تتواصل اليوم في مدينة سرت الليبية مفاوضات السلام بشأن إقليم دارفور بعقد جلسات مغلقة بين الحكومة السودانية وفصائل المتمردين، بينما راسل نواب بريطانيون سفارة الصين طالبين من بكين الضغط على الخرطوم لتحقيق السلام في الإقليم المضطرب غربي البلاد. وتغيب عن هذه المحادثات -التي يرعاها الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة- سبع من الفصائل المتمردة بسبب ما تزعمه ب"العنف الذي تحركه الحكومة" بالإضافة إلى رفض وسطاء الأممالمتحدة الاستجابة لطلب تأجيل المحادثات من أجل التوصل إلى موقف موحد والاتفاق على الوفد المشارك. وتبرر الفصائل غير الحاضرة مقاطعتها أيضا بعدم ثقتها في الدولة المضيفة والوسطاء الدوليين، وقال الهادي عجب الدور أحد ممثلي المتمردين لوكالة رويترز إنه لن يتقرر شيء بما في ذلك الموافقة على الهدنة التي أعلنتها الخرطوم حتى تتحقق مشاركة المزيد من الحركات. وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في الإقليم، ومن جهته صرح رئيس وفد الحكومة السودانية نافع علي نافع أنه ينبغي منح المتمردين الذين قاطعوا المحادثات مهلة أطول للحضور، لكنه أضاف أن "السلام لن يكون مرتبطا بمن لا يرغبون بالمشاركة" وأن الوسطاء "أوضحوا أن من لا يريدون الحضور ينبغي تهميشهم". وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى دارفور يان إلياسون "أرفض القول إن عملية السلام توقفت. لقد غادر القطار المحطة سالكا طريق السلام والسؤال الآن هو من هم الركاب الذين سيستقلونه؟"، ملمحا بذلك إلى حركات التمرد التي قررت مقاطعة محادثات سرت. وتابع "ينبغي أن تنتهي هذه العملية بالنتيجة التي نتطلع إليها، العملية الشاملة ستستمر ولن تؤجل". وقد قدم دبلوماسيو الأممالمتحدة خطة للسلام تتضمن ثلاث مراحل أولاها "مشاورات متقدمة" في سرت، والثانية تتضمن "استعدادات" والتوصل إلى "توافق داخلي". وفي المرحلة الثالثة يجري المتمردون السودانيون والحكومة "مفاوضات فعلية". وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أن يسافر مسؤولون من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى السودان في الأيام القادمة في محاولة لإقناع زعماء أساسيين للمتمردين بالتراجع عن مقاطعتهم للمحادثات. وكانت الفصائل المتمردة المشاركة في المحادثات طالبت بتعليقها قائلة إنها "لا تريد أن تعزل أحدا من الحركات المسلحة الرئيسية من المفاوضات" وإنها ستبذل مساعي واتصالات مع المقاطعين لإقناعهم بالانضمام للمحادثات.