عند الحديث عن سوريا والسيناريو العجيب فعلًا الذي شهدناه مؤخراً حول توجيه ضربة عسكرية للنظام، ثم التراجع عن ذلك أمام استغراب الجميع، وهنا لم تكن أسطورة أميركا الذكية هي من حركت الأحداث في سوريا، بل أميركا القوية، فقد سمعت العديد من أعضاء المعارضة السورية ومؤيديها يعبرون عن قناعة راسخة لديهم بأن أميركا تستطيع إنْ أرادت القضاء على نظام الأسد، لذا أحبطت المعارضة في البداية لأن الضربة المرتقبة لم تكن بالقوة المطلوبة، لكن بالنسبة لأميركا كان الأمر محسوباً منذ البداية من أنها لن تتدخل في الصراع السوري، ما جعل من توقعات المعارضة أمراً مبالغاً فيه، فأوباما كان متردداً إزاء العمل العسكري دون موافقة الأممالمتحدة، أو على الأقل حلف شمال الأطلسي، بل حتى القيادة العسكرية الأميركية عبرت عن رفضها للضربة، ثم هناك عامل الصراع الحزبي في واشنطن الذي ظهر في أكثر من مناسبة مثل تعطيل تمرير الموازنة، وإذا لم يكن أوباما لجأ إلى الكونجرس لكان هذا الأخير أكله حياً، هذا بالإضافة إلى عامل مهم لا بد من إدراجه عند الحديث عن السياسة الأميركية تجاه سوريا يتمثل في الإنهاك الشديد الذي أصاب الشعب الأميركي جراء حروبه المتكررة في الشرق الأوسط، كما أن فكرة التدخل الأميركي لمساعدة المعارضة السورية يتجاهل السؤال الأساسي: "وماذا بعد"، فمن الواضح أن المعارضة منقسمة على نفسها وغير قادرة على تسلم الحكم بعد الأسد، ما يثير تساؤلًا آخر حول من سيفرض الاستقرار في سوريا في حال سقوط النظام، فالشعب الأميركي لن يتحمل احتلالًا جديداً، ولست أعرف بلداً آخر مستعد لعرض خدماته. وبالطبع عندما لا تتجسد الصور النمطية على أرض الواقع مثل أن أميركا قوية، وتستطيع فعل أي شيء تبدأ نظريات المؤامرة في التناسل من قبيل أن الولاياتالمتحدة، لا تريد للمعارضة السورية أن تنتصر، بل فقط تسعى لاستنزاف إيران، أو أن أميركا تريد بقاء النظام لأنها تخشى "القاعدة" أكثر من نظام بشار، أو لأن إسرائيل تريد بقاء النظام، والحال أن أميركا مهما كانت قوية هناك قيود كثيرة تعيق تحركها، ومهما بلغ ذكاؤها، إلا أنها تقع في الأخطاء وترتكب الحماقات، ولكم كانت دهشتي كبيرة عندما سمعت بعض العرب يقولون "ليت بوش يعود يوماً، فهو على الأقل لم يكن متردداً"، متناسين بذلك الدمار الذي خلفه في المنطقة بعد مغامراته العسكرية الفاشلة. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا