تشهد السنغال منذ إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة حراكا شعبيا وإعلاميا ورسميا للتعبير عن رفض الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وتجلى هذا الحراك في احتجاجات شعبية رافضة للانقلاب وتغطية إعلامية محلية واسعة لما يجري بمصر. وعبرت السلطات السنغالية في أكثر من مرة وعلى لسان أكثر من مسؤول عن رفضها الإطاحة بمرسي، داعية إلى إطلاق سراحه والعودة الفورية للنظام الدستوري بمصر، كما أدانت بقوة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. معركة الجميع ونظم المئات من السنغاليين قبل أيام في داكار وقفة تضامنية مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وحمل المتظاهرون لافتات تؤكد على شرعية مرسي وتدعو إلى عودته لمنصبه. وشارك في الوقفة حقوقيون وشخصيات من مختلف الطيف السياسي وأساتذة جامعة ونقابيون ونشطاء بالمجتمع المدني بالإضافة إلى وزراء سابقين. وندد جيبي جاختي -الأستاذ بجامعة الشيخ انتا جوب بداكار- أثناء مداخلته بالوقفة بالموقف الغربي "المتخاذل" من الإجهاز على الديمقراطية في مصر. وقال إن هذا الموقف يُعري مزاعم الديمقراطية التي يتحدث عنها الغربيون، مشبها ما يجري في مصر بما حصل في الجزائر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وأشار إلى أن هناك قوى خارجية وداخلية بالعالم العربي والإسلامي "لا تقبل بالديمقراطية التي تأتي بالإسلاميين إلى السلطة"، مشددا على أن ما يجري في مصر اليوم لم يعد معركة خاصة بالإخوان أو الإسلاميين، وإنما أصبح قضية عدالة وثوابت يدافع عنها الجميع، حسب قوله. بدوره دعا ماسوخنا كان -وهو محامي سنغالي مشهور، مشارك في الحراك الاحتجاجي المناهض للانقلاب بمصر- في تصريحات للجزيرة نت إلى تقديم الضالعين في عمليات فض التجمعات المؤيدة لمرسي للمحكمة الجنائية الدولية. تصريحات مثيرة في المقابل أرسلت السلطة الانقلابية بمصر موفدا إلى السنغال محملا برسالة لطلب دعم موقفها على المستوى الأفريقي لكي تتجاوز مصر الأزمة الحالية. كما دفع الحراك المحلي بالسنغال بخصوص الأزمة المصرية سفير مصر بالسنغال هشام ماهر، لعقد مؤتمر صحفي قبل أيام بالعاصمة داكار انتقد فيه ضمنا الموقف السنغالي من بلاده. كما حمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها مصر حاليا. وأضاف ماهر "أن ما حصل في مصر ليس انقلابا، فالسلطة يديرها رئيس المجلس الدستوري، الجيش لا يحكم وإنما تدخل فقط للاستجابة لتطلعات المصريين". وطالب ماهر الدول الأفريقية بما فيها السنغال بإدانة صريحة لما أسماه الإرهاب الذي تتعرض له مصر، مشيرا إلى أن الكثير من هذه الدول "لا تفهم حقيقة ما يجري على أرض مصر". وأثارت تصريحات الدبلوماسي المصري جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية بالسنغال. ورأت الصحف المقربة من النظام في تصريحات الدبلوماسي المصري "خروجا على الذوق العام للأعراف الدبلوماسية، وانتقادا ضمنيا للموقفين الشعبي والرسمي للسنغال من الأحداث الجارية بمصر". كما اتهمت ذات الصحف الدبلوماسي المصري ب"تلفيق الحقائق والعمل على شيطنة جماعة الإخوان المسلمين".