالها إلى الأفضل بفضل الديمقراطية وتداول السلطة، ولا أن تقول إنه برغم كل ما تعانيه هذه الدول من انفجارات اجتماعية وتحديات اقتصادية وأزمات سياسية فإنها لا زالت مصرة على الاستمرار فى مسار التحول الديمقراطى، لسبب بسيط هو أن البشرية لم تعرف حتى الآن مسارا أكثر عملية وقابلية للتطبيق غيره، وحتى عندما طمع بعض قادة هذه الدول ورغب فى تحويل الديمقراطية إلى «صندوقراطية» على حد التعبير العبقرى الذى صكه الكاتب الرائع عمرو عزت لكى يغيروا قواعد اللعبة الديمقراطية لتصب فى مصلحتهم وحدهم، تمكنت حركة الشارع الغاضبة من تبديد أو تهديد أطماعهم وفرضت عليهم أن يغيروا طريقتهم إما عن اقتناع أو حتى بحكم الضرورة، وقد كان المفروض أن يكون هذا هو نفس الدرس الذى سيلقنه الشعب المصرى لحمقى الإخوان الذين صعدوا إلى السلطة على أكتاف الثورة، وخانوا جماهيرها بمجرد أن ظنوا أنهم تمكنوا من السلطة، ولذلك كان المطلب الرئيسى للملايين المتمردة على مرسى وجماعته هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو المطلب الذى تم اختطافه ليتم وضع خارطة طريق جرى تصميمها لتقودنا إلى أن يصعد على سطح الكرسى «شاكم» جديد ثم يسحب السلم لكى لا يصعد عليه إلا عضو جديد فى رابطة الشاكمين بأمر الله. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا