لمحافظة بورسعيد سحرها السياحي الخاص الذي يميزها عن باقي محافظات الجمهورية لما تحتضنه من معالم مميزة بحكم موقعها الجغرافي بالساحل الشمالي الشرقي وعلى البوابة الشرقية لقناة السويس إلى جانب جوها المعتدل الذي يدفع زائريها إلى العودة إليها مرة أخرى. ستصطحبك صحيفة "التغيير" في جولة سياحية للتعرف على أهم معالم بورسعيد أو المدينة الباسلة كما يطلق عليها المقدرين لدورها التاريخي كأحد أهم خطوط المقاومة في جميع الحروب التي شهدتها مصر. "فنار بورسعيد" يعد أحد أهم معالم المدينة لما يتمتع به من قيمة أثرية وتاريخية كبيرة باعتباره أول بناء يشيد بالخرسانة في العالم عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل وذلك لهداية السفن المارة بقناة السويس والتي افتتحت في نفس العام بعد أسبوع فقط من تمام بناء الفنار. ويتخذ الفنار شكل مثمن ويبلغ ارتفاعه 56متراً ، وكان يتميز بوجود كرة أعلى برج الفنار كانت تستعمل لتعيين الوقت من خلال أحداث صوت دوي ناتج عن سقوطها بفعل هواء "الاستيم" يسمع في تمام الساعة الثامنة صباحا ومنتصف اليوم والساعة الرابعة عصرا من كل يوم. ومن أهم معالم المدينة قاعدة تمثال ديليسبس، ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1899، وتعد أحد أهم أثار بورسعيد، وقد أزال أبطال المقاومة الشعبية في بورسعيد تمثال ديليسبس عن القاعدة بعد جلاء العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر 1956 تاريخ العيد القومي لبورسعيد ولا زال يقبع في مخازن هيئة قناة السويس إلى اليوم وسط جدل متكرر بشأن عودته إلى قاعدته مجدداً ما بين رافض ومؤيد للفكرة. ويعد مبنى هيئة قناة السويس أحد أهم الآثار المصرية المسجلة في المدينة الباسلة حيث شيد عام 1895 كأول بناء علي شاطئ القناة ببورسعيد، ويستخدم كمقر لهيئة قناة السويس ببورسعيد ولمتابعة حركة السفن المارة بالقناة. ويتميز المبنى بروعة المعمار وموقعه الفريد على شاطيء قناة السويس وقد اشترته بريطانيا في الحرب العالمية الأولي ليكون مقراً لقيادة الجيش البريطاني في منطقة الشرق الأوسط قبل أن يتم جلاؤهم عنه وعن مصر كلها في 18 من يونيه عام 1956 كآخر قاعدة لبريطانيا في منطقة القناة ومصر، ورفع الرئيس جمال عبد الناصر علم مصر عليه معلناً حريتهاً واستقلالها وسيادتها. وسنصطحبك الآن إلى المتاحف التي تقع في مدينة بورسعيد وهي متحفي بورسعيد القومي والحربي وكذلك متحف النصر للفن الحديث. أنشئ متحف بورسعيد الحربي عام 1964 ويؤرخ لانتصار بورسعيد على العدوان الثلاثي عام 1956 كما يضم بعض مقتنيات من مخلفات حروب 1956 و1967 و1973، ويستعرض كذلك لتاريخ حفر قناة السويس وتأميمها فضلا عن تاريخ بورسعيد السياسي والعسكري. أما متحف بورسعيد القومي فيعرض أثاراً من مختلف الحقب التاريخية المصرية فضلاً عن تاريخ بورسعيد منذ إنشائها سنة 1859 وحتى العصر الحديث، ويقع بشارع فلسطين بموقع فريد عند نقطه التقاء مياه قناة السويس بالبحر المتوسط، ويضم مقتنيات أثريه لمختلف عصور الحضارة المصرية الفرعونية والقبطية والإسلامية. في حين يضم متحف النصر للفن الحديث العديد من الأعمال الفنية لكبار فناني مصر في مختلف أفرع الفن التشكيلى من نحت وتصوير ورسم وجرافيك وخزف، وقد افتتح المتحف في 25 ديسمبر 1995 ويقع في شارع 23 يوليو - ميدان المسلة- أسفل مسلة الشهداء ببورسعيد.