كثيرًا ما نرى في حدائق الأطفال والملاهي وحتى في الأسواق أطفالاً لا يكفون عن الإلحاح.. يلتفت الجميع وينظرون بشفقة إلى الأم التي تحاول جاهدة أن تكفه عن تكرار طلبه باستماتة، وإقناعه بعدم إمكانية تحقيقها الآن، وهو ما يزال يكرر طلبه بصوت يثير الأعصاب، وما تلبث الأم أن تبدأ في الغضب منه وتهديده، وهو يزداد إصرارًا ويعلو صوته أكثر ثم يبدأ في البكاء وتبدأ الأم في سلسلة من الضغوطات عليه بصوت غاضب تارة وبوعد تارة أخرى، وبحركات لإخافته بيدها ثم تجرُّه بعنف معها هروبًا من الموقف، ومحاولة أخيرة يائسة للنجاة من براثن إلحاحه المغرق!! فى هذا الشأن تتحدث الكاتبة اسماء صقر عن اهم الطرق المتبعة فى تربية الاطفال الذين اعتادوا على طريقة الالحاح والعناد فتبدأ قائلة : إن ذلك يتم مع كل أم وأب في كل بيت بلا استثناء، والمشكلة الحقيقية ليست في استثارة الطفل لأعصابهما، ولكنها في أمور عدة منها: أننا نادرًا ما نبحث عن الأسباب الكامنة خلف إلحاحه المستمر، وكثيرًا ما يكون الإلحاح مجرد مظهر لمشكلة عند الطفل. الأخطاء التربوية التي ترتكب بهدف وقف الطفل عن إلحاحه (الزن)، وقد تكون بأن نستسلم فيعتاد الطفل أن يأخذ ما يريد ويفعل ما يريد بهذه الطريقة، وقد يعتاد مثلاً أن يأخذ الحلوى من السوق قبل أن يدفع ثمنها لمجرد أنه يُلح!!. استخدام العنف حين ما نصر نحن على موقفنا فنجبر الطفل بطريقة عنيفة على الانصياع لأوامرنا ومنها الصراخ، والتعنيف، والضرب، والدفع أو الجذب الشديد. بعض الأهل يكونوا غاية في الهدوء فيتركون أبناءهم يرددون ويلحون كثيرًا ولا يبدون حتى أنهم يستمعون. حقيقية أم وقتية إن البحث عن الأسباب يحل 50% على الأقل من المشكلة؛ ذلك لأنها تضعنا على الطريق الحقيقي الموصل للحل، لذا علينا أن نبحث عن السبب قبل أن نبدأ في طلب العلاج، والأسباب عديدة منها: - رغبته في جذب الانتباه والمزيد من الاهتمام ممن حوله وخاصة والديه؛ حيث إن هناك حاجات نفسية لن يستطيع أن يُعبِّر عنها في سن معينة إلا بهذه الطريقة المثيرة للأعصاب. - شعوره بالملل والفراغ وعدم وجود أنشطة وتسلية وألعاب كافية!. - التدليل الزائد أو تعوده على تلبية الطلبات تخلصًا من الإلحاح. - الشعور الشديد بالغيرة وغالبًا ما يكون ذلك حال ميلاد أخ جديد أو الاهتمام بأحد الأبناء بشكل ظاهر دون الآخر. - التوتر وعدم الاستقرار النفسي ربما لوجود خلافات في البيت أو ظروف مؤثرة أو غيرها من الأسباب. - حالات الوقتية مثل المرض والتعب والرغبة في النوم. - علينا بعد أن نبحث عن الأسباب أن نعالجها بحرص شديد؛ لأنه مهما ابتكرنا من وسائل لمعالجة العَرض فلن ينفع