بمجرد أن تدق الساعة الخامسة، تبدو علامات حظر التجوال على الشوارع الرئيسية المتكدسة بالزحام، أهل مصر يتصارعون للوصل إلى منازلهم قبل دقة السابعة مساءً، رافعين شعار "ساعة الحظر متتعوضش". وهذا ما تؤكده أيضًا أمنية محمد رشدي، (33 عامًا، مديرة مكتب)، موضحة أن الحظر به العديد من الفوائد التي عادت عليها، منها تقليص ساعات العمل الرسمية، وقضاء وقت أطول مع زوجها وطلفها في المنزل. وتقول، بحسب بوابة "مصر العربية"، : اجتماع الأسرة يوميًا لفترة طويلة لم يكن أمر سهل إلا في الإجازات الرسمية والأعياد، وهذه ميزة الحظر خاصة وأن زوجي رجلًا دمث الخلق غير متعب على الإطلاق كالكثير من الأزواج، وغالبًا ما نشاهد التلفاز سويًا أو نتابع مواقع التواصل الاجتماعي. من مميزات حظر التجوال لدى أمنية الاعتماد على "التيك أواي" في وجبة الغداء، وتقول: " حظر التجوال خلصني من معاناة الوقوف يوميًا في المطبخ لتحضير الغداء سوق الخضروات يغلق أبوابه مبكرًا وأنا كان اعتمادي على السوق الليلي نظرأ لأني امرأة عاملة، فأصبحت ألجأ إلى "الدليفري". وتتابع: ولكن هذا لا يمنع أن للحظر سلبيات منها أن حياتنا أصبحت منحصرة بين المنزل والعمل فقط لا غير، فضلًا عن أن المحلات التجارية أصبحت تغلق مبكرًا ولا يمكن لأي امرأة عاملة أن تشتري احتياجاتها مهما كانت بسيطة أو كبيرة بعد الانتهاء من الدوام". فوائد قوم "فوائد قوم عند قوم مصائب".. بهذه العبارة بدأ محمد عبد الظاهر (30 عامًا، مهندس) حديثه عن ساعة الحظر، وأوضح: عمّ الحظر بفوائده على زيادة ترابط الأسر، وتقليص ساعات العمل، ولكنه تسبب في تأجيل زفافي المقرر عقده بدار الدفاع الجوي، حيث فوجئت بالدار تخيرني إما بتأجيل موعد الحفل للشهر القادم بعد انتهاء المدة الرسمية للحظر أو إقامة حفل الزفاف بالنهار من الساعة الثانية ظهرًا حتى الساعة السادسة مساءً. حوادث حظر التجوال سواء كانت بسبب سيطرة البلطجية في صورة اللجان الشعبية على بعض المناطق والتي قد يؤدي الاحتكاك بهم إلى الموت، أو حتى الحوادث التي تحدث مع الشرطة والتي كان آخرها مقتل وإصابة صحفيين فور خرقهما لكمين الشرطة، تسبب في قلق ياسمين فؤاد على زوجها القادم من ألمانيا والذي وصل إلى حد الاكتئاب وسط زخم الأحداث السياسية. تقول ياسمين (32 عامًا، مصممة أفراح): ذهب زوجي إلى ألمانيا في رحلة عمل منذ شهر، ومقرر أن يعود إلى القاهرة بعد غدٍ، ولكن الحوادث المتلاحقة يوميًا في الطرقات الرئيسية بسبب حظر التجوال انعكست عليا بالاكتئاب عندما فشلت محاولة زوجي تغيير موعد طائرته التي تصل مطار القاهرة الساعة 2 ليلًا، وكادت أدمغتنا تنفجر من كثرة التفكير فهو لا يطمئن أن يذهب إليه أحد في المطار ولا أنا مطمئنة أن يأتي وحده في ذلك الوقت المتأخر، واستقرينا في النهاية على ان ينتظر بالمطار حتى الساعة السادسة صباحًا. الأرزقية يشكون السيد مصطفى (36 عامًا، سائق تاكسي)، يشكو ضيق رزقه بعد قرار الحظر، ويؤكد أنه كان يعمل في الوردية المسائية على التاكسي. ويتابع: بالإضافة إلى زوجتي وأولادي الثلاثة، أعيل أمي وأختي، وكان إيراد العمل في الوردية الليلية أفضل بكثير خاصة وأننا في فصل الصيف حيث يكثر العرب ولكن بعد 30 يونيو بدأت الأحوال تتدهور واختفى السياح العرب من مصر، وبعد قرار حظر التجوال أصبحت مضطرًا للعمل أثناء التكدس المروري بالنهار والذي يتحول إلى شلل مروري في جميع الشوارع بداية من الساعة الخامسة. عم إبراهيم بائع جرائد بمنطقة المهندسين، يؤكد بدوره أن حظر التجوال أثر على رزقه، حيث إن زبائنه كانوا يتوافدون عليه بداية من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الثانية ليلًا، وكانت حركة البيع ليلًا أكثر من النهار. ويضيف: الآن أعمل فقط بداية من الساعة 8 صباحًا وقلصت أعداد الجرائد لأن الحركة الليلية كانت أفضل من النهار