أكدت دراسة طبية حديثة على أن الأدوية ومسكنات الألم التى عادة ما تعطى للمرأة أثناء الولادة ربما تقلل من إمكانية إرضاع الأم لطفلها رضاعة طبيعية . وأشارت الدراسة التي نشرت في صحيفة التايمز الأمريكية إلى أن الأدوية التي تعطى تقريبا لغالبية النساء أثناء الولادة والتي تعمل على إيقاف النزيف بعد الولادة وجد أن لها علاقة بانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية كما أشارت إلى أن الأسباب البيولوجية التي تجعل العديد من نساء بريطانيا يفشلن في القيام بإرضاع أطفالهم رضاعة طبيعية علي الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة للمحاولة في زيادة نسبة الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية بألبان أمهاتهم. وقد أوصى قسم الصحة أنه ينبغي على الأطفال أن يحصلوا على رضاعة طبيعية بألبان أمهاتهم خاصة في الشهور الست الأولى من حياتهم لما لها من فوائد صحية كبيرة على كل من الأم وطفلها لكن معدل الرضاعة الطبيعية في بريطانيا هو الأقل بين كل دول أوروبا وأن 45 % فقط من الأطفال يحصلون على رضاعة طبيعية بعد الأسبوع الأول . وبتحليل سجلات اكثر من 48 ألف امرأة قمن بالولادة في South Wales وجدوا أن استخدام عقار oxytocin و ergometrine يؤدي الى انخفاض بنسبة 7% في معدل الرضاعة الطبعية بعد 48 ساعة من الوضع. فإنهم يعتقدون أن مثل هذه الأدوية تقلل من عملية تكون اللبن عند الأم ونصحت مثل هذه الحالات أنه على من ترغب في إرضاع طفلها رضاعة طبيعية أن تتحمل الم الولادة ولا تتناول مثل هذه الأدوية وذكرت الدراسة أيضا أن الأبحاث التي قامت بها جامعة سوانسا أيضا قد أكدت على العلاقة بين تناول الجرعات الزائدة من الأدوية المسكنة للألم وانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية . و قالت د - سدي جوردان والتي أجرت الدراسة أن الحكومة تسعى إلى رفع معدل الرضاعة الطبيعية بنسبة 2% عن العام الماضي وأشارت أن الحكومة تقوم بالكثير من الدراسات في هذا الموضوع وأشارت الى أن الأمهات الحديثات وبعض من الذين لم يتم تشجيعهم على إرضاع أطفالهم رضاعة طبيعية يقومون بإرضاع هؤلاء الأطفال ألبان صناعية في عبوات (ببرونات) و أضافت الى ان السبب الرئيسي في فشل عملية الرضاعة الطبيعية هو عد كفاية لبن الأم أو رفض بعض الأطفال للرضاعة الطبيعية. و بالرجوع إلى الدراسة التي تم إجرائها علي النساء في الفترة مابين عام 1989 الى عام 1999 وجد ان 65.5 % من هؤلاء النساء اللاتي لم يتم إعطائهن أدوية توقف نزيف ما بعد الولادة بدئن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية بعد حوالي 48 ساعة من الولادة وان هذه النسبة انخفضت الى 59.1 %في النساء اللاتي تم حقنهن بهرمون oxytocin وهو هرمون له دور هام في عملية الولادة وقد انخفض هذا المعدل أيضا إلى 56.4 % في النساء اللاتي تم حقنهن بهرمون oxytocin مضافا اليه دواء ergometrine والذي يعمل على إيقاف النزيف بعد الولادة لم له من تأثير قابض على الأوعية الدموية . و أشارت الدراسة ايضا إلى أن حوالي 79 % من النساء اللاتي شملتهم هذه الدراسة قد تناولوا احد او كلا الدوائين. و ذكرت الدراسة أيضا أن كلا الدوائين يتم إعطائهم بشكل روتيني في مراكز الرعاية والخدمات الصحية. وبينت الدراسة أيضا انه بانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية بمقدار 6 – 7 % فان حوالي 50 ألف طفل انجليزي هم الذي سيحصلون فقط على رضاعة طبيعية كل سنة وقد نوهت صاحبة الدراسة الى أهمية الرضاعة الطبيعية خاصة في الشهور الست الأولى من حياة الطفل،فلو فرض أن 50 الف طفل يحصلون علي رضاعة غير طبيعية فان حوالي ألف طفل منهم سيصابون بأمراض السمنة وثلاثة ألاف طفل سيعانون من صعوبة في التنفس . ونظرا لأهمية هذه الدراسة فقد تم نشرها في المجلة العالمية لامراض النساء والتوليد. و قالت د جوردان انه ينبغي تشجيع الدراسات في هذا المجال ومنع ما من شانه أن يقلل معدلات الرضاعة الطبيعية. وقال د روزماري دودز هناك أبحاث تحتاج المزيد من الدعم لكي تجعل الأمهات يبدأن عملية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة وهذه الدراسات تضيف أهمية للدراسة السابقة فالكثير من النساء ليس عندهم الكم الكافي من المعلومات حول خطورة الأدوية التي تعطى أثناء الحمل أو الولادة وعلى النساء اللاتي فرصة إصابتهن بنزيف ما بعد الولادة قليلة عدم تناول او اخذ هذه الأدوية. وعلى هذا فإنه يجب إبلاغ الأمهات بهذه المخاطر واخذ موافقة منهن عند الاضطرار إلى استخدام هذه الأدوية أثناء عملية الولادة .
