أظهرت نتائج دراسة تلخيصية، أعدتها اللجنة الوطنية المصرية المشكلة من جامعة القاهرة، ومجموعة من خبراء الرى والفنيين المصريين، عددا من النتائج السلبية لسد النهضة الإثيوبى، والتى تم التوصل إليها استنادا إلى المعلومات التى وفرتها إثيوبيا من خلال اللجنة الدولية لدراسة سد النهضة. وأوضحت الدراسة، أنه بناء على التقارير التى وصلت إلى مصر من خلال اللجنة الدولية والثلاثية لسد النهضة الإثيوبى، فإن التأثيرات الفنية المتعلقة بالسد، تتحدد فى أنه أثناء ملء الخزان وفى حالة تزامن الملء مع فترة الفيضان أقل من المتوسط، فإن الآثار ستكون « كارثية»، حيث يتوقع عدم قدرة مصر على صرف حصتها من المياه، بعجز أقصى يصل إلى 34% من الحصة، أى ما يقارب 19 مليار متر مكعب، وبعجز متوسط 20% من الحصة السنوية طوال فترة ملء الخزان، فى حالة الافتراض بملئه على مدى 6 سنوات. وأضافت الدراسة، أن العجز فى كميات المياه، سيصحبه انخفاض فى انتاج الطاقة من كهرباء السد العالى وقناطر نجع حمادى، بإجمالى عجز سنوى يصل إلى 40% من الطاقة الكهربائية المنتجة. وأوضحت الدراسة، خطورة استنزاف المخزون فى بحيرة السد العالى وقت ملء خزان سد النهضة، حيث يقل عمق المياه بمقدار يزيد على 15 مليار متر مكعب، ليصل منسوب المياه إلى 159 مترا، موضحا أن هذا الانخفاض لن يكون ملحوظا فى السنوات الأولى ولكن تأثيره سيظهر مجمعا فجأة عند استنفاد المخزون الاستراتيجى للبحيرة فى فترة الجفاف. وأضافت الدراسة أن هذه التأثيرات ستتسبب فى نتائج بيئية واجتماعية، حيث إن نقص كل 4 مليارات متر مكعب من المياه، يعنى بوار 1 مليون فدان وتشريد 2 مليون أسرة، وفقد 12% من الإنتاج الزراعى، وزيادة الفجوة الغذائية بمقدار 5 مليارات جنيه، فضلا على زيادة التلوث والملوحة وعجز فى مأخذ محطات مياه الشرب نتيجة انخفاض المناسيب، وتأثر السياحة النيلية وتداخل مياه البحر فى الدلتا، مما يزيد من تملح المياه الجوفية. وطبقا للدراسات التى قامت بها اللجنة الوطنية، أوضحت أن إقامة سد النهضة سيتسبب فى زيادة البخر بمقدار 0.5 مليار متر مكعب سنويا على أقل تقدير، عكس ما يُثار وتروج له الحكومة الإثيوبية بأن السد سيوفر المياه من خلال تقليل البخر فى بحيرة السد العالى. وأوضحت الدراسة أنه بعد تجاوز فترة ملء الخزان، بافتراض حدوث أقل الخسائر ،مع ضعف هذا الاحتمال، فإن مرحلة تشغيل السد قد تمثل تحديات من نوع أخر، حيث إن مبادئ تشغيل السد، تعتمد على تعظيم الطاقة الكهرومائية المنتجة، وهو ما يتعارض مع تصريف المياه فى فترة الفيضان أقل من متوسط. وأوضحت الدراسة أن التوقعات الجيولوجية، تتجه إلى وجود احتمالات بانهيار السد، موضحة أنه تم استخدام عدد من الفروض العلمية لمحاكاة هذه الافتراضية، من خلال المعلومات التى قدمتها إثيوبيا فى اللجنة الثلاثية، حيث يعتبر نموذج الارتفاع 145 م وحجم التخزين 74 مليار متر مكعب، وبناء سد أساسى خرسانى وسد آخر ردمى كمساعد، أظهرت عددا من النتائج السلبية وأهمها تأثر الخرطوم بشكل كبير جراء تنفيذ ذلك.