شهدت مدينتا بورسعيد وبورفؤاد على مدى فترات متقطعة حالة من الظلام الحالك بسبب انقطاع التيار الكهربائى فى كافة الأحياء. وقال سكان حى العرب إن المؤشرات المقبلة تؤكد أننا سوف نواجه موجة حارة شديدة فى المنازل بسبب انقطاع التيار الكهربائى، بصفة مستمرة دون مراعاة حياة المواطن البسيط، الذى تتحول حياته إلى جحيم لعدم مقدرته على شراء مولد كهربائى لارتفاع ثمنه. وأكد محمد جبر عنانى، رجل أعمال، أن انقطاع الكهرباء فشل جديد للحكومة التى تعجز عن مواجهة أزمة انقطاع التيار الكهربائى، الذى يهدد الأطفال المبتسرين فى الحضانات بالمستشفيات، التى من المفترض أن تكون خطا أحمر، ولكن مع الأسف نعيش أزمة ضمير لا أزمة غاز أو وقود. وأضافت شيماء مدكور، مديرة شركة سياحية، أن قطع التيار بصفة شبه يومية يعرضنا لخسائر فادحة، ترجع لإلغاء حجوزات الطيران، بالإضافة إلى الغضب الشديد لدى عملاء الشركة. وناشدت شيماء القائمين على قطع التيار الكهربائى، اختيار أوقات لا تتعارض مع مصالح المواطنين البسطاء والبنوك، التى تتعامل مع أصحاب المعاشات من خلال الفيزا كارت. وفى السياق نفسه أكد سكان المناطق العمرانية الجديدة، أن الحال إذا استمرت فسوف ينظمون وقفة أمام مديرية كهرباء بورسعيد، لعدم قطع التيار الكهربائى، أو أنهم لن يسددوا فواتير الكهرباء بصورة أو بأخرى. وأكد مسئول رفض ذكر اسمه، أن صيف 2013 يعد صيفا ساخنا جدا منذ بدايته، فسوف ينقطع التيار الكهربائى على 3 فترات، ما يثير غضب واستياء المواطنين، والسبب أزمة الغاز التى تشهدها مصر، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تدفع المسئولين إلى استخدام المازوت فى تشغيل المحولات، ما يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارتها فيضطر المسئولون إلى فصل التيار الكهربائى، حتى لا تتعرض المحولات للاحتراق. وبمواجهة المهندس صبرى أبو عجوة، رئيس قطاع توزيع شبكات الكهرباء، قال أنا لست مسئولا عن انقطاع التيار، ولكننى أعلم علم اليقين أن انفصال الكهرباء بصورة مستمرة، أغضبت بالفعل المواطنين. وأوضح أبو عجوة أنه ربما يكون سبب انقطاع الكهرباء النقص الشديد فى الوقود، وهذه المشكلة تمر بها مصر عامة وبورسعيد خاصة. فى الوقت نفسه أثار انقطاع التيار الكهربائى عن مناطق الزهور والضواحى وبورفؤاد بمحافظة بورسعيد استياء المواطنين، خاصة أن ذلك الانقطاع المتوالى يتزامن مع امتحانات نهاية العام مستنكرين إعلان مديرية الكهرباء بالمحافظة عن خطتها لتخفف الأحمال رغم عدم زيادتها بالقدر الذى يجعل المديرية تلجأ إلى هذا الإجراء حسب قولهم. وأضاف عبد الصبور محمد، من منطقة بنك الإسكان، أن الانقطاع المبكر للتيار يتزامن مع الامتحانات، الأمر الذى يضر بمصالح الطلاب، مطالبا بتأجيل القطع فى شهر يوليو المقبل مراعاة لظروف الطلبة. من جانبه قال عصام أبو دنيا، رئيس لجنة الطاقة بالمجلس الشعبى المحلى بالمحافظة؛ إن ما يحدث من انقطاع للتيار الكهربائى يخالف ما تعهدت به قيادات الكهرباء فى اجتماع لجنة الطاقة منذ أسابيع قليلة، والذى كان مخصصا لمناقشة استعدادات مديرية الكهرباء للموسم الصيفى. وأضاف: «إن أحد المتخصصين ذكر له أن إنشاء محطة توليد وتشغيلها يحتاج من سنتين إلى أربع سنوات، وكلنا يدرك أن مصر تحتاج إلى نحو 1.5 ميجا زيادة سنويا، وهذا لم يحدث من 5 سنوات. وتابع: «إن المتخصص قال إننا نحتاج إلى توفير 10% من استخدامنا وهذا ليس صعبا لو أن كل المصريين غيروا إلى اللمبات الموفرة، وهى متوفرة فى إدارات الكهرباء». يقول مسعد سليم الشهير بفتحى سليم، صاحب أحد محلات اللحوم والخضروات المجمدة بسوق العرب؛ إننى على وشك الإفلاس بسبب انقطاع الكهرباء يوميا، ويروى مأساته بأن البضاعة يشتريها عن طريق القسط وتتعرض للتلف بسبب انقطاع الكهرباء يوميا، ما يعرضه للخسائر بجانب ارتفاع فاتورة الكهرباء. ويروى أحد المآسى لصاحب ثلاجة لحوم، بإلقاء أكثر من35 كيلوجراما من اللحوم فى القمامة بسبب تعرضها للتلف وتغير لونها وطعمها بسبب انقطاع الكهرباء عن الثلاجات، وأنا أطالب بشراء مولدات كهرباء لمواجهة انقطاع الكهرباء، ولكن المولدات تتعدى 20 ألف جنيه، ولا أستطيع شراءها وتنتشر السرقات خلال انقطاع الكهرباء. ويختم الحاج مسعد سليم كلامه بقوله: مهما النور يقطع، ستبقى مصر منورة بأهلها. ويقول صاحب سوبر ماركت، إنه يتم وقف البيع والشراء خلال انقطاع الكهرباء بسبب أن الكاشير يعمل بالكهرباء والموازين أيضا، ما يجعله يغلق المحل، ويؤدى ذلك إلى انصراف الزبائن. وفى السياق نفسه أكد سكان المناطق العمرانية الجديدة، أن الحال إذا استمرت هكذا فسوف ينظمون وقفة أمام مديرية كهرباء بورسعيد، لنحصرهم بين أمرين أحدهما عدم قطع التيار الكهربائى، أو عدم تسديد فواتير الكهرباء بصوره أو بأخرى. وأكد التجار أنهم قاموا بإبلاغ غرفة عمليات المحافظة بتضررهم من الانقطاع الكهربائى ووصول خسائرهم إلى مئات الآلاف من الجنيهات فى تلف اللحوم المجمدة والأسماك وكل ما يتم تخزينه بالثلاجات وعزوف المستهلك عن الشراء نتيجة للانقطاع الكهربائى المستمر، خاصة فى الموسم الصيفى وعقب انتهاء الطلاب من امتحاناتهم.