من القصص التاريخية المشهورة قصة " قطر الندى" واسمها الحقيقي هو: أسماء بنت خمارويه بن أحمد بن طولون. والقصة تتلخص في الصراع الذي دار بين الدولة العباسية، والدولة الطولونية التي تأسست في مصر في القرن الثالث الهجري. واستمر هذا الصراع لفترة، وشعرت الدولة العباسية بقوة هذه الدولة وقوة و براعة حكامها، سواء كان أحمد بن طولون مؤسس الدولة، أو ابنه الذي خلفه في الحكم: خمارويه. فلجأ الخليفة العباسي المعتضد إلى حيلة مبتكرة لإنهاك هذه الدولة القوية. حيث دعا إلى الصلح مع خمارويه وحتى يؤكد حسن نيته تقدم بطلب ابنته "أسماء" للزواج. بالطبع سعد خمارويه بهذا العرض، وقام بتجهيز ابنته التي صارت زوجة الخليفة جهازاً يليق بها. وأعد لها موكباً اسطورياً تحدث عنه الناس، ونسجوا حوله الأساطير. لأجل هذا لقبت بهذا اللقب البراق: "قطر الندى". وكان من نتيجة ذلك أن أرهقت ميزانية الدولة... بل افتقرت الدولة... و صارت دولة ضعيفة، سهل بعد ذلك القضاء عليها. و تم للمعتضد ما أراد.. و بقيت الأسطورة. المشهد السياسي الحالي يستنسخ الأسطورة، و لكن بشكل آخر، فالأطراف التي ترفض وجود دولة قوية في مصر تنتهج استراتيجية انهاك الاقتصاد المنهك أصلاً، واستمرار حالة "الفوضي" المحببة لديهم، فبذلك تنهك الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ويٌقضى على الحلم الجميل. الدولة المصرية قديماً أُرهقت بزفاف "قطر الندى" ولكن أصحاب الاستراتيجية الجديدة استكثروا على المصريين الأفراح.. فقرروا إنهاكها بالمآتم! ومن بين الحشود المعارضة الغاضبة دائماً.. يجلس أحدهم يداعب أحلامه، عندما تزف إلية عروسه الجديدة. "قصر الاتحادية"!