يدعو حزب العمل الشعب المصري للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب الأربعاء القادم الساعة الواحدة ظهرا؛ للتنديد بالموقف المصري من أزمة الحجاج الفلسطينيين العالقين بنويبع، والتي ترفض السلطات المصرية السماح لهم بالعودة إلي ديارهم عبر معبر رفح الذي خرجوا منه. كما يدعو الحزب إلى المشاركة في مؤتمر تنظمه لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يوم الخميس القادم الساعة الخامسة للتنديد باستمرار إغلاق جريدة الشعب للعام الثامن رغم حصولها على أكثر من 14 حكما قضائيا بالعودة بمسودة القرار، كما يناقش المؤتمر تقديم الزميل أحمد عز الدين مدير التحرير السابق للجريدة للمحاكمة العسكرية واستمرار اعتقاله لأكثر من عام. وكان الرئيس حسني مبارك قد قال خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة أمس مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "الجعجعة على الفضائيات، لن تؤدي إلى نتيجة" بشأن تلك الأزمة التي تفجرت على إثر رفض مصر السماح للحجاج العالقين بالعودة لقطاع غزة عبر معبر رفح". وقال إن مصر تحاول حل أزمة الحجاج الفلسطينيين العالقين على الحدود مع قطاع غزة بالشكل المطلوب وفي أسرع وقت، بعد أن قال إن تلك الأزمة وضعتها في حرج شديد، لكن دعا الحجاج إلى التحلي بالهدوء وعدم التصعيد الإعلامي على مصر. جاء ذلك بعد ساعات من سماح السلطات المصرية لعبارة كانت تقل الحجاج بإنزالهم في ميناء نويبع، تمهيدًا لنقلهم إلى مدينة العريش. وعزا عدم السماح بفتح معبر رفح أمام الحجاج إلى رفض المندوب الأوروبي الحضور لفتحه، حيث يشترط وجوده إلى جانب مندوبين أحدهما مصري وآخر فلسطيني، "لذلك لا يمكننا أن نفتح المعبر ونسمح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة". ودافع عن الموقف المصري بهذا الخصوص في الوقت الذي أكد فيه حرص مصر على حل الأزمة، قائلاً: إن فتح المعبر دون وجود المندوب الأوروبي قد يكون ذريعة لكيل الاتهامات إلى مصر من الجانب الإسرائيلي، إذ أن "هناك الكثير ممن يترصدون لتلفيق الاتهامات لنا"، مع إشارته إلى التعنت الإسرائيلي الذي يحول دون حل الأزمة. وكانت مصر قد سمحت لهؤلاء الحجاج البالغ عددهم 2200 العودة بمغادرة قطاع غزة عن طريق معبر رفح؛ لأداء فريضة الحج في الأراضي السعودية، وهو ما أثار احتجاجًا إسرائيليًا رسميًا، لدى الحكومة المصرية. وفي طريق العودة اشترطت السلطات المصرية على الحجاج العودة إلى ديارهم عن طريق معبر كرم سالم، بينما يصرون هم على المرور من معبر رفح بين مصر والقطاع، بسبب مخاوف من مخاطرة كبيرة، كون معظمهم من أقارب وأهالي الشهداء، ومطلوبين لسلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وقد أعرب الحجاج الفلسطينيون العالقون على متن عبارة في عرض البحر في ميناء نويبع المصري عن احتجاجهم على عدم نقلهم إلى العريش أسوة بحجاج عبارة ثانية، وقالوا إنهم يعانون ظروفا قاسية، في الوقت الذي يعاني فيه الحجاج في العريش من ظروف مماثلة، وهم ينتظرون السماح لهم بالعودة الى غزة عن طريق معبر رفح.
واعتصموا فى الحافلات التي أقلتهم إلى المدينة، ورفضوا النزول الى مواقع الإيواء المؤقت التي هيأتها السلطات المصرية، وطالبوا السلطات المصرية بنقلهم إلى معبر رفح وإقامة مراكز الإيواء هناك, مشددين على ضرورة عودتهم من المعبر الذي خرجوا منه لتأدية مناسك الحج وليس من معبر كرم أبو سالم كما تشترط إسرائيل. من جهته قال محافظ شمال سيناء اللواء أحمد عبد الحميد إنه تم إعداد ثمانية أماكن تتسع لأكثر من ألفي حاج. وأضاف المحافظ أن الحكومة المصرية هيأت كافة الظروف لتمكين الحجاج من إقامة طيبة الى حين تسوية أوضاعهم ونقلهم إلى قطاع غزة. على صعيد متصل قال وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي إن الحكومة الفلسطينية لديها مبادرة ستسمح في حال موافقة إسرائيل عليها بعودة الحجاج العالقين بدخول قطاع عزة عن طريق معبر رفح.
وأضاف أنه في حالة الرفض يمكن لأغلبية الحجاج الدخول عن طريق معبر العوجة. بدورها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك يعارض "إعفاء" هؤلاء الحجاج من عملية التدقيق الأمني ويشترط لعودتهم المرور من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.