يعتبر المَلَل مشكلة العصر الحديث... فكلما واجهت إنساناً وسألته عن أحواله فإنه يجيبك بأنه يشعر بالملل. فالرجل يمّل عمله_أيّاً كان عمله لأنه روتين أعتاد عليه... والمرأة تمل حياتها في البيت أو في محل عملها... ويتولد من ذلك الشعور بالتعب والسخط على الحياة والناس... وفي ذلك سلبيات عديدة. تقول الدكتورة "ماريون هيليارد" "لا شيء يدفع المرء إلى الهرب من الحياة، أقوى من الشعور بعدم جدوى الحياة، وهو شعور ينتاب المرأة أكثر مما ينتاب الرجل.. فصور الحياة أمام الرجل في تغير مستمر.. إنها تتغير في عمله، وفي كتبه، وفي قراءاته، حتى في طريقه إلى مكتبه في الصباح، وفي عودته منه. بينما نجدها عند المرأة، هي، لا تتغير، ولا تتلون. أنها نفس الصورة الواحدة التي اعتادت أن تراها فتمتلىء بها عيناها مع شروق الشمس حتى مغيبها.. صورة بيتها الصغير، ووجوه أطفالها، ومشاكل البيت والخدم، ثم التفكير في الاطباق الجديدة تتفنن في إعدادها لهؤلاء الذين ترعاهم كل يوم.. فهو "الروتين" إذن، أو هي رتابة الحياة التي تحياها، وخاصة إذا كانت امرأة غير عاملة.. هذا هو العامل الأساسي الذي يدفع المرأة في كثير من الأحيان إلى الزهد في الحياة والهرب منها.