تصاعدت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن فى بنجلاديش ومتظاهرين إسلاميين فى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين بوسط العاصمة دكا، حيث لاقى ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم منذ بدء الاحتجاجات أمس. وانطلق أكثر من 10 آلاف عنصر، من الشرطة ومن كتيبة النخبة الخاصة بالتدخل السريع ومن فرقة حرس الحدود البنجلاديشية شبه العسكرية، فى حملة مشتركة مساء أمس الأحد لفض المظاهرات فى أحد شوارع العاصمة الرئيسية. وقال مسئولون إنه بعد أن تم فض المظاهرات فى الشارع الرئيسى إلى حد كبير، توجه المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية وواصلوا الاشتباكات مع الشرطة. وأطلقت قوات الأمن العديد من الطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع عندما بدأت حملتها لفض المظاهرات . وتأتى هذه الاضطرابات فى الوقت الذى تكافح فيه الحكومة للتعامل مع الغضب الذى تشهده البلاد بعد انهيار مبنى شمال غرب العاصمة، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 610 قتلى منذ وقوع الحادث أواخر الشهر الماضى، ولا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا وسط الأنقاض. وأعلن المحتجون الإسلاميون، الذين يطالبون بسن قانون مناهض للإلحاد والتجديف ينص على عقوبة الإعدام، عن عزمهم إغلاق المركز التجارى الرئيسى فى بنجلاديش "موتيجهيل " حتى تحقق الحكومة مطالبهم. وقال ضابط شرطة شارك فى فض المظاهرة إن الساعات الأولى للحملة، التى استهدفت إخلاء الشارع من النشطاء وأنصار جماعة "حفظة الإسلام"، شهدت إصابة ما لا يقل عن 50 شخصا، من بينهم عدد من عناصر الشرطة . كما ألقت الشرطة القبض على عدد من المحتجين . وبدأت قوات الأمن التدخل بعد تجاوز المظاهرة وقتها المحدد مسبقا وتحولت إلى مظاهر عنف. وقال شهود عيان إن المتظاهرين هاجموا مقرات حزب رابطة عوامى الحاكم، وأضرموا النيران فى أكثر من 100 متجر وما لا يقل عن 50 سيارة متوقفة فضلا عن تخريب العديد من المبانى الأخرى. وقالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد إن القوانين الحالية تحتوى ضمانات كافية لمواجهة المخاوف التى أثارها المتظاهرون. وتعهدت رئيسة الوزراء يوم الجمعة الماضى بأنها "لن تسمح بأى فوضى باسم الإسلام، دين السلام". ويطالب المتظاهرون بالتعليم الدينى الإجبارى وإنهاء السياسة "المناهضة للإسلام" التى تدعو إلى المساواة بين الجنسين. وقال عبدالرحمن، وهو أحد زعماء جماعة حفظة الإسلام، للحشد "سنثبت اليوم إذا ما كنا نحن أو الملحدون من ينتمى لهذه البلاد". وانتقد عبدالرحمن الائتلاف الحاكم الذى يقوده حزب رابطة عوامى واعتبره "حكومة ملحدين"، وطالب المشاركين فى الاحتجاجات بالبقاء فى أمكانهم حتى تحقق الحكومة مطالبهم. وحشدت الجماعة عشرات الآلاف للمشاركة فى مسيرة فى دكا الشهر الماضى تطالب بمقاضاة مدونين "ملحدين" بدعوى شن هجمات ضد الإسلام، وهددت الجماعة الحكومة بفرض "حصار" على العاصمة إذا لم تتحقق مطالبها.