أربك انقطاع التيار الكهربائى بشكل متكرر، المجمعات الاستهلاكية، وأصحاب المحال، وبخاصة المتخصصة فى بيع اللحوم والأسماك والأغذية المجمدة، مما دفع القائمين عليها إلى الاحجام عن شراء بضائع جديدة، فى الوقت الذى يسابقون فيه الزمن لبيع السلع سريعة البوار خوفا من تلفها بسبب انقطاع الكهرباء. «الشروق» استطلعت خلال جولتها، آراء العديد من المسئولين والموظفين بتلك المجمعات، وأكدوا أن هناك خسائر كبيرة لحقت بهم بسبب انقطاع الكهرباء.
ولوحظ أن العديد من المجمعات الاستهلاكية والمحال التجارية، لم تعد تعرض اللحوم والأسماك المثلجة، التى يتطلب عرضها إما وجود تيار كهربائى متواصل أو مولدات كبيرة تكفى لتشغيل المجمدات التى يتم حفظ هذه اللحوم فيها.
وكشفت جولة ل«الشروق» على عدد من المجمعات الاستهلاكية والمحال الغذائية والمشروعات الخاصة، بالقاهرة والجيزة، عن تراجع شديد فى حركة بيع اللحوم المجمدة، وسط تخوف كثير من المواطنين من بيع لحوم فاسدة نتيجة لإعادة تجميدها بعد انقطاع التيار الكهربى وعودته.
فى شارع أرض الجمعية بمنطقة إمبابة، تستقر جمعية الأهرام الاستهلاكية، التى تعتبر منفذا مهما لبيع اللحوم والأسماك المجمدة، سألنا محمد سعيد رجب، مدير فرع الوراق للشركة، فقال: إنهم خفضوا من كمية المجمدات من لحوم ودواجن بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائى الذى يعمل على تلف اللحوم المجمدة، مشيرا إلى أنه إذا استمرت أزمة الكهرباء على ما هى عليه، فسيتكبدون خسائر مالية فادحة.
ويرى أحمد حنفى، مدير فرع المنيرة لشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، أن الحال إذا استمر على هذا النحو، سيؤدى إلى وقف الحال، وغلق الكثير من المحال، وتلف اللحوم المجمدة والدواجن بمُصناعتها من دبوس وكفتة وغيرهما، مشيرا إلى أنه بدأ فى ترشيد استلامه من اللحوم المجمدة، بسبب عدم الإقبال من المواطنين على الشراء، لخوفهم من تلف التخزين عندهم لمدد طويلة.
ويشتكى الحاج محمود، الذى يبلغ من العمر 54 عاما، صاحب محل لبيع اللحوم والدواجن بإمبابة، عن مدى المعاناة التى يلقاها من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وقال إن عمله يعتمد على الكهرباء المستمرة، وانقطاع التيار المتكرر يتسبب فى تعطيل الماكينات المخصصة لتنظيف الدواجن وفرم اللحوم وغيرهما من الأدوات التى يعتمد عليها فى عمله.
وأعرب أصحاب المحال الغذائية عن استيائهم من الانقطاع المتواصل للكهرباء، حيث تحتوى محالهم على الثلاجات وخزانات الألبان، وكلها تعمل بالكهرباء، وحين تنقطع يتلف ما فيها من أغذية وسوائل، هذا ما قاله مصطفى زين، 36 سنة، صاحب محل للمواد الغذائية بمنطقة المنيرة.
وأضاف: عندما ينقطع التيار الكهربائى لفترة طويلة يفسد ما فى الثلاجات من مواد غذائية، كالزبادى والألبان والمثلجات، ويصيبها العفن، كما أن عودة التيار فجأة من الممكن أن تحرق مواتير الثلاجات التى يصعب تصليحها لكثافة اسعارها.
ويرى إيهاب شوقى، 29 سنة صاحب محل ألبان بعابدين، الكهرباء فى المنطقة تنقطع بشكل يومى لمدة ساعة أو أكثر من قرابة شهر تقريبا، وبلغ حجم خسائره نحو 40% مع هذا التكرار، مشيرا إلى أن المواد الغذائية ومنتجات الألبان تفسد إن استمر انقطاع التيار أكثر من ساعتين.
ويقول الكتور روبيل كامل، أستاذ اللحوم والمواد الغذائية بالمركز القومى للبحوث، إن استمرار انقطاع الكهرباء لها تأثير سيئ جدا على جودة اللحوم، وخاصة عندما تكون كميات كبيرة من اللحوم مخزنة فى الثلاجات، مضيفا أن لها تأثيرا كيمائيا وطبيعيا حيث إن انقطاع الكهرباء وعودته بعد فترة، يؤدى إلى زيادة كمية السائل الناضح «الدرب» وهذا السائل يحتوى على صبغات اللحوم والبروتينات الزائبة فى الماء والعناصر المعدنية المهمة والفيتامينات. وأضاف: كلما زاد السائل الناضح قلت القيمة الغذائية فى اللحوم المجمدة وقلت جودتها.