فيما يعد اعترافًا بفشل جولتها الشرق أوسطية الجديدة أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس" عن تفاؤلها "الحذر" لعقد مؤتمر السلام في موعده بالرغم من عدم حل كثير من الإشكاليات المتعلقة بالقضية الفلسطينية قبل انطلاق أعمال هذا المؤتمر. وكانت رايس قد أنهت جولة دامت أربعة أيام لتقريب وجهات النظر دون ظهور دلائل على تحقيق تقدم يذكر بين الطرفين المتخاصمين., كما أنها لم تنجح في تحديد موعد نهائي للمؤتمر الدولي المزمع برعاية واشنطن، والتي تعلق عليه الإدارة الأمريكية آمالا قوية وجادة في طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويواجه مؤتمر السلام تهديدًا حقيقيًا لنجاحه في ضوء الخلافات المتصاعدة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسئولي الكيان الصهيوني, حيث يريد الصهاينة من عباس إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينين بشكل نهائي وواضح,بالإضافة لبعض الإشكاليات عن الحدود النهائية للدولتين الفلسطينية والصهيونية، ومستقبل مدينة القدس, علاوة على رفض الكيان الصهيوني وضع جدول زمني لحل تلك القضايا العالقة بين الجانبين. ويخشى عباس من فقده البقية المتبقية من الشعب الفلسطيني وبعض الأطراف العربية إذا وافق على مثل هذه الأمور بهذا الشكل الواضح. ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤول فلسطيني وصفته بأنه رفيع قوله إن الجانب الفلسطيني لن يستطيع تسوية كافة الأمور في وثيقة المؤتمر القادم وبالرغم من التصريحات المصرية الموحية بالارتياح بعد الانتهاء من مباحثات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مع رايس, فإن البعض يؤكد عدم تحقيق المحادثات بين الجانبين المصري والأمريكي أهدافها, وظهر هذا واضحًا في المؤتمر الصحفي "المقتضب" الذي عقدته رايس في القاهرة مع أبو الغيط, حيث بدت على الوزيرة ملامح الخيبة وخاصة عندما طلبت من أبو الغيط إنهاء وقائع المؤتمر الصحفي ورد هو عليها "كما تشائين"!! وكانت مصر قد طلبت تأجيل عقد مؤتمر الخريف للسلام حتى يتم التوصل إلى حلول مرضية للإشكاليات بين الجانب الفلسطيني والصهيوني غير أن مبارك رجع وأعرب عن ارتياحه لعقد المؤتمر في موعده بعد لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية "رايس"!!