أعلن السودان موافقة الرئيس عمر البشير على زيارة دولة الجنوب فى الوقت الذى يعتبر فيه مؤشرا على عزم البلدين تجاوز التوتر بينهما وإعطاء فرص لنجاح الإتفاق على إعادة ضخ النفط وإتمام انسحاب قوات الشمال من المناطق الحدودية بعد أن ظلت كل الاتفاقات السابقة مجرد حبر على ورق. وأعلن مكتب البشير الثلاثاء قبول الرئيس دعوة لزيارة جنوب السودان وجهها إليه نظيره سلفا كير. وقال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني، عماد سيد أحمد أن "سلفا كير تحدث إلى البشير تلفونيا وطلب منه زيارة جوبا وقبل البشير الدعوة". لكنه أوضح أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة. وستكون هذه الزيارة الأولى للبشير إلى جوبا منذ حضوره إعلان إستقلال دولة جنوب السودان فى 9 يوليو 2011 بعد أن صوتت الأغلبية العظمى من الجنوبيين لصالح الإنفصال فى استفتاء تقرير المصير الذى أجرى بموجب اتفاق السلام الشامل 2005 الذى أنهى 22 عاما من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان. وقد تزامنت التصريحات المتطابقة بين مسؤولين شماليين وجنوبيين الثلاثاء تفيد بالعودة قريبا إلى استئناف ضخ البترول فى الجنوب، فى إشارة إضافية إلى رغبة الخرطوموجوبا على إنجاح توافقهما هذه المرة. فقد أعلن وزير البترول فى حكومة جوبا، ستيفن ديو، عن إستعداد بلاده لاستئناف تصدير النفط للخارج فى فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع وأضاف فى مؤتمر صحفي عقده وفد جنوب السودان المفاوض عقب عودته إلى جوبا أنه "بناء على الاتفاق الأخير لن يكون هناك مبررا لاستمرار وقف ضخ النفط الجنوبي عبر خطوط التصدير الممتدة عبر الأراضي السودانية". وأكد ديو أن "الجنوب سوف يبدأ بضخ نحو 80 بالمائة من حجم إنتاجه النفطي البالغ 350 ألف برميل يومياً وذلك لأسباب فنية". وفى نفس الوقت تقريبا، أعلن رئيس الوفد السوداني للمفاوضات إدريس عبدالقادر فى مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم عقب عودته من العاصمة الأثيوبية أن "نفط الجنوب سيصدر عبر أراضي السودان بعد أسبوعين". وكانت عائدات النفط تساهم بأكثر من 50 بالمائة من موارد الموازنة العامة للسودان وتمثل المصدر الأساس للعملة الصعبة لتغطية الواردات قبل انفصال الجنوب عن السودان.