في صفعة داخلية جديدة لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، وصف الجنرال الأمريكي المتقاعد ريكاردو سانشيز مهمة الولاياتالمتحدة في العراق بأنها "فشل كارثي" وكابوس ليست له نهاية منظورة، موجهاً انتقادات شديدة اللهجة للأخطاء السياسية والعسكرية التي وقعت فيها الإدارة الأمريكية منذ احتلال العراق. وقال الجنرال سانشيز في حديث لعدد من المراسلين العسكريين الأمريكيين في أورلينجتون بفرجينيا : إن أوجه القصور في السياسة الأمريكية تجاه العراق ساهمت في تعقيد الأمور، مشيراً إلى أن من بين القرارات الخاطئة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية قرار حل الجيش العراقي وعدم تشكيل حكومة مدنية عراقية عند بداية الاحتلال. وأضاف الجنرال الأمريكي أن الإستراتيجية الأمريكية الحالية لمحاربة المقاومة في العراق لن تحقق مكاسب طويلة الأمد. ووصف زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق هذا العام بأنها محاولة يائسة للتعويض عن سياسات خاطئة، مشدداً على أنه "ظهر بشكل فاضح ومؤسف عدم كفاءة القيادة الإستراتيجية لزعمائنا الوطنيين". وتابع الجنرال سانشيز "انسحاب القوات الأمريكية من العراق ليس خياراً في الوقت الحاضر". وأضاف قائلا : "إن القوات الأمريكية تجد نفسها في وضع صعب في العراق، وليس أمامها غير الاستمرار في بذل الجهود هناك". وقال القائد العسكري الأمريكي : "إن مجلس الأمن القومي كان فشلاً مفجعاً"، منحيا باللائمة على المجلس في تبني إستراتيجية اعتمدت بشكل كبير على القوات المسلحة وأخفقت في تعبئة الحكومة بشكل فعال. كما وجه سانشيز انتقادات للخارجية الأمريكية والقيادة العليا في الجيش ، معتبرا أن الحرب في العراق لم يمكن كسبها من خلال القوة العسكرية. من جانبها وصفت شبكة "سي0إن0إن" الإخبارية الأمريكية تصريحات الجنرال سانشيز بأنها "أشد انتقادات يوجهها قائد عسكري سابق إلى سياسات الإدارة الأمريكية في العراق". يشار إلى أن استقالة القائد العسكري السابق جاءت في يوليو 2004 بسبب فضيحة تعذيب السجناء في سجن أبو غريب، التي لم توجه له أي تهمة فيها. جدير بالذكر أن الجنرال ريكاردو سانشيز كان قبل تقاعده يشغل منصب القائد العام لقوات الاحتلال الأمريكية وقوات "التحالف الدولي" العاملة في العراق منذ عام 2003 .