ناشد مجلس النواب الأمريكي الصين استغلال نفوذها وقوتها الاقتصادية للضغط على الحكومة السودانية لوقف ما يزعم الرئيس جورج بوش بأنه حملة إبادة جماعية في إقليم دارفور. وقال قرار أصدره مجلس النواب في اقتراع لاقى موافقة بالإجماع إنه ينبغي على الصين أن تتصرف بشكل يتناسب مع المعايير الأولمبية في الحفاظ على الكرامة الإنسانية في دارفور وحول العالم. وكان سياسيون ونشطاء لحقوق الإنسان وشخصيات بارزة طالبوا بمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008 التي تستضيفها بكين باعتبار الصين المتعامل الاقتصادي الأول مع السودان، وأنها لم تستغل هذا العامل لوقف ما أسموه "إراقة دماء" في الإقليم. وطالب القرار بكين بوقف بيع أسلحة للسودان وتعليق التعاون الاقتصادي معه حتى يوقف "هجماته على المدنيين" في دارفور والانضمام إلى مفاوضات مع المتمردين هناك للوصول إلى اتفاق سلام. ويعبر قرار مجلس النواب غير الملزم عن مشاعر المشرعين الأميركيين الممتعضين من مواصلة الصين تعاملاتها الاقتصادية مع السودان والدفاع عنه أمام الجهود الدولية لتشديد العقوبات بسبب سنوات من الصراع في دارفور. يشار إلى أن واشنطن فرضت عقوبات جديدة على الخرطوم الأسبوع الماضي وتسعى لحشد التأييد لحظر دولي على السلاح، مع شعورها بعدم سعي السودان الجدي لإنهاء الصراع في دارفور. في المقابل تحث الصين التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن المجتمع الدولي على الصبر على السودان، قائلة إن العقوبات ستلحق ضررا بجهود إحلال السلام في الإقليم. كما تعارض بكين إرسال قوة سلام أممية إلى هناك. وأقر مجلس الأمن الدولي خططا الشهر الماضي تقضي بنشر قوة لحفظ السلام في دارفور مؤلفة من قوات للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة رغم أن خلافا بشأن الجهة التي ستتولى قيادة القوة عطل نشرها. في سياق متصل قالت وزيرة الخارجية البريطانية مرغاريت بيكيت أمس إن بلادها ستعمل جاهدة لتشديد عقوبات الأممالمتحدة ضد الخرطوم إذا لم تدعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع في دارفور. وأضافت بيكيت أمام البرلمان أثناء مناقشة لمسألة دارفور إن تعاون السودان سيؤدي إلى إنهاء العقوبات والحصول على مزيد من المساعدات لإعادة الإعمار والتنمية. وحذرت الوزيرة من أن ما يسري على حكومة السودان يسري على جماعات المتمردين إذا لم يتعاونوا وإذا لم يكونوا مستعدين للدخول في هدنة حقيقية قائلة إنه من الضروري من وجهة نظرنا أن يكونوا عرضة للعقوبات وسيكونون. واتهمت بيكيت الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالتقاعس في تطبيق خطة حفظ السلام التي نوقشت في أديس أبابا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي رغم تأكيدات متكررة بأنه سيلتزم بتنفيذها. وقالت في هذا الخصوص "إنه أرسل المزيد من الطائرات لقصف شعب دارفور.. ما زالت الهجمات مستمرة على المدنيين وقوات حفظ السلام ووكالات الإغاثة الإنسانية".